كتعريف مبسط للمعالج، فهو بمثابة “العقل” المُسَيّر للحاسوب، حيث يقوم بمعالجة البيانات و الأوامر و العمليات الحسابية و اللوغارتمية الأساسية، وللقيام بهذه الوظائف وغيرها يحتاج المعالج إلى “مَخْزن” داخلي سريع جدا لتخزين عناوين الذاكرة ومعلومات الوصول السريع لكافة البيانات والأوامر قبيل تنفيدها، وذلك راجع لكون المعلومات والبيانات والبرامج تكون مجزأة و مخزنة في أكثر من مكان، مثل القرص الصلب(الذاكرة الوهمية)، و ذاكرة الوصول العشوائي RAM …. هذا المخزن سريع الوصول يسمىRegister ، “مُسَجل” المعالج.




هذا المسجل تقاس سعته ب Bit و بالتالي تخزن عناوين الذاكرة بوحدات سعة كل منها تحدد بحسب سعة المسجل، فمثلا معالج 32 بت، تخزن عناوين الذاكرة على شكل وحدة سعتها 32 بت، أما معالج 64 بت، سعة المسجل تستوعب وحدة من 64 بت، وبديهي أن زيادة سعة مسجل المعالج تساهم في رفع الفاعلية والسرعة .

وكانت شركة AMD قد طرحت أول معالج 64 بت موجه للعموم سنة 2003، سمي ب AMD64، بعدها قامت شركتا ميكروسوفت و” أبل” بتطوير نُسخهما الخاصة من معالجات 64 بت.

تعتبر سعة مسجل المعالج محددا أساسيا لحجم ذاكرة الوصول العشوائي، فمثلا معالج 32 بت يتحمل (232) عنوان ذاكرة كحد أقصى، الشيء الذي يؤدي إلى محدودية ذاكرة الوصول العشوائي RAM ب 4 جيجا كقيمة قصوية نظرية، بينما معالج 64 بت يستطيع تحمل (264) عنوان ذاكرة، أي أكثر من 4 بليون عنوان مقارنة مع معالج 32 بت.

بصفة عامة فإن معالج 32 بت يدعم ذاكرة RAM ذات سعة أقل من 4 جيجا(عمليا حوالي 3.2 جيجا كحد أقصى)، بينما معالج 64 بت يدعم سعات كبيرة جدا قد تصل إلى 17 بليون جيجا كقيمة نظرية، و لكن لأسباب تقنية وقضائية فإن الحد الأقصى الممكن استعماله واقعيا هو 192 جيجا فقط.



تعتبر معالجات 64 بت الأكثر فعالية و الأكثر استعمالا و طلبا حاليا، لإنها تدعم سعة أكبر من ذاكرة RAM،الشيء الذي يساهم في الرفع من الأداء و الفعالية خصوصا عند استعمال برامج و تطبيقات تستهلك ذاكرة أكبر مثل برامج “مونتاج” الصوت و الصورة، و برامج التصميم و الهندسة، والألعاب ثلاثية الأبعاد، و برامج التحليل و البرمجة المعلوماتية……..

حاليا في الأسواق، جميع الحواسيب الجديدة مزودة بمعالج 64 بت، كما أن تعريفات نواة 64 بت متوفرة وأيضا العديد من البرامج المهمة تدعم نظام 64 بت، كما أن برامج نظام 32 بت تشتغل على نظام 64 بت لكنها لا تستفيد من مميزات هذا الأخير.

و في الأخير قد تصادفون تسمية معالج x86، وهي تسمية قديمة تعود إلى سلسلة ناجحة من معالجات أنتل(8086،286،386،486)، هو نفسه معالج 32 بت و لكن بتسمية قديمة.