قديم 2011-01-03, 20:28
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية hicham27
hicham27
.:: مؤسس و مدير الموقع ::.
  • Morocco
افتراضي مات وهو يعوى كالكلاب

مات وهو يعوى كالكلاب


مات وهو يعوى كالكلاب


فساد الدنيا بفساد ملوكها، وفساد ملوكها بفساد علمائها، وما من سلطان ولا قائد ولا حاكم يضل عن سبيل الله عز وجل ويتجبر في الأرض إلا وله بطانة سوء تزين له باطله وتبرر له ظلمه وطغيانه، وتحاول أن تطفي الشرعية على أفعاله، وتلك البطانة الآثمة تتحمل الوزر الأكبر في هلاك الأمم
وسقوطها، والله عز وجل ذو القوة المتين والحكمة
البالغة يرينا من الآيات والعبر والعظات
هؤلاء الضالين المضلين ما نتيقن به من صدق موعودة جل وعلا في نصرة المؤمنين وعاقبة الظالمين والمجرمين،
وهذا الموقف خير شاهد على ما نقول، وهو من تاريخ أمة طواها النسيان فلم يعد يعرف المسلمون الآن شيئًا عن تاريخها أو حتى حاضرها، وهي أمة الإسلام في بلاد الهند الشاسعة، والتي حكمها المسلمون عدة قرون وأقاموا بها مملكة عظيمة ودولة قوية ذات أركان متينة، وكانت بداية
انهيارها على يد هذا الضال المضل الذي سيزوى دوره ومصرعه ليكون للعالمين آية.
اسمه أبو الفيض بن المبارك الناكوريّ، وُلد سنة 954هـ في بيت ضلالة وإلحاد وزندقة، فاشتغل بالفلسفة والمنطق وعلوم الكلام، وبرز في علم الشعر والنثر حتى فاق معاصريه بروعة سبك القصائد، ووصل خبره لسلطان الهند الأشهر «أكبر شاه بن همايون البابري» فاستقدمه وسمع قصائده، فأعجب به، وجعله من خاصته ومن أقرب رجال مشورته، ولقد قام ذلك الزنديق بإفساد عقيدة السلطان أكبر شاه حتى أخرجه من الدين بالكلية، وجعله حربًا على الإسلام وأهله.
قال عنه العلامة البدايوني في المنتخب: «كان مخترع الجد والهزل والعجب والكبر والحقد، وقد جمع من خصال الكفر والنفاق والخبث والرياء والرعونة، ما لم يكن لأ د في زمانه، وكان غاية في
العناد والعداوة لأهل الإسلام، والطعن في أصول الدين والحط من الصحابة وتابعيهم والسلف والخلف من القدماء والمتأخرين من الأحياء والأموات، حتى كان يفوق اليهود والنصارى والهندوس والمجوس ألف مرة في هذا الباب فضلاً عن الروافض».
لما رأى هذا الضال الزنديق إنكار المسلمين عليه ومبالغتهم في الحط عليه والتحذير منه أعلن عن عزمه تأليف تفسير للقرآن الكريم لتطهير عرضه من قدح
الناس، ولكن من كفره ونفاقه وزندقته كان يعمل التفسير وهو في حالة السكر والجنابة، وكان يلقيها
على الأرض وتطأ الكلاب أوراقها، وظل على زندقته وضلالته، وكل يوم يقنع السلطان السفيه ببدعة جديدة وضلالة أشد من سابقتها حتى حانت نهايته التي كانت مليئة بالعبر والعظات وآية من آيات الرحمن في خلقه.
أصيب ذلك الزنديق الضال الذي أضل خلقًا كثيرًا، وكاد أن يهدم الإسلام
بالهند، أصيب بمرض نادر وغريب حار الأطباء فيه، حيث تورم وجهه للغاية، وفي نفس الوقت نحل جسده حتى صار مثل العصا البالية، وبعد فترة من المعاناة الشديدة مع المرض الغريب، اسود وجهه حتى صار مثل الزنوج، وكان من قبل شديد البياض بهي الطلعة، وبعد فترة أخذ يعوى كالكلاب، حتى أن السلطان أكبر شاه لما عاده في بيته عوى عليه كالكلب، وصار الناس يتحاشون الدخول عليه، حتى أولاده وأهل بيته جعلوه في بيت منعزل خوفًا من العدوى، وظل الزنديق يعوى ليل نهار حتى مات وهو يعوى كالكلاب، وصدق الحق جل في علاه:﴿سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾.






إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


مات وهو يعوى كالكلاب


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 16:06
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc