قديم 2012-05-31, 14:48
رقم المشاركة : 1  
samirino
:: سوفت ماسي ::
افتراضي أطفال الجزائر سئموا تكاليف الحياة مبكّراً

أطفال الجزائر سئموا تكاليف الحياة مبكّراً

أطفال الجزائر سئموا تكاليف الحياة مبكّراً

2191 حالة انتحار و15 طفلاً أنهوا حياتهم في شهر واحد





أخذت ظاهرة الانتحار في المجتمع الجزائري منحنى خطيراً؛ إذ كشفت الأرقام الرسمية عن 2191 حالة انتحار في سنة 2011، "نجح" فيها أكثر من 300 شخص في إزهاق أرواحهم، مع تسجيل انتحار 15 طفلاً خلال شهر فقط منذ بداية السنة.

وفيما دقّ المختصون ناقوس الخطر لمواجهة الظاهرة التي زحفت لتقطف أيضاً أطفالاً لم يروا مصاعب الحياة بعد، لازال الرسميون يعتبرونها مجرد حدث طارئ على المجتمع الجزائري.

فوزير الشؤون الدينية الجزائري أبوعبدالله غلام الله دعا إلى التحرك لوقف "شبح" الانتحار الذي تفشّى بين الجزائريين، على هامش ندوة علمية حول "الانتحار وطرق علاجه في ضوء الإسلام"، في بحر الأسبوع الجاري، غير أنه ورغم الأرقام المرعبة المقدمة، رفض الاعتراف بتحول الانتحار إلى ظاهرة، مبدياً فقط مخاوفه من أن تكون كذلك، إذ لم تجد من يواجهها.

إلا أن الأمر لم يعد مقتصراً على الأفراد الذين قهرتهم ضغوط الحياة أو يعانون من اختلال نفسي، بل تعداها إلى أطفال سئموا تكاليف الحياة مبكراً، واختاروا إنهاء حياتهم بأساليب تراجيدية، حرقاً، شنقاً أو حتى بشرب مواد سامة.
حصاد عشرية الإرهاب


في شهر مارس الماضي فقط، الذي تزامن مع عطلة المدارس الربيعية، شهدت الجزائر انتحار 15 طفلاً، أنهى 3 منهم حياتهم شنقاً في ولاية تيزي وزو شرق العاصمة، والغريب أن ثلاثتهم يعيشون في نفس القرية وانتحروا في اليوم نفسه، آخذين معهم سرّهم إلى القبر. كما عمد آخرون في حوادث متتابعة إلى إنهاء حياتهم حرقاً داخل مؤسساتهم التعليمية وأمام زملائهم.

وفي قراءتها للظاهرة، قالت الأستاذة بجامعة الجزائر المختصة في علم الاجتماع، قطوش سامية، لـ"العربية نت": "يعيش المجتمع الجزائري فترة حرجة ومرحلة انتقالية لإعادة ترتيب الأمور واستعادة التوازن بعد فترة العنف التي عاشها في عشرية الإرهاب".

وأفادت المختصة بأن القاعدة في علم الاجتماع تؤكد أنه عندما تكون في أي مجتمع حالة عنف كبيرة، كالتي مرّت على الجزائر منذ سنوات، يتأثر الأفراد بذلك فتظهر النتائج على سلوكهم، ويتطلب تجاوز هذا الأمر سنوات.

أما عن ظاهرة انتحار الأطفال، التي لم تعد مجرد حوادث عرضية، حسب المختصة، فقد أكدت المتحدثة تداخل عدة عوامل تتقاسم مسؤولية انتهاج الأطفال للسلوك الانتحاري، تأتي في مقدمتها الأسرة، والمدرسة.

وقالت إن المجتمع يعيش حركة غير عادية منصبّة على تحصيل مستوى معيشي أفضل للأسرة، معلقة: "في خضم البحث عن الكماليات، أهملت الأسرة الجانب التربوي، فالأم تغيب لساعات دون أن تتحلى بوعي احتواء أبنائها، والأب يعوّض غيابه ويعبر عن حبه لأبنائه عن طريق وسائط أخرى كالهدايا".

كما أثارت نقطة غياب الحوار في المدرسة كما في البيت، والمرونة التي تسمح للطفل بالتفريغ، موضحة: "نحن نقمع الطفل والتلميذ عندما يحاول أن يعبر عن رأيه، في عملية قرصنة على تفكير وإبداعه، وهذا الكبت يسبب حالة استشعار بالظلم، فتكون ردّة فعله عنيفة للانتقام من الآخر، بجعله يعيش تأنيب الضمير بانتحاره".

الطفل توحد مع التقنية فانسلخ عن الواقع


ولأن أطفال هذا الجيل اكتشفوا وسائل الاتصال الحديثة في سن مبكرة، نبهت إلى تأثيرها السلبي على تنشئتهم الاجتماعية، قائلة: "الطفل يعيش حالة عزلة اجتماعية، فعندما يتوحّد في سن مبكرة مع التقنية فيما يسمى انطوائية الكمبيوتر، يعيش في عالم افتراضي بحت، ويفقد بذلك الاتصال الوجداني مع الأفراد".

وحذرت من تأثير ألعاب الكمبيوتر التي يعتبر العنف محركها الأساسي، فالطفل تعلم من خلالها أن يتقمص دور البطولة وأن يكون دائماً سيد الموقف، يقتل، ينتقم، وعندما لا يجد هذا في الواقع تكون ردة الفعل عنيفة.


عن العربية
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


أطفال الجزائر سئموا تكاليف الحياة مبكّراً


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 00:15
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc