بعد الفـــراق .. لقـاء كنت يوماً نبضاً عاث في صدري احتويته بين ضلوعي و أطبقت عليه جفوني نبضاً أعاد لي ثانية دبيب الحياة نشدت فيه دفء الوجود بعدما مالت للركود استقى قلبي منه صباه فوثب فرحاً و علا مداه
قد كنت ادمنت وجودك و تأقلمت مع ألمك حتي بت انتظره ما كان يؤرقني إلا خوفي من فقدك حتي صار الحلم حقيقة تنهش في الوجدان
تيبست خطواتي أمام أبواب الانتظار و بت مسرحاً لهواجس الأفكار حتى انتشلتني أنياب الحاضر على مشهد الدماء و أوجاع النداء
قد كان الاستئصال موجع و الجرح أصعب من أن يلتئم و كنت أنا القاتل و المقتول
فخيرٌ لك انفصامك عنيّ كي تحيي لأجلي فلكل أجل كتاب و قد حان أجلي
أعلم كم تشبثت بي كم كان الفراق مضن كم كانت أوجاعك مزمنة و عيونك باكية كم ارتعشت أناملي حين تحسست موضعاً كنت فيه منذ لحظات كيف أن الجرح لم يبرئ بعد و مازال ينزف مع كل وجد يستنزف ومض الأذهان و يموج بالأحزان
كم صار الكون خواءاً بدونك قد تنسينني يوماً لكنني لن أنساك ستبقى أقلام الذكريات مبللة بصادق الأماني و ارتعاش الرجاء
لا تحزني لفقدي فكل الأجساد ستفنى لكن الأرواح ستبقى في حالتها الأبدية كل الأجساد ستبلى و لن تبقى إلا الذكرى حية
سأسأل و أُسأل عنك كيف أضعتك و تخليت عنك في يوم من الأيام سنلتقي في حياة أخرى و مكان آخر زمان لا توجد فيه أزمان لا دقائق و لا ثوان
لذا منية قلبي الذبيح وداعاً .. و روحي تقطر حزناً وداعاً.. و شوقي يغلب صمتي وداعاً.. فلنا بعد الفراق .. لقاء