الحمدلله أحمده حمد محب لمحمد صلى الله عليه وسلم يرجو أن يكون متبعا لا مبتدعا
والصلاة والسلام على محمد صلاة حامد لربه على نعمه معتذرا على تقصيره ؛ أما بعد
ففي الحديث الصحيح :(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)).
وفي الصحيح أيضاً قال عمرُ : يا رسولَ اللهِ ، لأَنْتَ أحبُّ إليَّ مِن كلِّ شيءٍ إلا مِن نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا ، والذي نفسي بيدِه ، حتى أكونَ أحبَّ إليك مِن نفسِك. فقال له عمرُ : فإنه الآن ، واللهِ ، لأَنتَ أحبُّ إليَّ مِن نفسي ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمرُ"
فبأبي أنت وأمي ونفسي وأهلي وولدي ومالي وكل شيء عندي .
كيف لا نحبك يارسول الله ؟
أم كيف نسمح لقلوبنا أن تحب إنسانا فوق حبك !
هنيئا للعيون المؤمنة التي رأت وجهك البهي ؛ وهنيئا للآذان المؤمنة التي سمعت حديثك مشافهة .
ياليتني كنت خادما من خدمك أو حارسا عند بابك .
أكبر مخاوفي وأشد ما يقلقني أن تحول ذنوبي وجهلي وظلمي لنفسي بيني وبين مرافقتك ورؤيتك في الجنة .
كلما تذكرت أن الملآئكة تذود عن حوضك بعض أمتك شرقت بالحياة وأظلمت الدنيا في وجهي .
أي خسارة أعظم من خسارة من يحرم مرافقتك ؛ فلا يرافقك لا في الدنيا ولا في الآخرة .
أن تكون أحب إلينا من الناس جميعا يعني أن يكون هديك وسنتك أحب وقولك أحب ؛ وما تحب أحب .
كم حدثت نفسي وحدثتني أن لو رأيتك لسألتك أن تدعو لي فأفوز فوزا عظيما .
كم حدثت نفسي وحدثتني أن لو حضرت مجلسا من مجالسك تقول فيه من يفعل كذا وله الجنة ؛فلعل ربي يمن علي فأبادر وأقول أنا يا رسول الله .
كم غبطت أسامة بن زيد رضي الله عنه أن كان حبك وابن حبك .
وكم غبطت معاذا رضي الله عنه يوم قلت له يارسول الله صلى الله عليك وسلم والله إني لأحبك يا معاذ .
وكم غبطت عكاشة بن محصن رضي الله عنه يوم قال أدعو الله يا رسول الله أن أكون منهم ؛فقلت له بأبي وأمي يارسول الله صلى الله عليك وسلم أنت منهم .
أعلم يقينا أني لا أساوي أرضا كان يمشي عليها هؤلاء الصحابة الكرام ؛ وأعلم أني لو أنفقت مثل أحد ذهبا ما بلغت مُد أحدهم ولا نصيفه .
لكنها أمنيات قلبي يارسول الله .
أعلم أن هناك من سمع منك وكفر ؛وأعلم أن هناك من جلس معك وقاتل معك وهو في الدرك الأسفل من النار .
لكني أرجو من ربي أن لا أكون بلقياك شقيا .
حتى مجرد رؤيتك صلى الله عليك وسلم في المنام بشارة وأمان.
فقد صح عنك الخبر أن الشيطان لا يتمثل بك .
فهنيئا لمن رأتك عينه ولو في المنام .
ورضي الله عنه خبيب بن عدي يوم قال
والله مأ أحب أني آمنا في أهلي ومحمد صلى الله عليه وسلم يشاك بشوكة .
خاتمة : اللهم إنا نسألك مرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنات الخلد.
اللهم إنا نعوذ بك أن نكون ممن يذاد عن حوض نبيك ونعوذ بك من التغيير والتبديل .
يارب لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .