إلى غير ذلك من الآيات. ومنهم من قال: إن أهل الإيمان ينالهم شيء، من الفزع وشيء من الخوف وشيء من الهم و الكرب، لكن مآلهم إلى الخير
وهذا القول الأخير، تدل عليه جملة أدلة: منها حديث الشفاعة الطويل وفيه أن:
(آدم يقول: نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري إني عصيت ربي وأكلت من الشجرة،
ونوح يقول: نفسي نفسي، قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي،
وإبراهيم يقول:نفسي نفسي، إني كذبت ثلاث كذبات،
وموسى يقول: نفسي نفسي،إني قتلت نفساً لم أؤمر بقتلها)
فالخلق كلهم يبلغ بهم من الهم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (ودعوى المرسلين على جنباته-أي الصراط-: ربي! سلم سلم)،
وفي الحديث : (تدنو الشمس من رؤوس الخلائق يوم القيامة)
فكل هذه أهوال
والوقوف على الميزان: وقت من أوقات الأهوال
والمرور على الصراط:وقت من أوقات الأهوال
ودنو الشمس من الخلائق: وقت من أوقات الأهوال
وتناول الكتب بالشمال أو باليمين: وقت من أوقات الأهوال،
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لـعائشة : (إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلاً. قالت: يا رسول الله! الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض، قال:الأمر أشد من ذلك يا عائشة!)
فكلها أدلة تدل على أن هناك نوعاً من الهول والفزع يعتري عموم الخلق، لكن مآل أهل الإيمان إلى خير إن شاء الله.