يعتبر المدرس صلة وصل بين المنهاج و الطّلاب، كما أنه يعمل على تنشئة طلاّبه التنشئة الصحيحة بالوعظ و الإرشاد و التوجيه استكمالا لدور الأسرة ،وذلك لخلق جيل واع له القدرة على إصلاح مجتمعه وأمته ، صعبة هي المُهمة بلا شك ،والطريق لتحقيق هذه الغاية ليس بالأمر اليسير، خاصة مع كثرة العقبات والإكراهات التي يواجهها النظام التعليمي في عالمنا العربي، ولكن هذا لا يمنع أن نعمل على تطوير أنفسنا كمُدرسين لأداء مهمّتنا ورسالتنا النبيلة على أكمل وجه و سعياً لتعليم أفضل لأبنائنا.
والآن إليك أهم المهارات و السّمات التي يتميّز بها المدرّس المبدع
متمكّن من المادّة المُدرّسة..
المدرّس المبدع متمكّن من المادة التي يدرسها ، فمن غير المعقول أن نرى أخطاء بدائية يرتكبها المُدرس و يصر عليها على مرأى و مسمع من طلاّبه. كلنا يخطئ،هذا أمر طبيعي، ولكن أن نورث معلومات خاطئة لأجيال كاملة فهذه كارثة،لذا فلنحاول تعميق و تطوير معارفنا في المادة التي ندرسها.
والتّمكن من المادة المدرسة لا يقتصر على ما يحتويه المنهاج الدراسي فقط بل يتعدّاه إلى استخدام استراتيجيات وطرق متنوعة لشرح مفاهيم المادة الدراسية ، ومتابعة أحدث التطورات وتقنيات التدريس في مادتك ، واستخدام مصادر التعلم والأساليب التكنولوجية المختلفة للحصول على المعلومات والمعارف ،وغيرها من الأمور التي تمكنك من تقديم درس ناجح .
واسع الثقافة..
لا تصدّق أن التعليم الجامعي و التكوين التربوي، الذي تلقيته عند تخرّجك سيجعل منك مدرّسا مبدعا،فالأبداع يتطلب ثقافة واسعة، تلك الثقافة التي تنير بصيرتك وبالتالي تنعكس على شخصيتك وتزيد من ثقتك بنفسك.
فإذا كنت مدرسا للرياضيات أو مادة علمية على سبيل المثال فلا يمنعك هذا الأمر ،من قراءة الكتب والجرائد و تصفح المواقع الإخبارية .وكونك مدرسا لمادة أدبيّة لا يمنعك من الاطلاع على المستجدات العلمية و التكنولوجية حتى لا تكون مدرّسا تقليديا.
متسامح..
يسارع دائماً إلى رمي أي خلافات قد تحدث مع الطلاب وراء ظهره حتى لا تؤثر على تدريسه. على المدرس أن يكون قادراً على تجاوز الهفوات – ولو كانت مؤذية – بسرعة، وألا يحمل في نفسه حقداً أو ضغينة تجاه طلابه، أو يدع ذلك يؤثر على جودة تدريسه في حجرة الصف.
عليك أن تمتلك قلباً كبيراً متسامحاً، يرتكب طلابنا الكثير من الأخطاء، ولكن هل كل الأخطاء تستوجب العقاب؟ بالطبع لا، اغفر لطلابك زلاتهم وقم بنصحهم وإرشادهم برفق ، ولكن هذا لا يعني أن تكون متساهلاً طوال الوقت ، فبعض الأمور تحتاج منك شيئاً من الحزم والصرامة، كذلك لا تحاول السخرية منهم أو جرح مشاعرهم، كأن تسخر مثلاً من ملابسهم القديمة، بنيتهم الجسدية الضعيفة، طريقة نطقهم الخاطئة لبعض الحروف وغيرها من التصرفات.
مرِح..
فهو يأتي إلى صفّه كل يوم بمزاج جيدومتجدد، ممتلئ حماساً لأداء عمله. إذا كان المدرس في مزاج متعكر فإن ذلك سينتقل لا محالة إلى طلابه، وإن كان مبتهجاً فستنتقل عدوى الابتهاج إلى طلابه كذلك.
يراعي الفروق الفردية..
الطلاب ليسو متساوين في قدراتهم وذكائهم ، لذلك فلزاماً على كل مدرس أن يحاول التعرف على الفروق الفردية بين طلابه فيما يتصل بمختلف خصائصهم النفسية، والعقلية، والفسيولوجية، وغيرها ، و أن يأخذ هذه الفروق بعين الاعتبار عند تدريسهم. فمثلاً قد يصادف المدرس، الطالب البطيء الاستيعاب والطالب السريع البديهة، هذا يكتب ببطء وآخر يكتب بسرعة أعلى منه، أضف لذلك الفروق الفردية في النضج البدني كقصر القامة أو ضعف السمع أو البصر.
هنا عليك أن تلجأ إلى الأساليب التي من شأنها أن تقلص من وجود مثل هذه الفروق بين الفئات المتمايزة، وذلك عبر اتباع مجموعة خطوات منها: التنويع في استخدام المواد التعليمية والوسائل المناسبة، تقسيم الفصل إلى مجموعات صغيرة، تقديم أنشطة إثرائية وأمثلة متنوعة لكل مفهوم من المفاهيم المتضمنة في الدرس وكذلك التوسط في شرحها بحيث يستطيع فهمها جميع الطلاب.
2015-11-27, 18:16
مهارات المدرس المبدع
