قديم 2011-11-08, 22:58
رقم المشاركة : 1  
jalal77
:: صديق المنتدى ::
ترحيل 50 ألف مواطن جزائري من حي "القصبة "العتيق

ترحيل 50 ألف مواطن جزائري من حي "القصبة "العتيق



ترحيل 50 ألف مواطن جزائري من حي "القصبة "العتيق المصنف كتراث عالمي من اليونسكو منذ 1992



كشف مصدر رسمي جزائري أنه سيتم ترحيل 50 ألف مواطن جزائري من حي " القصبة " العتيق بأعالي العاصمة الجزائرية و الذي يعد أقدم حي في الجزائر و المصنف من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة ( اليونسكو ) كتراث عالمي في عام 1992.

وقال المدير العام للديوان الجزائري لاستغلال الأملاك الثقافية و المحمية عبد الوهاب زكاغ أن الحكومة الجزائرية رصدت مليار دولار أمريكي ، لترميم و انقاذ بنايات حي " القصبة " بأعالي العاصمة الجزائرية.
مضيفا أن المرسوم التنفيذي لمباشرة ترميم حي "القصبة "العتيق سيصدر قبل نهاية نوفمبر الجاري.

وقال زكاغ أن المصادقة على المرسوم التنفيذي من طرف مجلس الوزراء ستسمح بالانطلاق في المخطط الدائم لحماية هذا المعلم المصنف عالميا ، خصوصا و أن عدة بنايات عتيقة في القصبة مهددة بالانهيار.
و أشار زكاغ إلى أن أشغال ترميم منازل المالكين الذين تقدموا بملفات ستنطلق في شهر ياناير من السنة المقبلة ، تزامنا مع المرحلة الثانية للأشغال الاستعجالية للمخطط موضحا أنه أثناء أشغال ترميم المدينة العتيقة التي تتربع على 100 هكتار و يقطن بها 50 ألف نسمة سيتم ترحيلهم مؤقتا بسكنات أخرى.

ومن جهته الأمين العام لجمعية مالكي عمارات القصبة احمد وعدة قال أن الكثير من المنازل التقليدية للقصبة العتيقة التي بنيت ما بين القرنين ال18 و 19 تشكل محل نزاع قانوني بين الورثة إضافة إلى مشكل تحديد المالكين الحقيقيين.
و أوضح أن هذه الوضعية تمثل إحدى العوامل المعرقلة لعملية إطلاق أشغال الترميم بحيث صرح في هذا الشأن "لقد أكدنا دائما بصفتنا جميعة أن أشغال الترميم لا يمكنها أن تبدأ إلا إذا كانت البناية في وضعية قانونية بحيث طالبنا بمراجعة للملكية للتحديد المالكين الحقيقيين".

وتأسف وعدة بأن هناك عقود ملكية تعود إلى القرنين 18 و 19 ، حيث لا يوجد هناك اتفاق بين الورثة كما أن السلطات العمومية لم تحرك ساكنا لتسوية هذه الوضعية".
وأشار الى أن الجمعية تضم حاليا 400 عضو من بينهم مالكين و وارثين لعمارات بالقصبة العتيقة.

وفي سياق ذي صلة استغرب الباحث في الآثار و رئيس "مؤسسة القصبة "بلقاسم باباسي التأخر المسجل في إطلاق أشغال الترميم بالرغم من توفر كل الظروف.

وشدد الباحث باباسي على أنه حان الوقت للشروع في أشغال الترميم إذا ما أردنا أن نحمي هذا التراث وأن نجعل منه موقعا سياحيا بالدرجة الأولى مضيفا أنه لا يوجد أي مانع يعرقل انطلاق الأشغال لاسيما وأن أشغال الدعم قد انطلقت منذ سنتين.
وذكر بأن 420 بناية من بين 1200 تم إحصاؤها سنة 1962 قد انهارت تاركة مساحات شاغرة مضيفا أن 50 بالمائة من بين 780 بناية متبقية توجد في حالة جيدة في حين أن النصف الأخر بحاجة إلى ترميم.

وتعني تسمية القصبة " وسط المدينة " حيث يبقى الحي من أكبر الأحياء القديمة في الجزائر التي تحافظ مبانيها من دور وقصور وحمامات ودكاكينها القديمة.
وترتبط " القصبة " العتيقة في أذهان الجزائريين بفترة الثورة التحريرية، حيث أرهقت جنود الاحتلال الفرنسي بأزقتها الضيقة التي مكنت مجاهدي الثورة الجزائرية من تنفيذ مخططاتهم ضد العدو و الاختفاء فيها بعد تنفيذ كل عملية ضد الفرنسيين، و ذلك بالنظر الى أزقتها الضيقة .

كما ترتبط بالفترة العثمانية التي دامت أكثر من ثلاثة قرون، حيث تبدأ في سنة 1516 وتنتهي في 1830، حيث كانت "القصبة" خلال هذه الفترة هي عاصمة الحكام العثمانيين في الجزائر ، حيث تعد اليوم متحفا مفتوحا على الجمهور.
ومن بين المعالم الراسخة في " القصبة " مسجد "كتشاوة "الذي بني في سنة 1792 أي في الفترة العثمانية و هو الآن محط الترميم ، و مساجد أخرى ذات طابع معماري عثماني ، مثل مسجد "بتشين "الذي بني في سنة 1622، فضلا عن قصور الدايات الذين تناوبوا على حكم المدينة مثل " حسين داي " .

كما استلهم الكاتب الجزائري ياسف سعدي بعنوان " معركة الجزائر " و التي استلهم أحداثها الحقيقة من مدينة " القصبة " ليحولها الى فيلم يؤرخ لفترة تاريخية في جزائر ماقبل الاستقلال ، عرض في قاعات ‏السينما العالمية و خاصة في دول عربية و أوروبية و حتى في أمريكا .
كما أعطت " القصبة " الالهام للكاتب الجزائري الراحل محمد ديب حيث كتب من خلال أحداث وقعت في أزقتها الضيقة مثل رواية "الحريق" و"الدار الكبيرة" و"دار السبيطار" وكلها روايات ‏ تروي المعاناة الكبرى التي عاشها الجزائريون في سنوات الاحتلال خاصة بالنسبة للتعذيب الذي تعرض له الجزائريون من طرف الجيش الفرنسي مضيفا أنها كانت معقلا للثوار والمجاهدين ابان الثورة التحريرية وخصوصا في الفترة ما بين 1954 الى غاية 1959 .

وشدد على أن القصبة ارتبطت ارتباطا وثيقا بأحداث تاريخية تبقى راسخة في الذاكرة الجزائرية على اعتبار استشهاد عدد من مدبري الثورة التحريرية كالشهيدين " علي لابوانت " و"علي عمار " والشهيدة " حسيبة بن بوعلي " و" أحمد زبانة "‏ و" علي لابوانت" و"جميلة بلباشا " و " زيغود يوسف " و "جميلة بوحيرد ".

كما كانت " القصبة " كانت ملجأ يختبئ فيه المجاهدين أثناء الثورة التحريرية لأنها تحتوي على شوارع ضيقة ساعدت الثوار لالقيام بعمليات عسكرية ضد الفرنسيين و مازالت حاليا القصبة تعج بالحركة و احتفاظها بالدكاكين أو الحوانيت الصغيرة التي مازالت تستقطب الزبائن من كل حدب و صوب .

كما توجد بالقصبة القصور التركية التي شيدت في مدينة " القصبة مثل قصر أحمد باي الذي تم تحويله الى مقر للمسرح الوطني ." قصر "دار عزيزة بنت السلطان " وقصر "سيدي عبد ‏الرحمن" و"قصر دار الصوف "وقصر "مصطفى باشا " .
و تم تحويل هذه القصور بعد الاستقلال الى مكتبات ثقافية و دور للثقافة تشرف عليها اللجنة الوطنية لحماية أملاك الدولة الجزائرية.
وتحتفظ القصبة اليوم بعدة عادات توارثتها العائلات في العاصمة الجزائرية أبا عن جد ، فضلا عن وجود أسواق وحمامات ودكاكين خاصة بالحرف القديمة المتداولة والتي لا تزال لحد يومنا هذا .

ويعتبر الحي العتيق مزارا للعديد من المؤرخين و علماء الآثار الأجانب لدراسة معالمها التاريخية .
[SIGPIC][/SIGPIC]
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


ترحيل 50 ألف مواطن جزائري من حي "القصبة "العتيق


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc