قديم 2011-01-13, 03:22
رقم المشاركة : 1  
herosad
:: سوفت مبدع ::
بالقـرآن نحيـا

بالقـرآن نحيـا


عن أم المؤمنين
عائشة لما سُئلت رضى الله عنها عن خُلُق النبى صلى الله عليه
و سلم قالت :

((كان خُلُقه القرآن))[رواه مسلم].
من هذا نعلم أنَّ النبى صلى الله عليه و سلم كان يحيـا بالقـرآن،،
يعيش به و معه ،، استماعاً و تلاوةً و تدبراً و عِلْماً و عملاً .
فقد قال صلى الله عليه و سلم لأبى موسى الأشعرى رضى الله عنه :
((لو رأيتنى و أنا أستمع لقراءتك البارحة))[رواه مسلم] .
و عن ابن مسعودٍ رضى الله عنه قال : قال لى النبى صلى الله عليه و سلم:
((اقـرأ عَلَىَّ القـرآن))فقلتُ : يا رسـولَ الله، أقـرأُ عليك و عليك أُنزِل ؟ قال : ((إنِّى أحبُ أن أسمعه من غيرى)) فقرأتُ عليه سورةَ النساء حتى جئتُ إلى هذه الآية :(( فَكَيفَ إِذا جِئنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بشهيدٍ وَ جِئنا بِكَ عَلَى هَؤلاءِ شَهِيداً))قال :((حَسْبُكَ الآن))فالتَفتُّ إليه ، فإذا عيناه تذرفان .. [متفقٌ عليه].
إنه التأثر بالقـرآن و التدبر لمعانيه و حُسن الاستماع إليه .
فهَيَّا بنا -أخوانى واخواتي-بالقـرآن نحيـا.
فالقـرآن كلام الله تعالى، المُنَزَّل على عبده ورسوله محمدٍ صلى الله عليه و سلم،المُتَعَبَّد بتلاوته .
القـرآن
مُعجزة نبينا صلى الله عليه و سلم، فكُلُّ مَن يؤلف كتاباً يذكرُ فى بدايته اعتذاره عَمَّا يكونُ فيه من أخطاء إلا القـرآن فقد بدأ بالتحدى : ((ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فِيه)) [البقرة : 2] .
فقد تحدى الله تعالى به العرب ، فلم يستطيعوا أن يأتوا و لو بسورةٍ واحدةٍ و لا حتى بآية ، على الرغم من فصاحتهم و بلاغتهم و تمكنهم من اللغة ، و قد جاء القـرآن بلغتهم و لم يأتِ بلغةٍ أعجميةٍ لايعرفونها .

~ بالقـرآن نحيـا ~
كيف لا؟
و قد قال الله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَتلُونَ كِتَابَ اللهِ وَ أقَامُوا الصَّلاةَ وَ أنفَقُوا مِمَّا رَزقناهُم سِرَّاً وَعَلانيةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَن تَبُور * ليوفيهُم أجورَهُم وَ يَزِيدَهُم مِن فَضلِه إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُور)) [فاطر:29-30] . ونحنُ نرجوا هذه التجارةَ الرابحة .
~ بالقـرآن نحيـا ~
تَعَلُّمَاً و تعليماً و قراءة .
قال رسولُ الله صلى الله عليه و سلم: ((خيرُكم مَن تَعلَّمَ القـرآنَ و علَّمَه))[رواه البخارى] ،، و قال : ((الذى يقرأ القـرآنَ و هو ماهرٌ به مع السَّفَرة الكِرامِ البررة ، و الذى يقرأ القـرآنَ و يتتعتع فيه و هو عليه شَاقٌّ له أجـران))[متفقٌ عليه]. و السَّفَرَة : الملائكة .
~ بالقـرآن نحيـا ~
فالقرآن حياة القلوب ، و سببُ هِدايةٍ للحائرين ، و نبراسٌ يُنيرُلنا الطريق لنسير فى رَكْب الصالحين ، ساعين لرضا ربِّ العالمين سبحانه، و طامعين فى جنته .
((إِنَّ هَذا القُرءانَ يَهْدِى للتى هِىَ أقوم وَ يُبَشِّرُ المؤمنينَ الَّذِينَ يَعْمَلون الصالِحَاتِ أَنَّ لهم أجراً كبيراً)) [الإسراء : 9]
~ بالقـرآننحيـا
لماذا ؟
1-لأنَّ اللهَ يرفعُ بالقـرآن أقواماً عملوا به فى الدنيا ، و صدَّقـوا بأخباره ، و اتبعوا أوامـره ، و اجتنبوا نواهيه ، ثم يرفعهم به فى الآخرة بدخولهم الجنة . و نحنُ نطمح أن نكون من هؤلاء . يقول النبى صلى الله عليه و سلم: ((إنَّ الله يرفعُ بهذا الكتاب أقواماً ، و يضعُ به آخرين))[رواه مسلم] .
♦♦
2-القرآن يرفعُ درجاتِ العبد فى الجنة . عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضى الله عنهما - عن النبى صلى الله عليه و سلم قال :((يُقالُ لصاحب القرآن : اقرأ وارتقِ و رَتِّل كما كنتَ تُرتِّلُ فى الدنيا ، فإنَّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقـرؤها))[رواه أبو داود و الترمذى ، و قال : حديثٌ حَسَنٌ صحيح]. و نحن نحبُ أن نكون من أصحاب القـرآن الذين يرتقون فى دَرَج الجِنان حتى يصلون إلى أقصاها .
♦♦
3-القـرآن يشفع لأصحابه يوم القيامة ، و نحن بحاجةٍ لهذه الشفاعة .
قال صلى الله عليه و سلم: ((اقرءوا القـرآن ، فإنه يأتى يوم القيامة شفيعاً لأصحابه))[رواه مسلم].
♦♦
4-القـرآن وسيلة لزيادة الحسنات و مضاعفة الأجور . قال صلى الله عليه و سلم: ((مَن قرأ حرفاً مِن كتاب الله فله حَسَنة ، و الحسنة بعشر أمثالها ،لا أقول : الـم حرف ، و لكنْ : ألفٌ حرف ، و لامٌ حرف ، و ميمٌ حرف))[رواه الترمذى و قال : حديثٌ حَسَنٌ صحيح] .
♦♦
5-القـرآن شِفاءٌ للمؤمنين و رحمةٌ لهم . يقول الله سبحانه و تعالى: ((وَ نُنَزِّلُ مِن القُرءَان مَاهُوَ شِفَاءٌ وَ رَحْمَةٌ للمُؤْمِنِينَ)) [الإسراء : 82]، و يقول سبحانه: ((قُل هُوَ للذين ءَامَنُوا هُدَىً وَ شِفَاءٌ)) [فصلت : 44] .
♦♦
6-القـرآن وسيلة للثبات على دين الله،مَن تمسك به عصمه الله، ومَن اتَّبعه أنجاه . يقول الله سبحانه : (( وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَولانُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَ رَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)) [الفرقان : 32] .
♦♦
7-القـرآن وسيلةٌ للصلة بين العبد ورَبِّه، فإذا أراد العبدُ أنْ يُكَلِّمَه رَبُّه فليقرأ القـرآن .
♦♦
8-بقراءة القـرآن يَقوى إيمانُ العبد ، و تزداد ثِقتُه برَبِّه و بموعوده ، فيطمئنُ قلبه و يرتاح باله . ((إِنَّمَا المُؤْمِنونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَت قُلُوبُهُم وَ إِذا تُلِيَت عَلَيْهِم ءَاياتُه زَادَتهُم إِيمَانًا وَ عَلَى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُون )) [الأنفال : 2] .
♦♦
9-أنَّ صاحبَ القـرآن مُقَدَّمٌ على غيره ، يقول النبى صلى الله عليه و سلم: ((يَؤمُ القومَ أقرؤهم لكتاب الله ... )) الحديث .[ رواه مسلم ] ، هذا فى الصلاة .. و عن جابر بن عبدالله- رضى الله عنه - أنَّ النبى صلى الله عليه و سلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أُحُدٍ ثم يقول :((أيهما أكثرُ أخذاً للقرآن))فإنْ أُشير إلى أحدهما قَدَّمه فى اللحد .[رواه البخارى] .
♦♦
10-لأنَّ تعلم القـرآن و حفظه لا يعود بالنفع فقط على صاحبه ، بل ينفع والديه أيضاً فى الآخرة ، فهما السبب غالباً فى تعلمه للقـرآن بعـد الله سبحانه و تعالى. قال صلى الله عليه و سلم: ((مَن قـرأ القـرآن و تعلَّمه و عمل به أُلبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ، ضوؤه مِثل ضوء الشمس ، و يُكسى والداه حُلَّتين لا يقومُ لهما الدنيا ، فيقولان : بِمَ كُسينا هذه ؟ فيُقال : بأخذ ولدكما القرآن)) [رواه الحاكم ] .
♦♦
11-الاجتماع على تلاوة القـرآن و تعلُّمِه - ‹‹ كما فى حلقات تحفيظ القـرآن الكريم فى المساجد ›› - يكونُ سبباً فى تنزل السكينة و الرحمة و حضور الملائكة لاستماع الذكـر ، و سبب اًلذكرالله تعالى لهم فى الملأ الأعلى . هذا ما أخبر به رسولُ الله صلى الله عليه و سلم فى قوله :(( ... و ما اجتمع قومٌ فى بيتٍ من بيوت الله يتلون كتابَ الله ، و يتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السَّكينة ، و غشيتهم الرحمة ، و حَفَّتهم الملائكة ، و ذكرهم الله فيمَن عنده )) [ رواه مسلم] .
~ بالقـرآن نحيـا ~
طوال العام ، و خاصةً فى شهر رمضان ،((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذى أُنزِلَ فِيه القُرءَانُ هُدَىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِن الهُدَى وَ الفُرْقَان)) [البقرة : 185]،، و(( كان جِبريلُ يَلْقَى النبىَّ صلى الله عليه و سلم فى كُلِّ ليلة مِن رمضان ، فيُدارسه القرآن))[رواه البخارى] .
و قد كان هذا حالَ سَلَفِنا الصالح مع القـرآن الكريم،، يحرصون على حِفظه و تلاوته . و يتركون مجالسَ العلم و يتفرغون لتلاوة القـرآن الكريم فى شهر رمضان . فهذا الإمامُ الشافعى رحمه الله، كا نيختم القـرآن ستين خَتْمَةً فى غير الصلاة .. و كا نقَتَادَة يختم فى كل سبعٍ دائماً ، و فى رمضان فى كل ثلاث ، و فى العشر الأواخر فى كل ليلة .. و كان الشيخ محمد بن صالح العُثَيْمين رحمه الله يختم القـرآن فى رمضان كل ثلاث ليالٍ ، و فى العشر الأواخر كل ليلتين ...
فلنحرص - اخوتي واخواتي - على كتاب رَبِّنا،، و لنُقبِل على تلاوته ولنقتدى بنبينا صلى الله عليه و سلم و بسَلَفِنا الصالح فى تفرغهم لقراءة القـرآن فى شهر رمضان.
و إذا أقبلنا على تلاوته فإننا نُعَدِّد النوايا ، فلا نقتصر على نيةٍ واحدة و هى نية التلاوة فقط ،، فننوى بتلاوته :

1-تحقيق رضا الله سبحانه و تعالى عَنَّا بتلاوة كلامه ، و التقرُّب إليه بذلك.
♦♦
2-استجابةً لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم القائل :((اقرءوا القرآن ، فإنه يأتى يوم القيامة شفيعاً لأصحابه))[رواه مسلم] .
♦♦
3-لمعرفة أحكامالله سبحانه و تعالىللعمل بها ، ومعرفة أوامره لاتباعها ، و معرفة نواهيه لاجتنابها .
♦♦
4-تَدَبُّر معانيه ، و حصول الخشوع ، و ترقيق القلب .


التعديل الأخير تم بواسطة herosad ; 2011-01-13 الساعة 03:52.
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


بالقـرآن نحيـا


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 21:33
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc