أزمة منطقة القبائل بالجزائر تتفاعل رغم مرور 12 عاماً
الحكومة أقرت بعد احتجاجات 2001 ترسيم الأمازيغية كلغة وطنية
تعد أزمة منطقة القبائل عام 2001 إحدى أخطر الأزمات التي واجهت الجزائر في السنوات الأخيرة، وهي لا تزال تتفاعل سياسياً رغم حلها أمنياً آنذاك.
فبعد سنتين من وصول الرئيس بوتفليقة لسدة الحكم في البلاد، تسبب مقتل شاب أمازيغي على يد رجال الدرك في منطقة القبائل (شرق الجزائر) في أكبر احتجاجات عاشتها المنطقة على الإطلاق، حيث خرج عشرات آلاف المتظاهرين مطالبين باعتذار من الدولة.
وانتهت الأزمة بترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية في الجزائر، غير أن الإجراء لم يجتث الأزمة من جذورها وهي لا تزال تتفاعل حتى الآن.
واعتبر رئيس الوزراء السابق، عبدالعزيز بلخادم، أنه بهذا الاعتراف حلّ الإشكال. ومن جانبه، أكد سعد عبدالله جاب الله، رئيس حركة التنمية والعدالة، أن سكان منطقة القبائل "أصحاب الامتياز الأول" في مؤسسات الدولة الجزائرية وقطاعاتها المختلفة.
أما محسن بلعباس، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، فقال إن العدالة لم تقم حتى الآن بعملها في هذا الملف، مؤكداً أن اللغة الأمازيغية لم ترسم حتى الآن فعلياً.
كما أوضح زروقي عمر، أحد ممثلي منطقة تيزي وزو، الذين حاوروا الحكومة آنذاك في 2001، أنه انسحب من المفاوضات بعد أن اختزلت الحكومة كل مطالب المنطقة في الجانب المادي دون الاعتذار عما جرى في تلك الاحتجاجات.
وشدد على أن الدولة لم تعترف بقتل الدرك لشبان من المنطقة، واصفاً ما حدث في العروش خلال 2001 بـ"إرهاب دولة" وبـ"الربيع الأسود" للمنطقة وللجزائر.
وعادت التظاهرات قبل أشهر قليلة إلى منطقة القبائل، في ذكرى "الربيع الأمازيغي في الجزائر"، حيث خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع مرددين الشعارات نفسها، ومن ضمنها شعار: "صححوا التاريخ. الجزائر ليست عربية وإنما أمازيغية"