أقدم شاب فلسطيني في قطاع غزة على إحراق نفسه وما أدى إلى وفاته احتجاجا على الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها القطاع، حسب ما أعلنه اليوم غزة اليوم الاثنين 3 سبتمبر 2012 أسرة الشاب والشرطة الفلسطينية، فيما يستبعد مراقبون اندلاع ثورة في فلسطين على غرار ما حصل في تونس بعد حرق محمد البوعزيزي نفسه.
وترك إيهاب أبو ندا (18 عاما) منزله يوم الخميس بعد أن تشاجر مع والده الذي ألح عليه للبحث عن عمل للمساعدة في إطعام عائلته الفقيرة، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
وسكب أبو ندا البنزين على جسده وأشعل النار في نفسه داخل مستشفى الشفاء الرئيسي في غزة بعد أن يأس من العثور على عمل.
وأشار جيرانه إلى أنه ربما اختار أن يحرق نفسه في المستشفى لأنه كان يريد أن يبعث بإشارة لوالده أنه لا يريد قتل نفسه لكن المسعفين هناك لم يتمكنوا من إنقاذ حياته.وأعلن عن وفاته يوم الأحد الماضي.
وقال والده لإذاعة محلية وهو يبكي "خرج للبحث عن عمل ولم يعد. قلبي انفطر عليه."
وأضاف "نعيش في ظروف بائسة. نعيش في منزل مستأجر واستطيع بالكاد سداد الإيجار."
وقال مسؤول بالشرطة من حركة حماس التي تدير غزة إن تحقيقا يجري في وفاة أبو ندا مشيرا إلى أن البطالة دافع محتمل.
وانتحار أبو ندا هو علامة أخرى على خيبة الأمل لعدم توفر فرص العمل في القطاع الساحلي حيث أشعل رجل النار في نفسه العام الماضي يأسا لكن جرى انقاذه.
محمد البوعزيزي
وتذكر وفاة المراهق الفلسطيني بانتحار بائع الفاكهة التونسي محمد البوعزيزي حرقا في ديسمبر 2010 بعد أن أضرم النار في نفسه مما أشعل فتيل الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وأشعل احتجاجات في أنحاء العالم العربي.
لكن لا يتوقع كثيرون في غزة أن يثير الحادث احتجاجات واسعة في القطاع الفقير الذي يخضع لسيطرة صارمة من الشرطة ويعاني من حصار اقتصادي إسرائيلي منذ سنوات.
وقال تقرير للأمم المتحدة نشر الأسبوع الماضي إن معدل الفقر بلغ 40 في المئة بين سكان غزة البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة ويعتمد 80 في المئة منهم على المساعدات الخارجية. كما جاء في التقرير أن قرابة 30 في المئة عاطلون عن العمل.
وليس من الواضح كيف ستؤثر وفاة أبو ندا على سياسات حماس التي تحكم القطاع منذ عام 2007 بعد حرب أهلية قصيرة مع قوات موالية لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتسيطر على الضفة الغربية.
وينحى كثير من الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية باللائمة على الانقسام السياسي في تمزيق النسيج الاجتماعي الفلسطيني وتبديد الأمل في إقامة دولة فلسطينية وإصابة الاقتصاد بالشلل.