قديم 2016-02-13, 14:56
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية iyad05
iyad05
:: سوفت ماسي ::
افتراضي الأوضاع العامة بالمغرب وقيام الدولة السعدية

الأوضاع العامة بالمغرب وقيام الدولة السعدية



المحور الأول: الأوضاع العامة بالمغرب وقيام الدولة السعدية
1-أوضاع المغرب قبيل قيام الدولة السعدية : (بداية القرن16)
1-1-ضعف حكم الوطاسيين
1-2-أوضاع منطقة سوس
2- قيام الدولة السعدية
2-1-أصل السعديين
2-3-الأسس التي قامت عليها الدولة السعدية
3- تحرير السعديين للثغور المحتلة وتوحيدهم للبلاد
4- مواجهة السعديين للأخطار الخارجية
4-1-مواجهة الخطر العثماني
4-2-معركة وادي المخازن
المحور الثاني:الدولة السعدية وعهد الاستقرار والازدهار:(فترة احمد المنصور الذهبي)
1-شخصية احمد المنصور
2-التنظيمات الداخلية للدولة
2-1-الإدارة المركزية
2-2-الإدارة الإقليمية
2-3-التنظيم العسكري
-3العلاقات الخارجية للدولة في عهد المنصور
3-1-العلاقات الخارجية مع القوتين المجاورتين العثمانية و الاسبانية
3-2-العلاقات مع باقي الدول الأوربية
3-3-العلاقات مع السودان الإفريقي
4-الحضارة المغربية في عهد السعديين: الاجتماعية و الاقتصادية الفكرية و العمرانية
4-1- المظاهر الاجتماعية
4-2- المظاهر الاقتصادية
4-3- المظاهر الفكرية
4-4- المظاهر العمرانية و خصائص الفن المعماري السعدي
المحور الثالث: تدهور السعديين وتفكك المغرب
1-عوامل تدهور الدولة السعدية وتراجع نفوذها
1-1-العوامل السياسية
1-2 –العوامل الاجتماعية والاقتصادية
2-النتائج المترتبة عن تدهور الدولة السعدية
2-1-ظهور قوات سياسية جديدة وتجزئة المغرب
خاتمة
مقدمة:
تميزت أوضاع المغرب في بداية القرن 16 ،بوجود سلطة مركزية ضعيفة فير قادرة على توحيد البلاد،وعاجزة عن الوقوف في وجه الغزو البرتغالي المتزايد، وفي المقابل تقوى نفوذ الزوايا التي أصبحت تتولى مهمة تأطير حركة الجهاد ضد المحتلين،إلى أن تهيأت الظروف بجنوب المغرب لظهور السعديين كقيادة جديدة للبلاد، وقد تمكن هؤلاء من تنظيم المقاومة ضد البرتغاليين واستعادة وحدة البلاد،والوقوف في وجه الأطماع الأجنبية.
وعرفت الدولة السعدية أزهى عهودها خلال فترة المنصور، حيت اكتملت خلالها تنظيمات الدولة،وتقوى نفوذها واتبع ليشمل جميع مناطق المغرب وأجزاء من إفريقيا الغربية،كما ازدادت هيبتها على الصعيد الدولي بفضل السياسة الخارجية التي نهجها المنصور،الشيء الذي كان له دور كبير في استقرار الوضع الاجتماعية بالمدن والبوادي المغربية،وانفتاح المغرب على تيارات حضارية مختلفة،وانتعاش الحياة الاقتصادية والفكرية انتعاشا كبيرا خلال النصف الثاني من القرن 16.
لكن بعد وفاة المنصور عرف المغرب اضطرابات سياسية خطيرة بسبب الصراع على الحكم ورافق ذالك تدهور في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبلاد،وترتب عن ذالك تراجع سلطة السعديين،وظهور قوات سياسية جديدة ساهمت بدورها في عودة تجزئة المغرب وتفكك وحدته.
*التساؤلات المطروحة:
ماهي الأوضاع العامة بالمغرب قبيل قيام الدولة السعدية؟
وكيف تمكنت من تحقيق الاستقرار والازدهار؟
وما هي أسباب تدهورها والنتائج المترتبة عن ذالك؟
المحور الأول: الأوضاع العامة بالمغرب وقيام الدولة السعدية:
1-أوضاع المغرب في بداية القرن 16:
1-1-ضعف حكم الوطاسيين:
اتسمت أوضاع المغرب إبان الحكم الو طاسي بالتجزئة والتدهور،اذ لم تتوفر للوطاسيين القوة العسكرية الضرورية لبسط نفوذهم على ومجموع التراب المغربي،وبذاك فشلوا في إعادة وحدة البلاد، إذ لم يتعد نفوذهم المناطق الواقعة شمال آم الربيع، وضمنها أيضا ظلت مناطق متعددة تشكل كيانات مستقلة لاتعترف للحكم الو طاسي إلا بتبعية اسمية فقطن مثل منطقة تطوان التي خضعت لإمارة بني المنظرين ومنطقة شفشاون لأسرة بني راشد، وكلاهما من أصول أندلسية، بالإضافة إلى استمرار حركة تمرد القبائل ضدهم، خصوصا أثناء فترة جباية الضرائب والتي تكلف الوطاسيين جهودا كبيرة.
وقد أدت هذه الأوضاع إلى عزلة الدولة الوطاسية،وزادت الكوارث الطبيعية ون تعميق الاختلال ومعانات السكان.
ومما زاد في ضعف الوطاسيين وافقدهم ثقة السكان والقبائل،عجزهم عن التصدي بفعالية للاحتلال البرتغالي خصوصا بعد أن جدد هؤلاء هجومهم في مطلع القرن 16م،وأقدموا على احتلال عدد آخر من الثغور فاتحين بذالك جبهات متعددة أمام الوطاسيين.
وأمام فشل الوطاسيين في القيام بالدور المنوط بهم، ازداد دور أئمة وشيوخ الزوايا في تعبئة السكان،حيت تعددت مراكزهم في اغلب مناطق المغرب، واخذ أتباعهم ومريدوهم يجوبون البوادي لبث الحماس الديني والدعوة إلى الجهاد، واكتسبت الزوايا بفضل نشاطها هذا ثقة السكان وتقديرهم وتمتعت بنفوذ كبير لديهم،مما جعلها تتمكن من استقطاب العديد من المتطوعين وجمع الأموال الضرورية لإقامة الرباطات حول عدد من الثغور المحتلة.
1-2-أوضاع منطقة سوس:
أدى ضعف السلطة المركزية إلى انفصال منطقة سوس كغيرها من المناطق منذ أواسط القرن 15،فأدارت القبائل شؤونها مستغلة خيراتها الفلاحية وموارد التجارة الصحراوية التي ظلت منتعشة رغم بداية تحول الطرق التجارية تحو الغرب لفائدة الأوربيين،إلا أن استيلاء البرتغاليين على سواحل الإقليم وإغلاق منافذه البحرية اضعف الموارد التجارية للمنطقة التي تضررت أيضا من هجماتهم،وكذا من بعض الأعمال التي كانوا يمارسونها.
فالتفت قبائل سوس حول فروع الزاوية الشاذلية لإجلاء المحتلين المسيحيين من الثغور تحت راية الجهاد، إلا أن حدود هذه المقاومة أمام الخطر البرتغالي اقنع المجاهدين والزوايا بضرورة إقامة كيان يستقطب القبائل ويوفر الموارد وينظم المقاومة،واستقر الرأي على ترشيح إحدى الأسر الأكثر حظوة لدى السكان ،وهم الاشراف السعديين.
2- قيام الدولة السعدية:
2-1-أصل السعديين:
والأشراف السعديين الذين استقطبوا التأييد ينتسبون لآل البيت النبوي،استقروا بدرعه الأوسط منذ القرن 14م (الثامن الهجري) ومنها نزحوا شمالا في القرن 15 م،وذالك نحو قرية تدعى تيدسي جنوب غرب تارودانت، وهي من مراكز طريق التجارة الصحراوية. وهناك استطاعوا اكتساب حظوة لذى السكان بسبب شرفهم ومساهمتهم في أعمال الجهاد ضد البرتغاليين.
وقد انطلقت الحركة السعدية مع المولى محمد القائم بأمر الله بمساعدة ابنيه؛احمد الأعرج ومحمد الشيخ،وذالك بتامين شروط التنظيم والجهاد وفي مقدمتها الموارد المالية والأسلحة،فاستخلص الزكاة والأعشار من القبائل، وسعى إلى الحصول على الأسلحة والعتاد من الأوربيين مقابل تمكين بعضهم من احتكار تصدير بعض المواد مثل السكر...، لتركيز السلطة وتوسيع النفوذ.
2-3-الأسس التي قامت عليها الدولة السعدية:
قامت الدولة السعدية على أساس ديني سياسي:
فالسعديون أشراف فهم يرون أنهم أحق بالملك من بني وطاس الذين فشلوا كليا في ضم المغرب في وحدة سياسية متماسكة،وهكذا لجأوا إلى اقتناع الناس بشرف نسبهم حتى يبرروا ان لقيام دولتهم أساسا دينيا وأنهم ليسوا مجرد مغتصبين خلفوا مغتصبين آخرين.
و كان من الضروري توحيد صف المقاومة الشعبية التي تصدى لها على الخصوص الصلحاء والمتصوفة ولم يكن بين الشخصيات المغرب أحسن مقاما من الأشراف الذين كانت لهم في نفوس المغاربة مكانة عظيمة، فكانوا في نظر كثير من العامة أحق الناس بتولي الملك.
وكان الخطر الأجنبي على البلاد قد تفاقم حتى لم يعد للمقاومة الشعبية فائدة تذكر اذا لم تبادر دولة محكمة الجهاز إلى تبنيها وتنسيقها.
3- تحرير السعديين للثغور المحتلة وتوحيدهم للبلاد:
•شكلت سنة 1511م بداية المواجهة العسكرية مع البرتغاليين في الجنوب، فبعدما استقطبت الدعوة السعدية منذ البداية سكان المناطق الجنوبية المتضررة من تافيلالت إلى سوس مرورا عبر درعه،أصبحت تتطلع إلى فك الحصار المفروض على التجارة الصحراوية مما جعلها في مواجهة البرتغاليين،لذالك استهدفت الحملات السعدية الأولى ضدهم عزل الثغور المحتلة جنوبا تمهيدا لتحريرها.
فنظم محمد القائم هجومات على مناطق حاحا والشياضمة، ثم نقل السعديون حملاتهم نحو الشمال حول ازمور ومازيغن لإنهاك المحتلين،لاسيما بعد استرجاع سانتاكروز سنة 1546 م، الذي كان له اثر بالغ على الوجود البرتغالي.
•بعد ذالك تمكن السعديون من بسط نفوذهم تدريجيا على مجموع التراب المغربي عبر ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى (1511 م-1525 م):وقد اظهر خلالها السعديين دهاءا سياسيا بالحفاظ على ولائهم للوطاسيين،إلى أن وطدوا نفوذهم في الجنوب المغربي، ووضعوا أسس الدولة الجديدة واسترجعوا الطرق التجارية الشرقية.
- المرحلة الثانية (1525 م-1536 م):تميزت هذه المرحلة بالمواجهة مع الوطاسيين الذين حاولوا أكثر من مرة القضاء على القوة الجديدة المنافسة لهم،خاصة بعد دخول السعديين مراكش سنة 1521 م،حيث شنوا الحرب ضد السعديين في معركة أنماري سنة 1529 م،ومعركة مشرع بوعقبة على وادي العبيد سنة 1536 م،فانهزم الوطاسيون وثم عقد صلح بوعقبة على وادي العبيد سنة 1536 م،الذي اعترف بالسعديين كقوة ثانية بالبلاد يمتد نفوذها جنوب أم الربيع.
- المرحلة الثالثة (1538 م-1549 م):وتميزت هذه المرحلة بفشل محاولة الوطاسيين لاسترجاع مراكش سنة 1538 م، والتي ترتب عنها تراجعهم عن تادلا وتافيلالت ،وبعد أن تمكن محمد الشيخ السعدي من تنحية أخيه احمد الأعرج،واصل السعديون ضغطهم على المناطق الشمالية إلى أن تمكنوا من ضم مكناس وفاس سنة 1549 م،ثم باقي المدن والشواطئ وبذاك وحدوا البلاد تحت سلطتهم.
4- مواجهة السعديين للأخطار الخارجية:
4-1-مواجهة الخطر العثماني:
لتوطيد دعائم الدولة السعدية وحماية البلاد واجه محمد الشيخ ثم ابنه عبد الله تطلعات العثمانيين لمد سيطرتهم إلى المغرب، بعد أن تمكنوا من فرض سلطانهم على الشمال الإفريقي، كما استرجع محمد الشيخ مدينة فاس بعد أن دخلها أبو حسون الو طاسي بدعم من الأتراك عقب استنجاده بهم ضد السعديين، وبذالك وضع حدا لنفوذ العثمانيين بالقضاء على أبو حسون سنة 1555 م.
4-2-معركة وادي المخازن:
لم تتوقف أطماع البرتغاليين في المغرب رغم تراجعهم عن الثغور،وظلوا ينتظرون الظرف الملائم للوثوب عليه،وهذا سيظهر جليا اثر أزمة العرش التي انطلقت بعد وفاة عبد الله الغالب،حيت انه وبعد تمكن عبد الملك من الانتصار على ابن أخيه محمد المتوكل سنة 1576
م،التجأ هذا الأخير إلى البرتغاليين لطلب مساعدتهم مقابل التنازل لهم عن الشواطئ المغربية. وكان على عرش البرتغال آنذاك الملك دون سباستيان(1578-1557) ذي التكوين المسيحي الكاثوليكي المتشدد،والذي كان متحمسا لتحقيق حلم البرتغاليين بالتوسع بالمغرب بهدف تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية وإستراتيجية.
ومن ثم استغل الفرصة وقاد قوة عسكرية كبيرة وضمنها حشدا من المسيحيين المتطوعين لغزو المغرب رفقة حليفه المتوكل،ولما علم السعديون بنبأ الغزو قاموا بالاستعداد لهذه المواجهة بتعبئة طاقات هامة ومتنوعة،فقد استثمروا الحماس الوطني الذي أثاره الغزو البرتغالي وجندوا أعدادا هائلة من المغاربة ، كما وفروا الأسلحة المتطورة خصوصا النارية التي اهتموا بها منذ انطلاق حركتهم عن طريق الاستيراد وحتى عن طريق الصنع المحلي، إذ توفر السعديون على مصانع للأسلحة والذخيرة في تارودانت ومراكش وفاس، تستغل معادن النحاس والحديد وملح البارود، كما زاد من فعالية القوة السعدية عملية التخطيط للمعركة واختيار موقعها وتوقيتها، حيت تم استدراج جيوش العدو قرب وادي المخازن في 4 غشت 1578م .
وهكذا التقى الجيشان في المعركة التي سميت باسم موقعها، وهي معركة وادي المخازن،وقد حقق الجيش المغربي السعدي خلال المواجهة انتصارا واضحا أعطاها أبعادا تاريخية عميقة، فقد أدى الانتصار من جهة إلى انهيار القوة العسكرية والمعنوية للبرتغال والدول الحليفة، وهو ما وضع حدا للأطماع الاستعمارية بشان المغرب، ومن جهة أخرى عمل الانتصار على تقوية المغرب وتعزيز مكانته.
كما حسمت هذه المعركة مسالة الحكم والصراع حول السلطة داخل جهاز المخزن السعدي، وزادت من هيبة الدولة بين القبائل والزوايا، مما أتاح للمخزن الاهتمام بتوسيع نفوذه وبناء قوته بعد الحرب، كما مكن هذا الانتصار خزينة الدولة من مكاسب مادية مهمة انعكست ايجابيا على المجال الاقتصادي والعسكري، وهكذا تمكن السعديون من ضمان توحيد المغرب ورد الأطماع، فدخلت البلاد عهد احمد المنصور مرحلة من الاستقرار والبناء والتجديد.
المحور الثاني:الدولة السعدية وعهد الاستقرار والازدهار:(فترة احمد المنصور الذهبي)
1-شخصية احمد المنصور:
احمد بن أبي عبد الله الشيخ محمد المهدي ولد بفاس سنة 956 ه من ام تدعى مسعودة ,وكان من أساتذته في النحو ومواد اللغة:ابو العباس احمد بن قاسم الأندلسي ومحمد الحارثي،واخذ الفقه عن أساتذة أمثال أبي عمران السوسي وغيره،وكان يجمع بين علوم كثيرة.
وكان المنصور مشهورا بحزمه وتتبعه لأخبار رعيته،وقد أسس مجلسا للشورى كان يجتمع يوم الأربعاء وكان يسميه يوم الديوان،وهو أول من استعمل المنصورية في لباسه،وكان مولعا بالعمران على غرار والدته،وكان شديد الحنو لأولاده،وقد اتخذ الاحتفال بعيد المولد كعيد رسمي،وكانت له علاقات طيبة مع عدة دول،كما كان إداريا ممتازا لا يقبل تهاونا، خاصة على مستوى التنظيمات الداخلية للدولة.
2-التنظيمات الداخلية للدولة:
2-1-الإدارة المركزية:
كانت الإدارة المركزية للدولة السعدية مكونة من عدد من العناصر السياسية والإدارية والعسكرية والمالية ومن أبرزها نجد:
- السلطان:الذي كان يحتل الصدارة في جهاز الحكم،بحيث كان يعد أعلى سلطة في هذا الجهاز،وقد حمل المنصور لقب الخليفة كغيره من الملوك السعديين تأييدا لأحقيتهم بحلافة المسلمين بذل العثمانيين،بحكم أصلهم النبوي الشريف.
- الحاجب:وهو مكلف بتنظيم العلاقات بين الخليفة وباقي كبار الدولة.
- الوزير:وهو بمثابة الوزير الأول حاليا.يشرف على تنفيذ السياسة العامة للبلاد.
-كاتب السر:وهو الكاتب الخاص للخليفة.والمسؤول عن ضبط مراسلات المنصور الداخلية والخارجية،يساعده مجموعة من الكتاب.
- صاحب خزائن الدار:وهو بمثابة وزير المالية حاليا.ويتكلف بالسهر على ضبط مداخيل الدولة وصرفها.
والملاحظ أن موارد الدولة اتسعت بشكل كبير في عهد المنصور،حيث شملت إلى جانب غنائم الحرب،الجبايات وكانت تتكون من الزكاة وضريبة الخراج وكانت تمس على الخصوص القبائل السهلية التي اعتبرت مفتوحة بالقوة،وضريبة الجزية على اليهود،ومختلف الملازم المفروضة على التجار وأصحاب الحرف،كما شملت المداخيل عائدات استغلال الدولة لعدد من المناجم،واحتكارها لصناعة السكر ومداخيل الجمارك.
- أصحاب المشورة:وهم الهيئة الاستشارية التي يلجا إليها المنصور في حالة عزمه على اتخاذ بعض القرارات، ومكونة من شخصيات عدة كقواد الجيش والفقهاء وزعماء بعض القبائل.
- صاحب المظالم:ويتكلف بتلقي الشكايات ورفعها إلى المنصور للبث فيها.
2-2-الإدارة الإقليمية:
قام المنصور بتوزيع البلاد إلى اثنتي عشرة ولاية أو إقليم،واسند إدارتها لعناصر تحضى بثقته،حيث عين على رأس كل منها عاملا بمثابة نائب عنه في الإقليم وكان يتمتع بصلاحيات واسعة،وقد أناب المنصور عنه أبنائه في أقاليم خاصة كفاس ومكناس وسوس ومراكش.
وقسمت الأقاليم بدورها إلى قيادات يرأسها قائد أو باشا يدير شؤونها العامة ويقوم بالبث في القضايا المدنية والخصومات،ويساعده صاحب الشرطة المكلف بالحفاظ على الأمن،والقاضي الذي يتكلف بالنظر في القضايا الشرعية،إضافة إلى شيوخ القبائل الذين عهد إليهم بمهمة تامين سلامة الطرق .
2-3-التنظيم العسكري:
قام المنصور بتقوية الجيش وتطويره باعتباره الأداة الفعالة في ضبط الأمن والدفاع عن حوزة البلاد، وهكذا قام بإنشاء جيش قوي مكون من جيش نظامي وآخر من المتطوعين:
بالنسبة للجيش النظامي:تكون من الأتراك والأعلاج والأندلسيين ومن انضاف إليهم من أهل سوس ومراكش،وقسم إلى فرق جعل لكل منها لباس خاص،وعين على رأسها قائدا وضباطا مرتبين ترتيبا عسكريا مستمدا من العثمانيين.وكان يخضع بانتظام لتدريبات خاصة،كما ثم تجهيزه بالأسلحة النارية مثل المدافع والبنادق الى جانب الأسلحة التقليدية،كما شرع المنصور في أواخر حياته في تقوية الأسطول البحري.
بالنسبة لجيش المتطوعين:عرف بجيش عرب الدولة،وهو مكون من القبائل الموالية للدولة،وكانت تمد المنصور بقوات من الفرسان والمشاة مقابل تمتعها ببعض الامتيازات مثل إعفائهم من الضرائب وإقطاعهم بعض الأراضي.
وقد كان لهذا التنظيم الإداري والعسكري دور مهم في إحكام سيطرة الدولة على جميع مناطق المغرب وإقرار الأمن داخليا، وساعد المنصور بالتالي على التفرغ لتعزيز مكانة المغرب على الصعيد الخارجي. 3-العلاقات الخارجية للدولة في عهد المنصور:
3-1-العلاقات الخارجية مع القوتين المجاورتين العثمانية و الاسبانية:
واجه المنصور عدة محاولات للتدخل العثماني بعد ما جمعوا وحدات لأسطولهم بالجزائر سنة 1581 لغزو المغرب، لكنه استعد لهم وأقنعهم بالرجوع عن مشروعهم و حافظ على مسالمتهم و بادلهم الهدايا و السفارات،خصوصا بعد أن خف ضغطهم بسبب انشغالهم بحروب اوربا الشرقية في القرن16.
وإزاء الإسبان اتسمت سياسة المنصور بالمناورة والتظاهر بالتقرب إليهم، خوفا من التهديد العثماني و بتراجعه و انشغال الإسبان بمشاكلهم حاول الضغط عليهم و تحالف مع خصومهم في اوربا.
3-2-العلاقات مع باقي الدول الأوربية :
*بالنسبة للانجليز: ابتدأت مند القرن16 وكانت ذات طابع تجاري و عمل السعديون على تقويتها و الارتقاء بها إلى أحلاف عسكرية بمبادرة من الملكة اليزابيت بعد صراعها مع الاسبان وقد استفاد المنصور من هذا التحالف لتطور القوة العسكرية و الضغط على اسبانيا لتتخلى على أصيلا.
*بالنسبة لفرنسا و هولندا :ارتبطتا مع المغرب في إطار علاقات رسمية ذات طابع تجاري لم ترقى إلى المستوى الذي عرفته مع انجلترا .
3-3-العلاقات مع السودان الإفريقي:
عمل المنصور بعد استقرار أوضاعه الداخلية و الخارجية لضم أقاليم السودان و تشكيل إمبراطورية إسلامية في غرب القارة لمواجهة الأطماع الأجنبية في ظل أوضاع السودان السيئة و انقسامها و بتزايد الخطر الإيبيري عبر المراكز الساحلية في غرب القارة، و اتجه الملك المنصور إلى الاستيلاء على المراكز الصحراوية المتجهة إلى السودان، و حاول إقناع الملك سونجاي الدخول في طاعته و برفضه أرسل له حملتين عسكريتين 1591 فقضوا على مملكته ليتم ضم أقاليمها للمغرب و جعلها تابعة لإدارته المركزية ،و عين لها واليا لتسيير أمور الإقليم .
مما ساهم في تعزيز مكانة المغرب وإنعاش أوضاعه الاجتماعية و الاقتصادية و الفكرية و العمرانية.
4-الحضارة المغربية في عهد السعديين: الاجتماعية و الاقتصادية الفكرية و العمرانية:
4-1- المظاهر الاجتماعية:
*عودة الاستقرار و نمط الحياة الاجتماعية:
مع انتشار السعديين و نفوذهم استقرت أوضاع المجتمع المغربي مند أواسط القرن 16م فعمرت مدن ساحلية و تراجع البرتغاليون عنها كما أسست مدن اخرى مثل تطوان و شفشاون و تارودانت و عرفت مدن اخرى توسعا عمرانيا زيادة على ارتفاع عدد السكان بسبب الاستقرار و اتساع حدود المغرب بالسيطرة على الصحراء و ضم السودان لكن اتسم المجتمع المغربي بطغيان حياة البداوة و ضعف الحضر.
*انفتاح المجتمع المغربي على التأثيرات الخارجية:
عرف المغرب انفتاحا مهما على الخارج خلال ق16م عبر توافد عناصر بشرية انصهرت تدريجيا داخل مجتمعه، منهم الأندلسيون و أعداد من الأتراك العثمانيون في إطار المساعدة العسكرية و أعداد كبيرة من السودانيين للخدمة و عناصر أوربية قدمت للتجارة ،إضافة إلى أعداد كبيرة من الأسرى، ليتلقى المجتمع المغربي مؤثرات حضارية انضافت الى حضارته العربية الإسلامية ،و مست التأثيرات الحضارية التي تلقاها المجتمع المغربي في ق16م مجالات مختلفة من الحياة اليومية للسكان من لباس و عادات و موسيقى و لغة.
4-2- المظاهر الاقتصادية:
الفلاحة
الصناعة و الحرف
التجارة الداخلية و الخارجية
شكلت الفلاحة النشاط الرئيسي للسكان إلا أنها تميزت بمحدودية الانتشار و تقنيات عهود سابقة
و اعتمد القطاع الزراعي على زراعة قصب السكر كمتوج رئيسي خصصت له مزارع واسعة ليتم التعامل بها مع اوربا.
و زراعات اخرى كزراعة الحبوب و القمح والشعير و الذرة في ظل غراسه الأشجار و تربية النحل لإنتاج العسل.
و احتلت تربية الماشية الصدارة
عرف النشاط الحرفي و الصناعي انتعاشا كبيرا و الذي كان يقوم على تحويل المواد الاولية الفلاحية و المعادن المحلية ليظهر تنوع بين الأقاليم في الصناعات و الحرف.
فقد اشتهرت سوس و الأطلس الصغير و تافيلالت بالصناعات النحاسية و دكالة بمصنوعاتها الصوفية .
كما عمل السعديون على تطوير صناعات جديدة بالاستفادة من خبرات المورسكيين والأوربيين التقنيين ، واهم و ابرز هذه الصناعات صناعة السكر والذي شكل قطاعا حيويا للرفع من مداخيل الدولة.
لم تكن حركة المبادلات الداخلية ذات حجم كبير فمعظم الساكنة استقرت بالبوادي واعتمدت في عيشها على إنتاج حاجاتها الأساسية بالتبادل الأسبوعي في الأسواق و بعض المدن كمراكز رئيسية للحركة.
كما نشطت حركة التجارة الخارجية و إنعاش الإنتاج الوطني بزيادة حركة التبادل التجاري مع الخارج بالاستفادة من العوائد الجمركية و قدوم إعداد من التجار مع الخارج.
4-3- المظاهر الفكرية:
عرفت الحياة الفكرية في المغرب انتعاشا كبيرا فقد تعددت المراكز العلمية و تزايد عدد المؤلفات في مختلف المجالات العلمية.
• مظاهر الحياة الفكرية وعوامل انتعاشها:
-استعادت الحياة الفكرية نشاطها تدريجيا في المغرب منذ أواسط القرن 16 بعد خمول طويل، بسبب الاستقرار التدريجي لأوضاع البلاد، وأيضا تفتح المغرب على الخارج و توافد إعداد من المفكرين من الأندلس و السودان و من المغربين الأوسط و الأدنى ،مما أغنى الحركة الفكرية بما حملوه من فنون ومعارف.
• مجالات النشاط و الإنتاج الفكري:
- كان النشاط الفكري خلال العهد السعدي بمثابة استمرار للحركة الفكرية السائدة سابقا، بحيث شمل عدة علوم منها العلوم الشرعية أو النقلية و العلوم العقلية إضافة لتعريب عدة كتب.
- الرصيد الهام الذي خلفه مفكرو و أدباء العصر السعدي شملت 3 أنواع رئيسية (المختصرات-الشروح و الحواشي -المؤلفات الأصلية) ، إضافة إلى استنساخ واسع للكتب و قراءتها و انتقائها في ظل انتشار المكاتب العامة و الخاصة.
4-4- المظاهر العمرانية و خصائص الفن المعماري السعدي:
*نشاط المنشات العمرانية السعدية
نشطت حركة العمران في الجنوب وطوال بداية انتشار حكم السعديين ،فقد أعادوا بناء و توسيع و تجديد عدة أماكن , والاهم بناء ضريح السعديين و إقامة قصر البديع، ليمتد نشاطهم نحو المناطق الشمالية لاحقا عبر أعمال تحصينية.
*استمرار الفن المعماري المغربي الأندلسي عبر الفن المعماري السعدي بحيث حافظوا على مواد البناء بها و ادخلوا تحسينات عليها مع الحفاظ على نفس أسلوب التجميل داخل البناءات.
المحور الثالث:تدهور السعديين وتفكك المغرب:
1-عوامل تدهور الدولة السعدية وتراجع نفوذها:
1-1-العوامل السياسية:
-مشاكل العرش:على الرغم من الأمجاد التي حققها المنصور في مختلف الميادين ،فانه أساء إلى الدولة بتولية العهد احد أسوا أبنائه سيرة،ففتح بذالك خرقا استحال وثقه،وقضت الدولة قرابة نصف عمرها في نزاع مسلح على العرش منذ وفاة المنصور،وهذا النزاع عطل كل جهود الدولة تقريبا عن العمل السلمي المجدي وعن مواجهة المحتلين الدخلاء،وكان تقسيم المغرب إلى مملكتين هما مملكة مراكش ومملكة فاس بين أبناء المنصور اكبر مشجع لهم على التمرد وعدم الامتثال للملك المنصب.
- الاعتماد على العلوج في الجيش:كانت القيادة العسكرية كثيرا ماتوكل إلى العلوج ومن على شاكلتهم،وكان في الجيش عناصر مسيحية كثيرة من عدة أجناس،مما جرأ أدعياء العرش على أن يستنجدوا مرارا بالمسيحيين،وبذالك فقدت الثقة في العناصر الوطنية التي كانت توجد في الغالب تحت قيادة أتراك أو مرتزقة من أصل مسيحي،وهاته العناصر قامت بدور ملحوظ في الدس للدولة وإحباط كل خطة تهدف إلى تقويتها وتركيز دعائمها، كما قاموا بتسميم عبد الملك المعتصم،والاتصال سرا باتراك الجزائر وقتل المهدي الشيخ.
- التدخل الأجنبي:كان التدخل الأجنبي من عوامل قيام الدولة،كما كان من عوامل سقوطها أيضا فمنذ بدا القائم بنشاطه السياسي تصدى لحرب البرتغال الذين لم يتوقف الصراع ضدهم إلا في عهد المنصور لتستأنف بعده على يد الصوفية.وقد تبنى فيليب الثاني سياسة الدس والحقد التي سلكها البرتغال من قبل وبعد،فدبر مع الثائر محمد الشيخ الخطة للاستيلاء على العرائش،ثم استولى فيليب الثالث على المعمورة.وكذالك تعاون الأسبان أحيانا مع الموريسكيين على حساب المغرب وغيرهم...
- الحركات الاستقلالية:وتولدت نتيجة لضعف الملوك عن ضبط شؤون الدولة ومواجهة التدخل الأجنبي،وقد أدت إلى إضعاف هيبة الدولة وحدت من مواردها ومزقت صفوفها.
1-2 –العوامل الاجتماعية والاقتصادية:
- عرف المغرب موازاة للاضطرابات السياسة تعاقب فترات من الأوبئة والجفاف."انظر النص المرفق"
- من بين القطاعات الاقتصادية التي تضررت أكثر نجد تلك التي تشكل موردا رئيسيا لخزينة الدولة،بحيث أدى تلاشي إشراف الدولة على صناعة السكر بسبب الحروب والأوبئة،إلى إتلاف المزارع وتخريب معاصر السكر،ومن ثم تراجع إنتاجه بالمغرب،وقد ظهرت في نفس الوقت مناطق تنافس المغرب في إنتاجه,
وانخفضت موارد القوافل الصحراوية من الذهب كذالك بسبب تراجع النفوذ السعدي عن السودان وعن منطقة التوات المركز الأساسي للقوافل القادمة من السودان.وبذالك تحول جزء مهم من تجارة القوافل نحو الولايات العثمانية،وتحول جزء مهم من التجارة السودان لصالح الأوربيين المتمركزين بالسواحل الإفريقية,
2-النتائج المترتبة عن تدهور الدولة السعدية:
2-1-ظهور قوات سياسية جديدة وتجزئة المغرب:
- حركة المجاهد العياشي:
ظهر محمد العياشي في البداية كأحد المتطوعين للجهاد في منطقة دكالة حوالي 1613.بعد ذالك تولى قيادة حركة الجهاد في المنطقة الشمالية الغربية من المغرب،وشرع في تنظيم حملات هجومية مستمرة ضد الثغور المحتلة.واتسع مجال تنقلاته الجهادية ليشمل طنجة والعرائش والمعمورة بل وحتى سبتة والبريجة.وتمكن عبر حملاته الموفقة من تضييق الخناق على المحتلين وإلزامهم على الاحتماء وراء الحصون،لكن حركة المجاهد العياشي لم تطل بسبب ضعف إمكانياته المادية،وعدم انضباط القبائل التابعة له،ودخوله في صراع مع المورسكيين بعدهم الدلائيين الذين تآمروا على اغتياله سنة 1641.
- حركة الجهاد البحري:
اتخذت اسبانيا سنة 1609 قررا لطرد المسلمين المتبقين بها بعد فشلها في قمعهم , وتوافدت بسبب ذلك على المغرب أفواج كبيرة منهم واستقر بعضهم في تطوان و بمصب أبي رقراق بقصبة الرباط التي أعادوا بناءها وتعميرها .
ومن هذين المركزين شرع (الموريسكيون) أو الأندلسيون المطرودون, في تنظيم حركة الجهاد ضد السفن الاسبانية على الخصوص , مستغلين في ذلك الأموال التي حملوها معهم وخبرتهم في ركوب البحر ومعرفة السواحل الأوربية .
و بذلك ساهمت الغنائم و النشاط التجاري المرتبط بها بتدعيم القوة الاقتصادية لسكان سلا و تطوان ما ساعد في ظهور كيانات مستقلة في المدينتين.
فاستقل موريسكيو تطوان تحت قيادة أسرة النقسيس المغربية، ومارسوا نشاطهم الجهادي بحرا بمضيق جبل طارق وبرا حول الثغور الشمالية المحتلة ، ورغم هذا لم يكن أقوى بما عليه في قصبة الرباط أو سلا التي اقتصرت فقط على الجهاد البحري و كانت سعة مينائها واتساع مجال نشاطها أكبر في منطقة تمر بها جل السفن الاروبية .
لتسقط المدينتين تحت نفوذ الدلائيين بسبب تراجع النشاط البحري منذ ق 16م، وبسبب صراعات داخلية و قوى محلية و ضغوط خارجية.
-الزاوية الدلائية:
ينتسب الدلائيون إلى قبائل صنهاجة و موطنهم ملوية وخلال ق 14 انتقلوا إلى منطقة (الدلاء) الواقعة غرب الأطلس المتوسط ، حيث أقام احد أحفادهم ( أبو بكر المجاطي ) الزاوية الدلالية في 1566،وانقطع فيها للعبادة و الوعظ و الإرشاد ونمت الزاوية وتطورت خصوصا في عهد ابنه (محمد أبي بكر) الذي تولى زعامتها سنة 1612م.
اقتصر الدلائيون في بداية الأمر على الاهتمام بالجانب العلمي و الديني و حافظوا على ولائهم للسعديين رغم تدهور سلطتهم , وبدأ تطلعهم إلى القيادة السياسية بعد تولي (محمد الحاج) زعامة الزاوية في 1637، بحيث جهز قوة عسكرية واجه بها السعديين وانتصر عليهم و اقتطع منهم منطقة ملوية و تدلا، تم وجه أنظاره نحو المناطق الشمالية و تافيلالت و الواجهة الاطلنتيكية , لكن سرعان ما تشتت قواتهم وتراجع نفوذهم أمام انفتاح عدة جبهات للصراع أمامهم .
-الزاوية السملالية :
تعرف هذه الزاوية باسم قبيلة مؤسسها سيدي احمد بن موسى السملالي قد ظهرت في ق 16 بتازروالت على السفح الغربي للأطلس الصغير.
وقد عرفت هذه الزاوية شهرة و نفوذا كبيرين في الجنوب المغربي بفضل النشاط الديني و العلمي لمؤسسها.
ومع بداية الصراع بين أبناء المنصور أظهر أحفاد الشيخ نزوعا نحوا الاستقلال و الثورة ضد السعديين، خصوص بعد أن آل الأمر لأحدهم سنة 1613، وهو سيدي علي المعروف (بابي حسون) فقد تمكن من توحيد قبائل جزولة حوله وتأسيس إمارة غرب الأطلس الصغير، وبنى مدينة ايليغ و كانت مقر لحكومته، وضم أقاليم سوس و درعة و سجلماسة إلى أن امتد نفوذه إلى بلاد السودان في ظل تشجيع الأمراء للتجارة.
وبذلك استقطبت الإمارة السملالية جزاءا مهما من التجارة الخارجية أيضا ،لما وفرته مناطق نفوذها من ثروات اقتصادية هامة و منافذها البحرية إضافة إلى ماعرفته من استقرار نسبي في أوضاعها السياسية.
ورغم ما توفر للسملاليين من إشرافهم على النشاط التجاري فإنهم لم يتمكنوا من الحفاظ على هذا النشاط لأنهم لم يتمكنوا من الحفاظ على منطقته نفوذهم طويلا، فقد اضطرتهم قوة الأشراف العلويين الناشئة في تافيلالت إلى التراجع عنها و عن درعة سنة ،1646 لتجهز عليهم بعد ذلك في سنة 1670 .
خاتمة:
بعدما تمكن المغرب تحت قيادة السعديين من إعادة وحدة ترابه وتحرير جل ثغوره،وإيقاف الأطماع الأجنبية التي كانت تهدد كيانه،سواء منها العثمانية أو البرتغالية التي أبعدها بصورة نهائية،ودخول عهد جديد من الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي خلال عهد المولى احمد المنصور،الذي اعتمد في سياسته الخارجية على تعزيز مكانة المغرب على الصعيد الدولي وتوسيع جدوده،جاءت فترة التدهور وتفكك المغرب بسبب ظهور حركات انفصالية في عدد من المناطق،وتعميق الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أصبحت تعيشها البلاد،ومن ثم أصبح التطلع إلى قيادة سياسية جديدة قادرة على توحيد البلاد وإعادة الأمن والاستقرار ،أمرا مطروحا وبإلحاح في أواسط القرن.17.
المراجع
إبراهيم حركات،المغرب عبر التاريخ،الجزء الثاني، دار الرشاد الحديثة،الدار البيضاء،2003.
أبو العباس بن خالد الناصري، كتاب الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى،الجزء الثالث، منشورات وزارة الثقافة و الاتصال،2001.
كتاب تاريخ العالم الحديث، الطبعة الثالثة، غشت 1974.
الكتاب المدرسي للسنة الثالثة ثانوي، وزارة التربية الوطنية، مكتبة المعارف، الرباط، الطبعة الرابعة، 1990.
الكتاب المدرسي للسنة السابعة من التعليم الأساسي، وزارة التربية الوطنية، دار النشر المغربية، البيضاء، الطبعة الثانية عشرة 2002.
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


الأوضاع العامة بالمغرب وقيام الدولة السعدية


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:05
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc