قديم 2013-08-30, 01:17
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية يونس
يونس
:: سوفت ماسي ::
  • Algeria
هذا ما تعنيه الضربة العسكرية المحدودة لسوريا-حسين لقرع-

هذا ما تعنيه الضربة العسكرية المحدودة لسوريا-حسين لقرع-

يبدو أن القيام بعدوان عسكري غربي ثلاثي على سوريا قد أصبح مسألة أيّام معدودة، بعد أن تحركت البوارجُ الأمريكية والبريطانية والفرنسية تجاه السواحل السورية، وتصاعدت حدة التهديدات بالحرب، والحديث عن قرب بداية الضربات العسكرية.

المعارضة السورية طالما انتظرت هذه اللحظة ودعت إليها مرارا، ولكن يبدو أن أمريكا وحليفتيها ستكتفي بتوجيه ضربات محدودة تشمل أهدافا تتراوح بين 250 إلى 300 هدف، حسب تصريحات مسؤولين أمريكيين، ثم تُنهي العملية. ومع أن العدد كبيرٌ نسبيا وسيُلحق أضرارا جسيمة بالترسانة الكيماوية والتقليدية السورية، فإن اقتصارها على هذا الحدّ يعني بقاء نظام بشار في الحكم، وعدم تكرار السيناريو الليبي؛ حيث استمرت غارت الناتو الجوِّية أشهرا، دمّرت خلالها الدفاعاتِ الليبية ومهَّدت الطريق لمعارضي القذافي لدخول طرابلس وإسقاط حكمه ثم القبض عليه لاحقا وقتله بوحشية.

خيبة أمل المعارضة السورية في محدودية الضربة الغربية الثلاثية كبيرة دون شك، ولكن يبدو أن أمريكا وحليفتيها تحاول تفادي انفجار حرب إقليمية كبيرة تمتد إلى تل أبيب وتشعل ثيابها؛ فحينما يتأكد النظامُ السوري أن الحرب تستهدف الإطاحة به فسيطبِّق مقولة "عليّ وعلى أعدائي" وسيُمطر، بمعيّة حزب الله وإيران، الكيانَ الصهيوني بمئات الآلاف من الصواريخ ويُلحق به دمارا كبيرا، قد لا يكون مستعدا لتحمُّله. وهو ما تحاول أمريكا تفاديه من خلال التأكيد مرارا على "محدودية ضربتها" العسكرية المنتظرة، بهدف توجيه "رسالة واضحة" إلى بشار حتى يفكر مستقبلاً ألف مرة قبل أن يستعمل السلاح الكيماوي مجددا ضد شعبه، مع أنها لم تقدّم أي دليل دامغ يؤكد هذا الاتهام الذي يذكرنا بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل العراقية.

ويُضاف إلى رغبة أمريكا في عدم رد سوريا بقصف الكيان الصهيوني، سببٌ آخر لمحدودية الضربة؛ وهي رغبتها في عدم إسقاط بشار خوفاً من أن يسارع السلفيون إلى الاستيلاء على الحكم في ظل الضعف الواضح لـ"الجيش الحر"، الذي لن يكون بمقدوره ضبط الأمن وتسيير دواليب الدولة في ظروف مريحة، بل قد لا يتمكن من الحفاظ على الحكم إذا أوصله إليه الغرب، وقد يسقط كالثمرة الناضجة في يد جبهة "النصرة" وأخواتها من التنظيمات السلفية التي أثبتت الأيام أنها تزداد قوة وانتشارا، برغم الضربات القوية المستمرة التي تلقتها على يد الجيش السوري في الأشهر الأخيرة.

وإذا خُيّرت أمريكا بين نظام إسلامي تديره "النصرة" على طريقة طالبان، وبين نظام بشار، فإنها لن تتردد في اختيار هذا الأخير، فهي تفكر في مصلحة الكيان الصهيوني وأمنه كما أسلفنا، و"النصرة" تهدد بفتح جبهة الجولان والزحف على فلسطين لتحريرها، بينما لم يطلق بشار رصاصة واحدة على الاحتلال في الجولان طيلة سنوات حكمه، كما لم يردّ على الغارات الصهيونية المحدودة على دمشق، ولذلك نشك في أنه سيردّ على الضربات الغربية المنتظرة.

*

أمريكا تريد بضرباتها "المحدودة" المنتظرة، تدمير الكيماوي السوري، وتحجيم الترسانة الصاروخية السورية المتنامية التي طالما أقلقت الصهاينة، وبالتالي ضمان ديمومة التفوُّق العسكري لربيبتها، كما تريد إحداث نوع من التوازن العسكري بين النظام والمعارضة بعد أن اختل على الأرض في الأشهر الأخيرة، قصد تحسين موقعها التفاوضي مع روسيا في مؤتمر "جنيف 2" المنتظر بعد أسابيع، والذي يُنتظر أن يسفر عن تسوية سياسية للأزمة، وبعدها ستسند إلى بشار مهمة مكافحة الجماعات السلفية التي أصبح تناميها يسبّب لها صداعا حادا. باختصار، ليس لأمريكا عدوّ دائم ولا صديقٌ دائم بل مصالح دائمة تتحالف مع أي كان لتحقيقها.*
قديم 2013-09-07, 08:24
رقم المشاركة : 2  
issamhka
:: سوفت مبدع ::
افتراضي رد: هذا ما تعنيه الضربة العسكرية المحدودة لسوريا-حسين لقرع-
شكرا لك اخي
قديم 2013-09-28, 12:27
رقم المشاركة : 3  
morata
مطرود من المنتدى
افتراضي رد: هذا ما تعنيه الضربة العسكرية المحدودة لسوريا-حسين لقرع-
شكرا لك اخي
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


هذا ما تعنيه الضربة العسكرية المحدودة لسوريا-حسين لقرع-


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 19:23
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc