قديم 2012-05-04, 23:51
رقم المشاركة : 1  
ربيع الجوهرى
:: سوفت نشيط ::
افتراضي اللشمانيا و آثارها

اللشمانيا و آثارها

تعتبر اللشمانيا مرضاً طفيلي المنشأ حيث يسببه طفيلي اللشمانيا بأنواعه المختلفة وينتقل عن طريق قرصة ذبابة الرمل . وهي حشرة صغيرة جداً لا يتجاوز حجمها ثُلث حجم البعوضه العادية ويزداد نشاطها ليلاً ولا تصدر صوتاً عند طيرانها لذا قد تلسع الشخص دون أن يشعر بها . وتنقل ذبابة الرمل طفيلي اللشمانيا عن طريق مصه من دم مصاب ( إنسان أو حيوان كالكلاب والقوارض ) ثم تنقله إلى دم الشخص التالي فينتقل له المرض.
ويكثر حدوث المرض في مناطق معينة من العالم منها الشرق الأوسط وأمريكا الوسطى والجنوبيه والهند ويزداد انتشارها في المناطق الزراعية والريفية ولكنها قد توجد في المدن كذلك .
وهناك أنواع عديده من اللشمانيا فهناك اللشمانيا الجلدية والداخلية والجلدية المخاطية.
تصيب اللشمانيا الداخلية الأعضاء الباطنية في الجسم مثل الكبد والطحال ونخاع العظم . ويشعر المريض بحمى وتعب ويكون لديه تضخم في الطحال والكبد والغدد المفاوية ويظهر لديه في فحوصات الدم نقص شامل في كريات الدم وقد يكون هذا المرض خطيراً.
أما اللشمانيا الجلدية فتظهر بعد عدة أسابيع من لسعة ذبابة الرمل على شكل حبوب حمراء صغيرة أو كبيرة ثم تظهر عليها تقرحات ويلتصق على سطحها إفرازات متيبسة ولا تلتئم هذه القروح بسرعة . وتظهر عادة هذه الآفات في المناطق المكشوفة من الجسم .

أما اللشمانيا الجلدية المخاطية فهي عبارة عن إصابة جلدية مع إصابة الأغشية المخاطية وتعتبر أسوأ من اللشمانيا الجلدية فقد تسبب تشوهات دائمة بالوجه وخصوصاً الأنف حيث قد تؤدي إلى تلف الحاجز الأنفي .
وسنركز حديثنا هنا عن اللشمانيا الجلدية والتي يصاب بها حوالي مليون ونصف شخص سنوياً حول العالم . قد تظهر اللشمانيا الجلدية على شكل آفة وحيدة أو عدة آفات جلدية وتؤدي إلى أسوأ الأضرار إذا أصابت الوجه فقد تؤدي إلى ندبات دائمة إلا إذا تم علاجها مبكراً .

والنقطة الأهم في حديثنا عن اللشمانيا هو كيف تتم الوقاية منها؟
أولاً : لا يوجد حتى الآن لقاح ( تطعيم ) أو دواء يُعطى ليمنع حدوث اللشمانيا . ولكن يمكن التخفيف من نسبة الإصابة باللشمانيا بشكل كبير إذا تم اتباع الإرشادات التالية:
1- عليك بتوخي الحذر في المناطق المؤبوءة خصوصاً وقت نشاط ذبابة الرمل وهو من الغروب إلى الشروق لذلك ينبغي ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة واستخدام الناموسية عند النوم .
2- يمكن رش الناموسية أيضاً بمادة بيرمثرين وهي مبيد حشري فعال.
3- يمكن دهن الأماكن المكشوفة من الجسم بمادة طاردة لذبابة الرمل تسمى deet .
كما ينبغي التوجه لطبيب الأمراض الجلدية عند حدوث آفات يمكن أن تكون بداية للشمانيا.
*إذا حصلت الإصابة باللشمانيا فيكف يتم العلاج ؟
هناك عدة طرق للعلاج فإن كانت الآفة ( موقع الإصابة ) وحيدة وفي مكان غير حساس ( ليست في الوجه ) فيمكن علاجها بالكي بالتبريد أو ببعض الكريمات الموضعيه مثل فيوسدين أو داكتارين.
أما إذا كانت بالوجه فينبغي الاهتمام بعلاجها أكثر لأنها قد تحدث ندبة دائمة . يمكن استخدام إبرة بنتوستام داخل الآفة وهذه تكرر أسبوعياً لمرة أو أكثر حسب الاستجابة.
إما إذا كانت الأفة كبيرة أو عددها كثير فيمكن حقن البنتوستام بالعضل وذلك لمدة 20 – 28 يوماً حسب الحالة .
وهناك علاجات أخرى مثل الكبسولات المضاده للفطريات مثل الفلوكونازول أو اتراكونازول .
*كيف يمكن علاج آثار ( ندبات) اللشمانيا ؟
يمكن عمل استئصال جراحي لندبات اللشمانيا حتى تصغر وذلك على عدة مراحل لكن المشكلة في ذلك هو أن تلك العمليات نترك آثاراً دائمة كما لا يمكن عملها في مناطق حساسة مثل حول العين لأنها قد تسبب شداً على الجفن قد يعيق عملية إغلاقه وما لذلك من مضاعفات على العين. كما أن استئصال الندبات في أماكن يكون الجلد فيها غير مرن ( مثل الأنف ) أمر فيه من الصعوبة ما فيه واذا تم أخذ رقعه من جلد اخر كالبطن أو الفخذ فإن اللون والملمس لا يكون مطابقا" مما يؤدي إلى نتائج غير مرضيه.

*إذا ما هو الحل ؟
هناك تقنيات جديدة واعدة تؤدي إلى انكماش الندبات وتحسن مظهرها منها الليزر التقشيري وكذلك الفراكشنال ليزر (مثل الفراكسل)وقد تمت معالجة بعض الحالات وأبدت تحسنا" كبيرا" .. والفراكسل عباره عن تقنية ليزر متطوره بحيث تعطي العلاج بشكل مجزأ على سطح البشره وذلك بخلاف الأنواع القديمه من الليزر والتي تزيل طبقه من الجلد كقطعه واحده وهو ما يعرف بالليزر المقشر .
اما الفراكسل فيستخدم تقنية مبتكره من قبل فريق ابحاث متخصص بجامعة هارفرد الأمريكية حيث تعطى أشعة الليزر بشكل موزع ليحُدث ما يسمى بالاعمده المجهريه الحرارية ويقاس عرضها بالميكرون - جزء من الألف من المليمتر.
وبفضل هذه الطريقه المبتكره في إعطاء الليزر على بقع مجزءه تبقى مناطق من الجلد التي لم يخترقها الليزر بين البقع التي تم علاجها بالفراكسل سليمة مما يؤدي الى عدم تكون جرح على الجلد بخلاف الليزر المقشر الذي يحدث جرح مشاهد يستمر لمدة اسبوع تقريباً لايستطيع المريض فيها الذهاب الى العمل او حضور المناسبات الإجتماعية كذلك يبقى هناك إحمرار على البشره لمدة أسابيع إلى شهور وذلك بحسب الحاله.
أما في تقنية الفراكسل فليس هناك جرح مشاهد والأحمرار الذي يحصل ويصاحبه قليل من الإنتفاخ يستمر فقط لمدة يومين إلى ثلاثة أيام يستطيع بعدها المريض الذهاب إلى عمله ومزاولة حياته بشكل عادي جداً.
ونظراً لكفاءة تقنية الفراكسل فقد حصلت على الاعتماد من هيئة الغذاء والدواء الأمريكيه fda .
ومما يميز هذا النوع من الليزربخلاف أنواع الليزر الأخرى مناسبته للبشرة الداكنه بشكل عام مع العلم انه في حالات نادره قد يحصل تصبغات لكنها مؤقته وتزول بكريمات التفتيح.
و يحتاج المريض إلى خمس أو ست جلسات علاجيه ليحصل على النتائج المطلوبه وتتراوح الفتره بين كل جلستين من ثلاثة إلى أربعة أسابيع كما أن المزيد من التحسن يستمر في الظهور لعدة شهور بعد إنتهاء اخر جلسه وذلك بسبب أثر الفراكسل طويل المدى على تجديد الكولاجين في طبقات الجلد الداخليه..

إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


اللشمانيا و آثارها


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc