قديم 2014-11-10, 10:33
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية iyad05
iyad05
:: سوفت ماسي ::
افتراضي الكلمات الأمازيغية في اللهجة الليبية

الكلمات الأمازيغية في اللهجة الليبية

في هذا الجزء سأتناول الألفاظ المشتقة من الجذر (كر)، والذي يتحول إلى اللفظ (شر)، والعكس. وهو بسبب البدل، وهذا البدل موجود في اللغة الأمازيغية في أغلب الألفاظ التي بها حرف الكاف أو الشين.
بعد البحث في كل من اللفظ (كر) و(شر)، توصلت إلى أن هذه الألفاظ دخلت في كثير من الكلمات الأمازيغية، أما بالنحث أو الاشتقاق، لتدل على أن كر أو شر تعنى الثني أو اللّف والاستدارة. أما في اللغة العربية فيوجد الكثير من الألفاظ التي بها الجذر (كر)، هي تكون أغلبها معربة ودخيلة على العربية.
من الملاحظ في المعاجم العربية أن علماء اللغة العربية لم يتفقوا على تفسير مقنع لمعاني الألفاظ، تراهم أحيانا في اختلاف حول معنى الألفاظ، وسبب ذلك يرجع إلى أنهم ينقولون عن بعضهم البعض من الكتب، دون التحقق من الألفاظ على أرض الواقع، وأيضاً لم تكن لديهم دراية باللغات المجاورة للعربية لكي يتحققوا من الألفاظ الدخيلة أو الأصلية، وبسبب جهلهم باللغات الأفريقية، قاموا بإرجاع أغلب الألفاظ الدخيلة على العربية، إلى اللغة الفارسية. والشيء الغريب في هذا هو كيف تم تجاهل اللغة الأمازيغية بالكامل من قبل علماء اللغة العربية؟.
ومن الألفاظ التي من الجذر (كر) التي توجد في اللهجات المحلية، التي سأتناول بعض منها وهي مثل: كرة اللعب، كركر بمعنى جرّ، والتكرار، وكراطون أي عربة النقل التي تجرها الخيول، وكرتون وهو الورق المقوى، وكردس أي اجتمع فوق بعضه، والكرش أي المعدة، وكرفي وهو الطريق، وكريوة وهي البكرة، وكرييتا وهي عربة نقل يجرها الحصان، وكروسة وهي عربة نقل الإنسان يجرها الحصان، كرموس وهو ثمر التين، وكروانة أي إناء غسل اليدين، وكرسي الجلوس، كرف بمعنى شم، الكرمة أي شجرة التين. وكذلك من الألفاظ: الكرّة بمعنى المرّة، وكر بمعنى رجع إلى الحرب، ومكارة أي البكرة، والكري بمعنى الإيجار، والوكر وهو عش الطائر، شكارة بمعنى الكيس الكبير، زكرة أي آلة الغناء، سكّر بمعنى أغلق، السكر الذي يؤكل، وسكر بمعنى ثمل، السمكرة أي تصليح الحديد، والعسكر أي الجيش، وعكره في لعب الورق، وكوربا .. إلخ.
ومن الألفاظ التي من الجذر (شر): شرشر بمعنى يصب، مشرول أي غير مستقيم، الشور والشيرة بمعنى الفكر والرأى، الشارة أي اللباس أو العلامة، وأشار أي أومأ بيده، شرش وهي الريح الباردة التي تأتي من البحر، وشرشور وهو حجارة البناء .. إلخ.
* كرة
الكرة التي يلعب بها معروفة، ومن المعاجم العربية في تهذيب اللغة للأزهري قال: قال الإصمعي: الكرة هي البعر، أي زبل الحيوان، وفي الصحاح الكرة البعر العفن تجلى به الدروع. وفي لسان ابن منظور قال: من العرب من يقول للكرة أكرة، واللغة الجيدة الكرة، وقال الجوهري: الكرة التي تضرب الصولجان وأصلها كرو والهاء عوض تجمع كرين، وعن ابن سيده قال: الكرة ما دار من شيء، وكرا الكرة لعب بها، وقال ابن منظور الكرو أصلها كروة فحدفت الواو، وجمع الكرة كرات وكروت. وفي مادة كور قال: الكور هو الرحل، وكور الحداد هو موضع النار الذي قيه الجمر. ومن آيات القرآن (إذا الشمس كورت)، قال الجوهري عن ابن عباس: كورت غورت، وعن مجاهد قال: كورت اضمحلت، وعن قتادة قال: كورت ذهب ضوءها، وقال هذا قول الفراء، وأجمعوا على أنها فارسية، ولكن ابن عبيدة قال: تكور أي تلف، وهو القول الأصح، وهو من الفعل الأمازيغي أكور، وكورت الشمس معناها استدارت. وفي كتاب الجمهرة لإبن دريد: قال الكُرات نبات معروف، ثم قال الكرة البعر، وقال وكرت بالكرة إذا ضربتها بالصولجان، فأما الكورة من القرى فلا أحسبها عربية، وقال كرت الأرض أكورها كوراً في بعض اللغات إذا حفرتها، وقال الكور القطعة العظيمة من الإبل.
مما سبق نلاحظ عدم تطابق آراء علماء اللغة في هذا اللفظ، وهذا راجع إلى أن اللفظ أمازيغي وهو غير معروف في الجزيرة العربية قديماً، وهو دخيل عليها، وأصل الكرة من اللفظ الأمازيغي (أكور)، وهو كومة من غزل الصوف ملفوفة، ومؤنثها (تاكورت) أي الكرة، في بعض اللهجات تكتب بحرف الشين (أشور)، و(تاشورت) كما في لهجة مزاب بالجزائر.
* كركر
في اللهجة الليبية كركر بمعنى جرّ، أما في تهذيب اللغة للأزهري قال: قال ثعلب كركر إذا انهزم. ابن الأعرابي قال: كركر في الضحك، كركرة إذا أغرب، وكركر الرحى إذا أدارها. في لسان العرب: عن التهذيب قال: في نوادر العرب كركرته اذا جمعته ورددت اطراف ما انتشر منه، وعن ابن الاعرابي: كركر اذا انهزم واذا جبن، وعن ابن دريد في الجمهرة قال: كركر اذا ضحك، وقال الكركرة الارتداد عن الشيء ودفعه عن ذلك. قال أبوعبيد عن أبي عمرو: الكركرة صوت يردده الإنسان في جوفه، في الأمازيغية كركر أي جرّ، وأصل اللفظ (كور) أي جر وهو من اللّف والتدحرج.
* تكرار
قال الليث: الكر يعني الرجوع على الشيء ومنه التكرار.
* بكرة
في اللهجة الليبية يطلق عليها كرّيوة وجرّارة، في لسان ابن منظور قال: البكرة ما يستقي عليها، وقال البكرات هي الحلق التي في حلية السيف. وابن سيده قال: البكرة التي يستقي عليها، وهي خشبة مستديرة في وسطها منخر للحبل في جوفها محور. وهذا اللفظ من اللفظ الأمازيغي (تماكارت) أو مكارة، أي البكرة، وهي تستعمل كثيرا في معاصر الزيتون القديمة، وكذلك الآبار العميقة منذ آلاف السنين في شمال أفريقيا.
* سكـّر
اللفظ سكـّر في اللهجة الليبية يعني أغلق. أما في المعاجم العربية في لسان العرب: قال ابن منظور في تفسير الآية القرآنية (لقالوا إنما سكرت أبصارنا) أي حبست عن النظر وحيّرت، وقال ابو عمرو بن العلاء: معناها غطيت وغشيت، قال مجاهد: سكرت أي سدت، وقال ابن الاعرابي: سكرته ملأته، وفي اللسان قال السكر: سد الشق. من الملاحظ أن علماء اللغة لم يعرفوا هذا اللفظ عند أهل الجزيرة العربية لإختلافهم في التعريف به، بل جاء في القرآن وهو لفظ حديث، وتفسيره في اللغة الأمازيغية هو من اللفظ (كر) أي لفّ، واللفظ (سكـّر) أتى من فعل الأمر أغلق أي من لف المفتاح في القفل، ومنه (تسكّارت) أي أداة الغلق وهي القفل.
* سكر
وهو المركب الحلو معروف، في المعاجم العربية: السكر من الحلواء فارسي معرب، في دائرة المعارف الإسلامية نجد أن السكّر: من الفارسية (شكر)، ومن السنسكريتية (سركرا)، ويعرف قبل تكريره باسم (شكر)، وبعد أن يغلي ويكرر للمرة الثانية باسم (سليمانى)، وبعد أن يغلي مرو أخرى باسم (فانيد)، وعندما يغلي مرة أخرى باسم (إيموج)، وعندما يصب في قوالب أو قضبان يعرف باسم (قلم)، وعندما يغلي مرة أخرى يعرف ويصب في قوالب زجاجية يعرف باسم (قزازي)، وفي مراحل أخرى باسم سنجري ثم طبرزد (سكر مكنة)، والبنغال هي الموطن الأصلي لقصب السكر، ويقال أنه نقل إلى الصين في القرن السابع قبل الميلاد.
مما سبق نلاحظ عدم التأكيد على أن السكر لفظ فارسي، وقيل أنه شكر، وبالرجوع إلى حضارة مصر القديمة نجد أن المصريين والليبيين قد اهتموا بزراعة قصب السكّر، وتم العثور على معاصر حجرية تستعمل لهذا الغرض، وهذا يؤكد أن السكر كان قد اكتشف منذ آلاف السنين، وبالرجوع إلى الألفاظ السابقة لأسماء السكر مثل (إيموج، وقلم، وقزازي) نجد أنها من الأمازيغية، وكذلك لفظ السكر أمازيغي، وهو من اللفظ (اكر) أي لف، وبسبب استدارة حبات السكر مثل اللفظ الأمازيغي (أوكرا) الذي يطلق على الشياء المستديرة الصغير.
* سكر
بمعنى ثمل أي انه شرب الخمر، في لسان ابن منظور قال: السكر نقيض الصحو، والسكر الخمر نفسها، قال المفسرون في السكر الذي في القرآن أنه الخل، وهذا شيء لا يعرفه أهل اللغة، يقول السيوطي: قال ابن مردويه: عن ابن عباس: السكر بلسان الحبشة الخل، وقال أبو عبيدة: السكر الطعام، وأنكر أهل اللغة هذا، ويردها رفائيل نخلة اليسوعي إلى اللغة الآرامية، والألماني برجشتراسر يعتبرها من المشترك السامي. لكن بالرجوع إلى الأمازيغية نجد أن هذا اللفظ أخذ من الفعل (اكر) أي لف، و(اسكر) وهو اسم الفاعل، ويجمع إسكران بالأمازيغية الذي صار ينطق في العربية السكران، وأطلق هذا اللفظ على شارب الخمر الذي يكثر من الشرب حتى يثمل، ويصبح فاقداً للسيطرة على نفسه، وحينها يترنح ويلتف يميناً ويساراً.
* كركم
يعرف بنبات الكركم في اللهجة الليبية، في لسان ابن منظور قال عن الليث وابن الأثير: الكركم هو الزعفران! وابن سيده قال: الكركم الزعفران، وقيل هو فارسي، وقال ابن بري: قال ابن حمزة: الكركم عروق صفر وليس من أسماء الزعفران، وعن الزمخشري قال: الميم زائدة لقولهم للأحمر كرك، والأزهري قال هو العلك.
ومما سبق نلاحظ اختلاف آراء علماء اللغة، وعدم معرفتهم للكركم والتحقق منه، وفي اللغة الأمازيغية يسمى كركاب، وسبب إطلاق هذا الاسم نتيجة لإلتوا وثني في عروقه، ولوجود اللفظ (كر) بهذا اللفظ.
* كرمة
الكرمة في اللهجة الليبية هي شجرة التين، وثمرها الكرموس، وهذا المعنى يتناقض مع ما جاء في المعاجم العربية. في لسان العرب قال: الكرم شجرة العنب واحدتها كرمة. وفي الجمهرة لابن دريد قال: الكرم شجر العنب ولا يسمى به غيره والجمع كروم. وفي حديث ابي هريرة عن النبي أنه قال: “لا تسموا العنب الكرم، فإنها الكرم الرجل المسلم”. من الملاحظ أن اللفظ كرمة الذي في اللهجة الليبية له علاقة باللفظ الأمازيغي كرموس، أي ثمر التين.
* عكاري
هذا اللفظ في اللهجة الليبية يطلق على السيارة التي بها صندوق خلفي يستعمل لحمل البضائع، هنا العين زائدة وباقي اللفظ أما أن يكون أصله هو (أكري)، أي من كر أي لف، أو رجع إلى الخلف، أو أن يكون من اللفظ (كرى) بمعنى أجر.
* كرهبة
في اللهجة المحلية وفي لهجات ليبيا الأمازيغية تطلق على السيارة، وهو لفظ محلي مثله مثل الألفاظ (كروسة) وهي عربة تستعمل لنقل البشر قديماً والتي تجرها الخيول، و(كريته) و(كراطون) هي عربات تستعمل لنقل البضاعة وهي تجرها الخيول، وهذه الألفاظ لا توجد في المعاجم العربية، وهي ألفاظ أمازيغية، ولتأكيد هذا، وجود اللفظ (كر) بهذه الألفاظ السابقة الذي يعني الاستدارة واللف، ربما أطلق هذا الإسم بسبب استدارة العجلات، والكثير يعتقد أن هذه الألفاظ دخلت عن طريق اللغات الأوربية إلى اللهجات الليبية وهذا خطأ، بل أخذها الإغريق أو الرومان منذ العصور القديمة إلى أوروبا من شمال إفريقيا، وهنا لا بد من التذكير برسوم الكهوف في الصحراء الليبية التي وجدت فيها (الكروسة) التي تجرها الخيول، وهو أول اختراع لهذه العربة في العالم منذ أكثر من سبعة آلاف سنة، وهي صناعة أمازيغية.
* كوربا
في اللهجة الليبية يطلق على انحناء في الطريق. الكثير من الناس يعتقدون أن هذا اللفظ من اللغة الإيطالية، وهو من اللفظ (curva) الذي يعني انحناء، نرجعه إلى الأمازيغية لوجود اللفظ (كر أو كور) في هذه الكلمة، إلى جانب وجود الكلمة (يكرب ويكرو) بمعنى يحك، وهي عملية انحناء الأصابع. وهو مثل اللفظ (cravatta)أي رباط العنق، في الأمازيغية (تاقرواط –tagerwat ) وهي من الفعل الأمازيغي (أروط) أي إلبس.
* كرسي وكراسة
وهو يستعمل للجلوس عليه. جاء في لسان العرب: في مادة كرس: قال تكرس الشيء: تراكم، وقال الكرس: الطين المتلبد، والكرس: القلائد أو الوشح المضموم بعضها إلى بعض، وقال الكرس: جماعة من الناس. أما علماء اللغة العرب منهم: قال أبوعمرو عن ثعلب: الكرسي ما تعرفه العرب من كراسي الملوك. قال ابومنصور عن ابن عباس: قال الكرسي موضع القدمين، جاء في محيط المحيط: الكرسي أداة من خشب وغيره يقعد عليها جمعها الكراسي. وبالنسبة للكراسة فإن ابن دريد قال: سميت الكراسة لتراكب بعض ورقها على بعض، وابن الأعرابي قال: كرس الرجل إذا ازدحم علمه على قلبه، والكراسة سميت بذلك لتكرسها. في محيط المحيط قال: الكرسي أيضاً أصله العلم ومنه قيل للصحيفة التي يكون فيها علم كراسة. أرجع لفظ الكرسي والكراسة في الأمازيغية إلى لفظ (كرس)، وهو بمعنى عقد، وهو من الربط والعقد. ونحن نعرف قديماً أن الكراسي كانت تصنع من الأخشاب أو الأغصان، وكانت تربط وتعقد بعضها إلى بعض بألياف النبات أو الحبال، ومن عملية العقد صار يعرف بالكرسي، مثله مثل لفظ (الكراسة). وعند ملاحظة الكتب والمخطوطات القديمة نجد أوراقها مشدودة بخيوط رفيعة ومعقودة إلى بعضها في الوسط، وسبب تسميتها بالكراسة هو من اللفظ الأمازيغي (كرس) أي عقد، ولوجود اللفظ (كر) في هذه الكلمات تكون هذه الكلمات أمازيغية.
* كركابي
في اللهجات الليبية هو أحد أنواع التمر، وشكله يميل إلى الاستدارة، وأطلق عليه هذا الاسم لإستدارته، وهو من اللفظ الأمازيغي (كركب)، أي دحرج أو اجعله دائرياً، ومنه في اللهجة الليبية اللفظ (كركوبة) أي لفّة أو كومة من أي شيء، وهي ألفاظ أمازيغية ولا توجد في المعاجم العربية.
* عسكر
في لسان العرب عن ثعلب قال العسكر هو: الجمع، وهو فارسي، والعسكر مجتمع الجيش، قال ابن الأعرابي العسكر الكثير من كل شيء، وكذلك قال الأزهري، وقال عسكر بالمكان تجمع. في هذا اللفظ يكون حرف العين بدل من الهمزة، وأصل اللفظ هو (أسكر). في الأمازيغية حرف السين يجعل الفعل اسم مثل اللفظ (كر) الذي يعني لف أو أجمع، و(أسكر) يعني المجمع من الجند.
* شكاره
وهو كيس كبير من القماش يستعمل لحمل البضائع والحاجيات، وهو كذلك لا يوجد في المعاجم العربية، وهو يستعمل بكثرة في شمال أفريقيا، وينطق (أشكار) وهو من اللفظ الأمازيغي (أسكر) أي اللّف والاستدارة.
* عكروت
هذا اللفظ هو اسم لعائلة ليبية، وهو لا يوجد في المعاجم العربية، وهو يطلق في الأمازيغية على الحيوان الذي قطعت أذنيه.
* عكروش
أصل هذا اللفظ هو (اكروش)، والعين زائدة عربية، واكروش في الأمازيغية متجعد أو ملتف حول نفسه، وهو الثني واللف، ومنه يوجد ألقاب لعائلات ليبية بهذا الاسم، وهو من الفعل (كرّش) أي ثني اليدين عند المسك.
ومن الألفاظ التي من الجذر (شر):
* كرشم
هذا اللفظ في اللهجة الليبية كما في اللغة الأمازيغية بمعنى أغلق، ومكرشم بمعنى مغلق، المعاجم العربية قالت: كرشم الأرض الغليظة، والكرشوم: القبيح الوجه، وعن يعقوب: زعم أن الميم زائدة واشتقه من الكرش. نرجع هذا الكلمة إلى الأمازيغية لوجود اللفظ (كر) بها، والذي يعني اللّف والاستدارة والانكماش، وكذلك في المعاجم العربية لا يعني الغلق.
* شرشور
وهو الحصى وبعض العامة تطلق عليه الزلط. وهذا اللفظ لا يوجد في المعاجم العربية بهذا المعنى، في لسان العرب قال: الشرشور: طائر صغير مثل العصفور، مما سبق يتبين أن لفظ الشرشور بمعنى الحصى، هو لفظ أمازيغي محض مشتق من اللفظ (شر)، وهو من اللف أو استدارت الحصى.
* شرّك
وهو بمعنى مزّق. إن اللفظ (شرّك) بهذا المعنى لا يوجد في المعاجم العربية، وبالتالي فهو لفظ أمازيغي لا غبار عليه.
* شّراد
هذا اللفظ في اللهجة الليبية والأمازيغية يطلق على الحيوان الذي يرعى بمفرده، ويكون صعب الإمساك به، ويخرج عن القطيع. أما في المعاجم العربية حسب ما قال الجوهري: شرد البعير: نفر، وقال التشريد: الطرد والتفريق، وابن دريد في الجمهرة قال: شرد فلان إذا طرده، وشرد به إذا سمع، وقال شرد البعير فهو شارد إذا ذهب على وجهه نافراً، في التهذيب: شرد البعير وفرس شرود وهو المستعصي على صاحبه. مع اختلاف آراء علماء العربية بهذا اللفظ، نجد أنه من الأمازيغية، ولوجود اللفظ الأمازيغي (شر) في هذه الكلمة، والذي يبين أن الكلمة (شرد) هي بمعنى أن الحيوان انحرف عن السير مع القطيع، ولا تعني الطرد أو التفريق أو السمع أو الاستعصاء.
* شردخ
في اللغة الأمازيغية التشرديخ هو تحريك الأرجل، عن الجوهري: قال ابن السكيت: رجل شرْداخُ القدمِ، أي عظيم القدمِ عريضها، في بعض حواشي نسخ الصحاح للجوهري قال لأبوسهل: الذي أحفظه شرداح القدم، بالحاء المهملة. الملاحظ أن هذا اللفظ أمازيغي، وهو لا يعني أن الرجل عريض، بل يعني تحريك الأرجل وتحريك الارجل يعني الثني، وهو من اللفظ (شر) أو (كر) بالبدل.
* شرش
يطلق هذا اللفظ على الرياح البحرية الغربية الباردة التى تهب على شمال أفريقيا، وهذا اللفظ لا يوجد في المعاجم العربية بهذا المعنى، وهو مستعمل في تونس وليبيا، وهو قد يدل على الانكماش والانكفاء للداخل بسبب البرد.
* مشرول
هذا اللفظ في اللغة الأمازيغية كما في اللهجة الليبية يعني غير مستقيم، وهو غير موجود في المعاجم العربية، ولوجود اللفظ (شر) في هذه الكلمة ليدل على الانحراف واللّف.
والآن سأسرد بعض الكلمات الأمازيغية التي تحتوي على اللفظ (كر) و(شر)، وهي كلمات تؤدي معنى اللّف والاستدارة والثني.
* شيرة
لفظ الشيرة في اللهجة الليبية واللغة الأمازيغية يعني الفكر والرأي والعقل، واشتق منه شورا والشورى والمشورة والمشوار الذي بمعني اللحظات. علماء اللغة العربية الأوائل لم يذكروا هذا اللفظ، وهذا راجع إلى عدم وجوده قديماً في الجزيرة العربية، حيث قالوا: الإبل أخذت مشوارها أي سمنت، وقالوا: الشورة والشارة والشور والشيار والشوار هما الحسن والجمال والهيئة واللباس والسمن، وقالوا: استشار الفحل الناقة كرفها، والشوار: هو متاع البيت. في الجمهرة: الشور مصدر شرت العسل أي استخرجته من الوقبة.
هذه المعاني السابقة ليس لها علاقة بالألفاظ الليبية (الشيرة والشور والمشوار)، لهذا نرجعها إلى اللغة الأمازيغية، ولتأكيد ذلك وجود اللفظ (شر) في هذه الكلمات، والذي يدل على الاستدارة واللف والتجمع، ومن المعلوم أن الشيرة تعنى الفكر أو الرأي وهما من دوران الأفكار في عقل الإنسان، وأخذ الشيرة، أي أخذ الرد من أهل المعرفة والمشورة، ولفظ شورك الذي يعني ناحيتك، وأشار بمعنى أومأ، وهو بسبب حركة وثني اليد، هما من اللفظ (شر).
الكلمات الأمازيغية: ـ
وهذه بعض الكلمات الأمازيغية التي بها اللفظ (كر) و(شر) ومنها:
ـ (تكورا) وهو أحد أنواع الفؤوس المقوّسة.
ـ (اكروس) وهو أحد انواع الكرموس.
ـ (اكرو) وهو خشب المهراس، أطلق عليه هذا الاسم بسبب شكله الدائري.
ـ (تكروري) ويعني التدحرج.
ـ (إكرّك) أي تخلف ورجع.
ـ (اوكرمي) نبات يستعمل لعلاج عقم النساء، ويؤكل مع البازين قديماً.
ـ (يوكر) بمعنى سرق، والسرقة تكون بلف الأشياء المسروقة تحت الملابس.
ـ (يكّر) بمعنى نهض وعند النهوض يتم ثني الجسم.
ـ (يكرو) بمعنى حك وكذلك انقبض.
ـ (إكروش) بمعنى انقبض واستدار.
ـ (يكرب) بمعنى حك الجلد، وعملية الحك هي ثني الأصابع.
ـ (يكرورّب) أو (يتكركب) بمعنى تدحرج.
ـ (توكريمت) ويعني أحد فقرات الرقبة وهي دائرية.
ـ (زوكر) وهو الحبل، والحبل يصنع باللّف.
ـ (تاكرارت) ويعني اللّفة من كل شيء.
ـ (أكرار) وهو الكبش وهذا الاسم بسبب إلتواء قرونه.
ـ (اوكرّا) وهو الحصى أو الاحجار الصغيرة الدائرية.
ـ (إكركس) بمعنى كذب، والكذب هو اللف والدوران.
ـ (كوردي) وهو البرغوت لأن شكله يميل إلى الاستدارة.
ـ (تاكركوبت، وهي كركوبة) أي كومة.
ـ (أكركوز) أي كومة أيضاً.
ـ (تكورداست) أو (تشورداست) وهو العصبان الملفوف بالأمعاء.
ـ (تانشورت) وهو يطلق على النتوء المنحني البارز.
ـ (اشّار) وهو الظفر.
ـ (تاشورت) أو (تاكورت) أي الكرة.
“إن دوام اللغة وبقائها لا يؤثر فيهما انعدام الكتابة بالمرة” .. فردينان دي سوسير
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


الكلمات الأمازيغية في اللهجة الليبية


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 14:09
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc