قديم 2016-09-04, 20:20
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية iyad05
iyad05
:: سوفت ماسي ::
افتراضي المهارات اللغوية : من خلال التوجيهات والمناهج التربوية

المهارات اللغوية : من خلال التوجيهات والمناهج التربوية

مقدمة:
لقد أصبح الاهتمام بالعملية التعليمية التعلمية يتزايد في الآونة الأخيرة، وذلك بعد تبني المقاربة الحديثة في التعليم والتعلم، التي تركز على جعل المتعلم في قلب العملية التربوية. وقد نظرت المقاربة الحديثة إلى التقييم باعتباره عنصر أساسي يواكب السيرورة التعليمية التعلمية منذ بدايتها ويرافق المتعلم في تعلمه، ويعمل على الوقوف على نقاط القوة والضعف، كما يهتم بتعديل وتنمية الممهارات والمكونات اللغوية. فقد تم اعتماد المقاربة بالكفايات مدخلا بيداغوجيا للمنهاج الدراسي. وقد جاء هذا الاختيار في إطار سعي المدرسة لتفعيل الاختيارات الوطنية في مجال التربية والتكوين، ومواكبة التحولات الكبرى في سياق ميزته المتغيرات الكبرى الآتية:
* تطور المعرفة الإنسانية وتشعبها إلى علوم جزئية بفضل البحوث والاكتشافات العلمية الدقيقة؛
* توافر المعارف المختلفة بفضل انتشار الثقافة المعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛
* عدم استقرار التوازنات الكبرى على المستوى العالمي في مجال الاقتصاد والتنمية والبيئة؛
* تحولات عميقة في مجال العلوم الإنسانية، بشكل عام، وفي علم النفس وعلوم التربية بشكل خاص؛
* تطور أجيال جديدة من ثقافة وقيم حقوق الإنسان والتربية عليها؛
* انفتاح المدرسة على معايير الجودة ونموذج التدبير في مجال القطاعات الإنتاجية؛


1. مواصفات المتعلمين في السلك الابتدائي والمهارات اللغوية

بعدما أصبح المتعلم في قلب العملية التعليمية التعلمية، بدأ الاهتمام بتنمية القدرات والمهارات اللغوية عنده ، وذلك بإدماج أنشطة تربوية متنوعة تعمل على الرفع من مهاراته وقدراته، فالمدرسة الابتدائية في السنتين الأولى والثانية، تعمل على تعميق سيرورة التعليم والتنشئة في التربية ما قبل مدرسية وذلك من خلال:
* تيسير التفتح البدني والعقلي والوجداني؛
* تحقيق الاستقلالية والتنشئة الاجتماعية؛
* تنمية المهارات الحسية الحركية والمكانية والزمانية والرمزية والتخييلية والتعبيرية؛
* تعلم القيم الإسلامية والخلقية والوطنية الأساسية؛
* التمرن على الأنشطة العملية والفنية؛
* التمكن من مهارات الاستماع والقراءة والتعبير والتواصل الشفهي والكتابي[1].
ما يلاحظ أن المنهاج الدراسي المنقح للسنوات الأربع الأولى للتعليم الابتدائي، قد اهتم بتنمية المهارات بأنواعها سواء ما تعلق بالمهارات الحسية الحركية، أو المهارات اللغوية الأربعة، وذلك من أجل الرفع من مردودية المتعلمين وإكسابهم للكفايات اللغوية، وعياً منهم بأهمية المهارات اللغوية في الحياة اليومية.
وفضلا عن تطوير الكفايات الخاصة بمرحلة ما قبل التمدرس، وخصوصا بالنسبة للأطفال الذين لم يستفيدوا من تنشئة إعدادية للتمدرس، تركز المدرسة الابتدائية في السنتين الأولى والثانية على إكساب الآتي:
المعارف والمهارات الأساسية للفهم والتعبير الشفهي والكتابي؛
مبادئ الوقاية الصحية وحماية البيئة؛
المهارات الأساس للرسم والبيان واللعب التربوي؛
المفاهيم الأولية للتنظيم والتصنيف والترتيب والتداول اليدوي للأشياء الملموسة؛
قيم وقواعد الحياة الجماعية والمعاملة الحسنة والتعاون والتضامن.
وخلال السنوات الأربع الموالية، تعمل المدرسة الابتدائية، فضلا عن استكمال بناء مكتسبات المتعلمات والمتعلمين في مرحلة ما قبل التمدرس وفي السنتين الأولى والثانية، على تمكينهم من الآتي:
تعميق وتوسيع المكتسبات السابقة في مجال القيم الإسلامية والوطنية والخلقية؛
تنمية المهارات الأساسية الخاصة بالاستماع والقراءة والفهم والتعبير والكتابة لبناء الكفايات التي تقتضي اكتساب معارف ومهارات ومواقف من خلال تعلم المواد الدراسية الأخرى؛
تنمية مهارات الذكاء العملي، وعلى الخصوص منها الترتيب والتصنيف والعد والحساب والتوجه الزماني والمكاني وطرق العمل؛
اكتشاف المفاهيم والنظم والتقنيات الأساسية التي تنطبق على البيئة الطبيعية والاجتماعية والثقافية المباشرة للمتعلم)ة(، بما في ذلك الشأن المحلي[2].
2. تطور المهارات اللغوية من خلال البرامج والتوجيهات التربوية:
لقد تم استحضار مجموعة من الاعتبارات واعتماد عدد من المبادئ العامة والمرتكزات الأساس عند بناء منهجية وحدة اللغة العربية وصياغة برامجها عبر السنوات الست للتعليم الابتدائي وهي مبادئ ومرتكزات تفرضها خصوصيات متعلم، هذه المرحلة الدراسية، و طبيعة المادة، وديدكتيك مكوناتها. وبالتالي الرغبة في تمكين المتعلم من القدرات الطبيعية والكفايات المناسبة لهذه المرحلة، والعمل على تنمية المهارات المناسبة في هذه المرحلة، فقد اهتمت البرامج والتوجيهات التربوية بتنمية مهارتين أساسيتين هما التعبير الشفوي والتعبير الكتابي لما لهما من أثر كبير في تطور قدرات المتعلمين والتعبير السليم سواء في حياتهم التعليمية أو اليومية.
من المستجدات التي تبناها البرنامج الحالي للغة العربية بالمدرسة الابتدائية اعتماداً على إنماء مهارتين اثنتين على مدار المستويات الدراسية للتعليم الابتدائي (مهرة شفوية ومهارة كتابية)[3].


*** مهارة التعبير الشفوي:
هو عملية تترجم بها الصور الذهنية التي تكونت في عقل المتكلم، نتيجة تفاعله في خبرة طبيعية أثارت في نفسه دافع الكلام، مرورا بعمليات عقلية (استقبال، وتنظيم، وبناء، وعرض) تظهر في صورة لفظية معنوية.
إنه نشاط كلامي يفصح فيه الفرد بلسانه عما يريد أن يقوله. وهو ممارسة لغوية تستخدم في الحياة اليومية بصورة تلقائية في عملية التخاطب والمحادثة[4].
التعبير الشفوي ويسمى أيضا بالوظيفي ويحتاج إلى مهارات كثيرة لأنه يعتمد على عمليات عقلية معقدة تجري في ذهن المتعلم، وله مظاهر عديدة تبعا للوضع التواصلي الذي يدعو إليه؛ كأن يتعلق الأمر بحكاية أو نقاش أو تفاوض[5].
هو وسيلة من وسائل التفاهم وتحديد المقاصد والأغراض والأفكار، كما يعد وسيلة من وسائل تعبير الفرد عن هذه الأفكار والمشاعر، وتصوير ما يحس به ويرغب في توصيله للأخر.
أما من الناحية التربوية فإن نموذج التدريس القائم على أساس المقاربة بالكفايات يعتبر تدريس التعبير الشفوي مظهرا من المظاهر الوظيفية والعملية، وبهذا الاعتبار فهو يعود المتعلم على جودة الأداء اللفظي وحسن التفكير المعنوي[6].
التعبير الشفوي هو ظاهرة تبرز الجانب الاجتماعي والتعاملي بواسطة اللغة، وهو دليل على تطور العلاقات وتلبية حاجات الإنسان، إذ يغلب عليه الجانب الشعوري، فيراعي المتكلم تفاعل كلماته وأصواته مع من يستمع إليه، كما يراعي ردود أفعال المستمع[7].
ويمكن أن نستخلص من التعاريف السابقة ما يلي:
* عملية ذهنية تترجم الأفكار والمشاعر إلى تصورات كلامية تفيد في عملية التواصل.
* يفرض التعبير الشفوي مرسلا ومستقبلا.
* يفرض التعبير الشفوي امتلاك مهارات أساسية تمكن الفرد من التعبير بسهولة عما يريد إبلاغه.
* يساعد التعبير الشفوي على الاندماج المجتمعي.
* يساعد على إيصال الأفكار وفهم المقاصد.
* يعتمد التعبير الشفوي أساسا على ذهن المتكلم، وما يحتويه من عمليات عقلية معقدة.
يحتل درس التعبير في السلك الأساسي من التعليم الابتدائي موقعا استراتيجيا لكونه يعد سبيلا أساسيا في تحصيل اللغة على المستوى الصوتي، والدلالي، والتركيبي، والصرفي، بصفة مضمرة.
كما يشكل سياقا ومجالا لإكساب المتعلم نسقا عربيا فصيحا، فطفل هذه المرحلة في حاجة إلى النسق الفصيح أكثر من حاجته إلى المعجم اللغوي لأنه يلج مرحلة التمدرس المنظم وهو مزود برصيد فصيح لا بأس به بينما يفتقد كليا النسق العربي الفصيح.
ودرس التعبير ينطلق في تحقيق هذا الهدف انطلاقا من قابلية التلقي التي يتميز بها متعلم هذه المرحلة العمرية ليتمكن من آليات النسق عبر تقنية المشافهة اقتداء بتجربة تعلمه لغة البيت ومجاراة لطبيعة نشأة اللغة التي كانت بدايتها مشافهة. وعلى الرغم من حرص درس التعبير على غرس النسق الفصيح فإنه يهتم بالدرجة الثانية من تمكين المتعلم من رصيد لغوي فصيح ) النسق أولا و الرصيد ثانيا(.
ويتم النشاط التعبيري في إطار نصوص تعبيرية اختيرت مضامينها البسيطة من مراكز اهتمام المتعلم وعالم طفولته ومحيطه القريب في شكل مجالات ثمانية، وهي نصوص صيغت بأسلوب له جاذبية وإغراء للمتعلم كي يقبل عليها ويحاكيها قصد اكتساب أساليب تعبيرية وامتلاك بنيات تركيبية والتمرس بالتحويلات الصرفية التي تشكل قاعدة انطلاق نحو التعبير التلقائي مشافهة وكتابة وبذلك يمتلك المتعلم الأداة الأولى للتواصل ، التعلم، الانفتاح، الاندماج.[8]

*** مهارة التعبير الكتابي:
الكتابة فن من الفنون التي يجب إعطاؤها عناية خاصة وهي معرفة بضوابط وأحكام الخط العربي)هي القواعد(، وهي مهارة حس حركية تكتسب بالممارسة والتدريب والمران كما يجب أثناء الكتابة العناية بالمتعلم وذلك من خلال الجلسة الصحيحة وكيفية مسك القلم ووضع الدفتر .... و معرفة خصوصيات كل حرف على حدة ويشمل درس الكتابة: الخط، النقل، الإملاء. حيث تتم معالجة أربعة حروف في كل وحدة ديدكتيكية بمعدل حرفين للأسبوع الواحد ومثلها للأسبوع الثاني وتختتم الوحدة بتقويم للحروف الأربعة في الأسبوع الثالث[9].


3. الهدف من تنمية المهارات اللغوية
يكمن الهدف من تنمية مهارة التعبير الشفوي ومهارة التعبير الكتابي في تمكين المتعلم من قدرات ومهارات ومعارف وقيم ومواقف متصلة بتوظيف اللغة اللفظية وغير اللفظية من خلال التحكم في قدرات الاستماع والتواصل الشفهي والكتابي والقراءة.
واللغة العربية هي ضمن تصور لساني وتربوي وتواصلي موحد ومنسجم يتميز بالمقومات الآتية:
كفايات ومكونات دراسية، متمحورة حول أربع مهارات كبرى هي: الاستماع، التواصل الشفوي، القراءة والتواصل الكتابي.
وحدات ومحاور دراسية، تنطلق من ذات المتعلم)ة( في محيطها المباشر والمحلي لتتسع إلى أن تبلغ سياقات ومجالات أرحب وأكثر انفتاحا؛
قدرات وأهداف تواصلية ومتنامية في منهجية اكتسابها، من خلال التداول المضمر للقواعد اللغوية والخطابية في السنوات الثلاث الأولى ثم عبر التعلم الصريح لتلك القواعد في السنوات الثلاث الموالية؛
توزيع متدرج لأنواع الخطاب، بالانطلاق من البسيط والأكثر تداولا في محيط المتعلم)ة( إلى ما هو مركب وأقل تداولا في المقامات التواصلية الاعتيادية؛
ويراعي هذا التصور لتدريس اللغة العربية وتعلمها، الخصوصيات اللسانية، والمعجمية، والصواتية، والحروفية، والدلالية، والثقافية، والتاريخية، والديداكتيكية المتعلقة بوضع وأدوار هذه اللغة[10].
خاتمة:
لقد جعلت المقاربة بالكفايات المتعلم محور كل العمليات التعليمية التعلمية، وعملت على مسايرة الحاجات والمتطلبات الجديدة للمجتمع وللمتعلمات والمتعلمين وتنمية كفاياتهم بجميع أبعادها المعرفية والمنهجية والإستراتيجية والثقافية والتكنولوجية، وتطوير قدراتهم ومهاراتهم الشفوية والكتابية وتعزيز المكونات اللغوية، بالإضافة إلى تعزيز الذكاءات المتعددة والقدرة على حل المشكلات، كما تم أخذ سن المتعلم وخصوصياته النمائية بدنيا ونفسيا وعقليا بعين الاعتبار، علاوة على ملاءمة الأنشطة التعليمية التعلمية للمبادئ التربوية والديداكتيكية ولتمثلات وقدرات المتعلم الإدراكية، مما ساهم في الانفتاح على المحيط واستثمار كافة معطياته الغنية بالدروس مع الاستعانة بالتكنولوجيات الحديثة للإعلام والتواصل، كم تم الاعتماد على التعلم الجماعي لما له من فوائد على مستوى ترسيخ مبادئ التواصل والحوار واحترام الآخر، هذا كله ساهم في تسخير أساليب التقويم التكويني لتعزيز التعلُّم، وحفز المتعلمين والمتعلمات على المنافسة في الإنتاج والإبداع، وعلى تطوير مهارتهم الإنتاجية والاستقبالية.


************************************************


المراجع المعتمدة:
& البرامج والتوجيهات الخاصة بسلك التعليم الابتدائي، 2011، مديرية المناهج، وزارة التربية الوطنية.
& دليل الأساتذة الجدد بالتعليم الابتدائي، 2011، مديرية تكوين الأطر، وزارة التربية الوطنية.
& طه علي حسين الدليمي2009، تدريس اللغة العربية، بين الطرائق التقليدية والاستراتيجيات التجديدية، عالم الكتب الحديث، اربد الأردن.
& عبد السلام عشير2007، الكفايات التواصلية: اللغة وتقنيات التعبير والتواصل، توب اديسيون، الدار البيضاء.
& علي آيت أوشن2010، ديداكتيك التعبير والتواصل: التقنيات والمجالات، سلسلة دراسات بيداغوجية، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط،المغرب.
& محمد مكسي2006، منهاج الكفايات والمهارات: مقاربات مفاهيم اسراتيجيات، دراسات تربوية، العدد 6، توب اديتيون، الدار البيضاء.
& مشروع المنهاج الدراسي المنقح للسنوات الأربع الأولى للتعليم الابتدائي، 2015، مديرية المناهج، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني.

[1] المنهاج الدراسي المنقح، ص 10
[2] المرجع السابق
[3] البرامج والتوجيهات التربوية 2011، ص، 21
[4] طه علي حسين الدليمي2009، تدريس اللغة العربية، بين الطرائق التقليدية والاستراتيجيات التجديدية، عالم الكتب الحديث، اربد الأردن، ص،212-213
[5] علي آيت أوشن2010، ديداكتيك التعبير والتواصل: التقنيات والمجالات، سلسلة دراسات بيداغوجية، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط،المغرب، ص،9
[6] محمد مكسي2006، منهاج الكفايات والمهارات: مقاربات مفاهيم اسراتيجيات، دراسات تربوية، العدد 6، توب اديتيون، الدار البيضاء، ص،43-44
[7] عبد السلام عشير2007، الكفايات التواصلية: اللغة وتقنيات التعبير والتواصل، توب اديسيون، ص90
[8] دليل الأساتذة ،ص 45
[9] دليل الأساتذة، ص 47
[10] المنهاج الدراسي المنقح، ص 19
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


المهارات اللغوية : من خلال التوجيهات والمناهج التربوية


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 20:27
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc