قديم 2013-06-17, 13:43
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية يونس
يونس
:: سوفت ماسي ::
  • Algeria
افتراضي حسين لقرع "بين غالاوي والقرضاوي"

حسين لقرع "بين غالاوي والقرضاوي"


منذ أيام، قال السياسي البريطاني جورج غالاوي إنه قضى نحو 40 عاما كاملا من عمره مُناصرا للقضايا العربية العادلة، ولكنه لم يفهم إلى حدّ الساعة كيف يسمح 350 مليون عربي لكمشة لا يتعدى عددُها سبعة ملايين يهودي بأن تأخذ منهم القدس والأقصى؟

أما فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، فلم يبدُ مهتما بضياع القدس والأقصى بقدر اهتمامه بهزيمة المعارضة المسلحة في سوريا، وطرح سؤالا طائفيا خطيرا حينما قال إنه "لا يفهم كيف يستطيع 100 مليون شيعي أن يتغلبوا على 1.7 مليار سني"؟

الشيخ القرضاوي قضى سنواتٍ طويلة من عمره وهو يحاول التوفيق بين السنة والشيعة من خلال منتدى التقريب بين المذاهب والذي يجمع علماء سنة وشيعة، ولكنه الآن يدير ظهره لهذا المسعى الحميد الذي كان يمكن أن يجنّب الأمة فتنة طائفية خطيرة تعصف بوحدتها بل بوجودها، وها هو يزعم أن المشكلة الآن هي بين "100 مليون شيعي و1.7 مليار سني" وليست فقط بين النظام السوري وحزب الله وحليفه الإيراني وبعض القوى العربية والإقليمية التي تصرّ على صبِّ الزيت على النار قصد إسقاط نظام بشار بالقوة، وترفض أية مساع لإيجاد مخرج سلمي للأزمة.

المحزن أن الشيخ القرضاوي الذي قضى عمره مترفعا عن الخلافات الطائفية، محاولاً التقريب بين كل المسلمين وجمع كلمتهم، قد قرّر الآن بكل وضوح أن ينسف بنفسه كل جهوده ويختار الاصطفاف الطائفي، ويحرّض عليه ملايين السنة من خلال تأليبهم على "100 مليون شيعي"، ومطالبته " كل قادر على حمل السلاح " بالالتحاق بسوريا لمحاربة العلويين بذريعة أنهم " أكفر من اليهود والنصارى ".

الأمة كلها في حالة "صدمة وذهول" ولا تفهم كيف يقع فضيلة الشيخ القرضاوي في فخ تكفير بعض المسلمين وهو الذي قضى سنوات طويلة من عمره ينهى غلاة السلفيين عن تكفير المسلمين أو تفسيقهم وتبديعهم.. ما الذي حصل لعقل الشيخ؟

هذه الفتوى الخطيرة يمكن أن تجرّ عواقبَ وخيمة ً جدا على الأمة، وتتسبّب في حروب طائفية خطيرة بين "1.7 مليار سني و100 مليون شيعي" وهذا في كلّ بلدٍ يوجد به سنة وشيعة جنبا إلى جنب، وستسيل دماءُ المسلمين من الطرفين أنهارا، وستتكرس العداوة والبغضاء بينهم لعقود طويلة، وفي أقل الأحوال سوءا، قد تتسبَّب الفتوى في تدفق مئات الآلاف من غلاة السلفيين على سوريا وبالتالي استمرار الحرب فيها سنوات أخرى طويلة تؤدي إلى صوْملة البلد وانهياره، فهل يدرك الشيخ كل ذلك؟ أم أن الموالاة العمياء لحاكم قطر وضعت غشاوة على بصيرته قبل بصره؟

كان على فضيلة الشيخ القرضاوي أن يكون همُّه الأول هو فلسطين والأقصى المهدَّد بالانهيار في أية لحظة وأن يدعو ملايين المسلمين -ومنهم أولاده- إلى النفير إليه والاستشهاد في سبيله لتحريره بدل الالتحاق بسوريا لتأجيج فتنتها الطائفية، ولكن يبدو أن جورج غالاوي أكثر حكمة وتعاطفا مع الفلسطينيين منه. نتمنى فقط أن يثوب الشيخ إلى رشده ويقلع عن فتاوى تكفير بعض المسلمين واستباحة دمائهم والتحريض على الاقتتال الأهوج والفتن الطائفية الخطيرة وهو في أواخر عمره، فقد يكون ذلك من علامات سوء الخاتمة والعياذ بالله.

إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


حسين لقرع "بين غالاوي والقرضاوي"


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 14:04
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc