قديم 2015-01-01, 17:20
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية iyad05
iyad05
:: سوفت ماسي ::
افتراضي طه حسين ورسالة التنوير العربي ـ إبراهيم مشارة

طه حسين ورسالة التنوير العربي ـ إبراهيم مشارة

احتل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين(1889/1973) مركز الصدارة في العالم العربي في القرن العشرين، فقد كان بحق مالئ الدنيا وشاغل الناس.ويرجع ذلك لأسباب عدة لعل أهمها انه هتك حجب الممنوع وأشرف على مساحات في الوعي العربي ظلت من المسلمات أو المسكوت عنها تحت هيمنة السلطتين السياسية والدينية، وهما تسوغان ما يحفظ مصالحهما البحتة،إضافة إلى قدرة لا حدود لها على المواجهة والمناورة بأسلوب ساحر مشوق يجمع بين عمق الفكرة ونصاعة البيان وقدرة على حشد الأشياع والمريدين.

لقد كان العميد سليلا شرعيا للشيخ رفاعة رافع الطهطاوي(1801/1873) الشيخ الأزهري الآخر الذي بث بتعبير الدكتور لويس عوض(1914/1990)أقوى لغم من ألغام الديمقراطية الليبرالية في مصر أولا وفي العالم العربي ثانيا فقد كانت مصر السباقة إلى كل جديد.
ولا شك أن الدكتور طه حسين قد وجد المناخ مهيأ لاحتضان الفكر الجديد، فكر التنوير والحداثة التي تعني فتح المجال أمام العقل الإنساني للمغامرة والبحث والاكتشاف بحرية وغني عن البيان أن الحداثة في صميمها إنسانية المنطلق والمنتهى.
وما كان أشد حاجة العالم العربي إلى ثورة فكرية وإعصار شامل يجتث جذور التقليد ! ويحسب لمحمد علي باشا(1769/1849) والي مصر طموحه النهضوي وإدراكه أن الاحتكاك بأوربا والأخذ عنها عن طريق البعثات العلمية التي تدرس العلم والأدب وتترجم روائع الفكر وتنقل فنون التمدن سوف يجعل ذلك من مصر بلدا متطورا يسير في طريق التقدم ويبشر بميلاد جيل جديد لا يتنكر للماضي ولا يسرف في تمجيده ولا يغض الطرف عن إنجازات الحاضر في مضمار الثقافة والعلوم والتمدن في الغرب . وقد كان من رواد ذلك الجيل الشيخ حسن العطار(1766/1834) شيخ الطهطاوي الذي اقترحه إماما للبعثة التي أرسلها محمد علي للدراسة في فرنسا، ثم علي مبارك(1823/1893) صاحب الخطط التوفيقية الذي أعاد تنظيم القاهرة الحديثة فشق ميادينها وشوارعها الفسيحة تماما كما فعل البارون هوسمان في تنظيم وتنسيق باريس الحديثة ،وخير الدين التونسي (1810/1890) وغيرهم..
ثم أنه من الخطأ الفادح اعتبار الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 شرا مستطيرا، حقا لقد كان نابليون بونابرت يهدف فيما يهدف إليه زيادة على الأمجاد العسكرية وضع اليد على التراث المصري وفي صميم ذلك الحضارة الفرعونية المغلفة بحجب الأسرار وما يمكن أن تضيفه كنوزها إلى متاحف فرنسا ودور العلم فيها، ويمكن الآن أن نفهم الدور الذي لعبه العالم شامبليون(1790/1832)حين فك رموز اللغة المصرية القديمة ومكن الإنسانية جمعاء من قراءة وفهم الحضارة المصرية القديمة.
لقد كشفت هذه الحملة للعالم العربي عمق الهوة الفاصلة بين الشرق والغرب،الشرق النائم والخانع،المسلوب الإرادة والمقلد،المغمض عينيه عن عجائب الطبيعة المكنونة والحارم خلاياه من التجدد في رحاب الطبيعة والزمان. الشرق الذي أعطى عمره الفاني للميتافيزيقا والذي اختزل العلم في الجانب الفقهي البحت حتى انتهت إليه القدرة في استنسال الكلام من الكلام في شكل متون وحواشي وتعليقات ، وقد كانت حلقة الأزهريين في ذلك الوقت تتساءل عن اسم نابليون أهو معرب أم مبني؟


[COLOR="rgb(139, 0, 0)"]بقية البحث على الرابط
[/COLOR]
من هنا
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


طه حسين ورسالة التنوير العربي ـ إبراهيم مشارة


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 22:14
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc