روبرت فيسك: مرسي ليس ثورياً ولا قومياً والعسكري نصب له الفخاخ
تباينت ردود الفعل في الصحافة الأمريكية البارزة، بعد نبأ فوز مرشح حزب الحرية والعدالة المصري المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين د. محمد مرسي أمس.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن جماعة الإخوان المسلمين باتت قريبة أكثر من حلمها ببناء ديمقراطية إسلامية جديدة بعد 84 عاماً على ممارسة نشاطها في الخفاء وداخل السجون.
أما صحيفة "وول ستريت جورنال"' فكتبت تقول إن فوز سياسي إسلامي يهدد بقلب التوازن الدبلوماسي الأمريكي رأساً على عقب في المنطقة، مشيرة الى أن حكم مبارك ضمن نوعاً من الاستقرار بين مصر وإسرائيل.
ومن جانبها ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن فوز مرسي التاريخي يعد تتويجاً لهدف الإخوان منذ عقود بتوسيع شبكتها الواسعة من البرامج الدينية والاجتماعية.
وحول متابعة الصحف البريطانية لنتيجة الانتخابات أكدت صحيفة "أوبزرفر" البريطانية أنه بغض النظر عن نتائج الانتخابات فإن هناك حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها في مصر وهي سيطرة جنرالات المجلس العسكري على السلطة. فيسك: مرسي ليس ثورياً ولا قومياً
روبرت فيسك
ومن جانبه خصص الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك مقاله في صحيفة "الاندبندنت" اليوم الاثنين للحديث عن نتائج انتخابات الرئاسة المصرية، وما أسفرت عنه من فوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي، وجاء عنوان المقال بعنوان "مرسي ليس ثورياً وليس قومياً وصفوة الجيش نصبوا له بالفعل العديد من الفخاخ" بحسب مانشرته صحيفة "الأهرام" المصرية.
ويقول فيسك: "بينما كان المصريون يترقبون نتيجة الانتخابات.. كنت أقوم بزيارة لبيت سعد زغلول.. لم تكن زيارتي لإجراء مقابلة، حيث توفي سعد زغلول منذ 85 عاماً.. بل لزيارة منزل رجل ربما كان ملائماً لزعامة مصر الآن".
وأضاف "كان زغلول زعيمًا ثوريًا وقوميًا، وقف حزب الوفد الذي يتزعمه في وجه الاحتلال البريطاني، وكانت زوجته صفية من نصيرات حقوق المرأة العظيمات".
ويضيف فيسك: "لكن محمد مرسي ليس ثوريًا، وليس من دعاة حقوق المرأة، وليس قوميًا.. وعلى الرغم من هذا فإن المجلس العسكري نصب له الكثير من الفخاخ".
وأوضح: لكن مرسي تغلب على أحمد شفيق، ممثل النظام القديم، و"هذا كان سيحوز على رضا زغلول لدرجة ما".
ويرى فيسك أنه على النقيض من مرسي، فإن زغلول كان يريد أن يعيش في مصر حديثة تقدمية علمانية.
وينهي فيسك مقاله قائلاً: "من المؤسف أن يموت زعيم ولد قبل عصره، مثل زغلول يائساً من شعبه.. حيث كانت آخر كلماته قبل وفاته: "غطيني يا صفية، لا جدوى"، أو حسب التعبير المصري، "غطيني يا صفية، مافيش فايدة".
إسرائيل قلقة
ومن جانبها أعربت الصحف الإسرائيلية عن قلقها من فوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية في مصر.
وبحسب "فرانس برس" عنونت صحيفة "يديعوت أحرونوت" صفحتها الأولى "الظلام في مصر".
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل قلقة من وصول الإسلام المتطرف الى الحكم في مصر"، وذلك على الرغم من تعهّد مرسي باحترام المعاهدات الدولية لبلاده.
وشدد سمادار بيري في افتتاحيته على أن فوز مرسي هو "انتصار خطير"، مذكراً بأن القيادي في جماعة الإخوان المسلمين كان يترأس في السابق لجنة تدعو الى "محاربة الصهيونية" وأن حركة حماس الإسلامية تابعة للإخوان المسلمين.
وحذر أليكس فيشمان المتخصص في الشؤون العسكرية من أن على اسرائيل أن تعيد التأكيد على موقفها وأن تستعد لكل الاحتمالات، في إشارة الى مراجعة ممكنة للاتفاقات السلام والمعاهدات الاقتصادية.
وعنونت صحيفة "معاريف" أن "المخاوف أصبحت حقيقة فالإخوان المسلمون باتوا على رأس السلطة في مصر"، مؤكدة ان "معاهدة السلام باتت في خطر".
أما ياكوف كاتز، خبير الشؤون العسكرية في صحيفة "جيروزالم بوست" الصادرة بالانكليزية، فاعتبر أن "شيئاً لن يتغير على المدى القصير في العلاقات مع مصر لأن مرسي أمامه تحديات اكثر إلحاحاً من الدخول في حرب مع الدولة العبرية".
وأضاف ان وصول الاخوان المسلمين الى الحكم "سيكون له تأثير على التهديد الإرهابي المتزايد في سيناء، ولابد أن نرى ما إذا كان مرسي سيتخذ إجراءات لتصحيح الوضع ام لا".
أما صحيفة "هآرتس" فخصصت أيضاً صفحتها الأولى لفوز مرسي و"القلق" الذي يثيره في إسرائيل انتخاب رئيس إسلامي في مصر.
إلا أن الصحيفة نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن حكومة بنيامين نتنياهو "تأمل سراً" في أن يدرك مرسي أن المهم بالنسبة الى مصر هو النهوض بالاقتصاد بدلاً من إعادة النظر في العلاقات الثنائية.
2012-06-26, 14:51
صحف أمريكا: الإخوان يحققون أول ديمقراطية إسلامية
