سوشيال ميديا: ابعدوا الصغار عن الآيباد والكومبيوتر
عالم التكنولوجيا لم يعد حكرا على احد، لا الصغار ولا الكبار يستغنون عن جهاز الكومبيوتر والهاتف الذكي والتابلت. اصبح التابلت او آيباد كما يحلو للصغار تسميته على رأس قائمة الهدايا الاكثر طلبا بين الاولاد.
هذا الامر ادركته بعض المستشفيات الامريكية حيث بدأ بعض الاطباء باستخدام الآيباد لتخفيف القلق لدى الاطفال قبيل اجراء العمليات الجراحية. حيث يؤدي الى إنشغال الاولاد وتهدئة اعصابهم وصرف نظرهم عن الابر. ويعتبرونه وسيلة فعالة اكثر من مشاهدة التلفزيون، لان الولد يتفاعل مع التطبيقات على آيباد.
كما يستخدم بعض الاطباء تطبيقا على الآيباد يطلق عليه اسم فري كاندل حيث المطلوب النفخ لإطفاء الشمعة وبالتالي يستطيع الاطباء فحص أداء الرئة.
لكن هل هناك سن محدد ينصح فيه بعدم استخدام الاولاد لمثل هذه التقنية؟ وهل تلحق بالاولاد ضررا جسديا او نفسيا؟
تؤثر على نمو الدماغ
الجواب هو نعم، وفقا للطبيب النفسي الالماني مانفريد سبيتزر والذي اعتبر ان هذه الاجهزة يجب ان ترفق بتنبيه الى انها غير مناسبة وتؤثر على دماغ الاولاد الذي مازال في طور النمو، مع ارتفاع مخاطر الادمان وسوء الأداء الدراسي.
وعن الآراء التي تعتبر ان اجهزة الكومبيوتر ذات اهمية حاسمة في المجتمع الحديث، ومن الضروري ان يتمكن الاولاد في سن مبكرة بالتعرف على هذه التقنية ويجب اعتمادها في المدارس ايضا.
قال سبيتزر السيارات لا غنى عنها ايضا في مجتمعنا الحديث، ولكن لا نسمح للاولاد باستخدامها وعليهم الانتظار حتى بلوغهم سن 18. لماذا؟ لاننا نعرف المخاطر المترافقة مع استخدام السيارات وخصوصا إذا كانت في ايدي الاولاد. ومع اجهزة الكومبيوتر الامر لا يختلف ايضا.
ادخال الآيباد الى نظام التعليم المدرسي
حديث سبيتزر سبقه نقاشات حادة في هولندا، وخاصة حول استخدام الاولاد للآيباد في عدد من المدارس الهولندية الابتدائية والتي تطلق على نفسها اسم مدراس ستيف جوبس Steve Jobs والتي تعتبر التابلت أداة هامة لتعليم الاولاد.
وستبدأ هذه المدارس مع بدء العام الدراسي المقبل اتباع اسلوب جديد في التعليم حيث سيحصل الاولاد اعتبارا من عمر 4 سنوات على جهاز آيباد في الصف. سيتحول المعلم او المعلمة الى مدرب يتابع سير تعلم الاولاد عن طريق الآيباد، عوضا عن اعطاء الدرس في الصف.
الامر الذي اعتبره سبيتزر بمثابة "التعدي على الاولاد..إذ ان اجهزة الكومبيوتر تحفز بطريقة سطحية على التعلم...وهناك دراسات جيدة اجريت مؤخرا وجاءت نتائجها مثيرة للقلق الشديد. الاطفال يتعلمون بطريقة سطحية وإن الاستعانة بالذاكرة بشكل اقل يؤدي الى أداء سيء".
ترحيب واستخفاف
انقسمت الآراء حول ما طرحه سبيتزر بين مؤيد ومعارض، وعلى صفحة دي فولكس كرانت على الفيسبوك علق احدهم بالقول:
"سبيتزر محق تماما....اسمحوا لاولادكم ان يلعبوا بشكل طبيعي وليس خلف شاشة صغيرة...مع الوقت سيصابون بمرض التوحد.. وفي غضون سنوات سيصابون بنوع من الجنون وعدم القدرة على اقامة العلاقات الطبيعية مع باقي الناس...ويتحولون الى "تريستان فان دير" (شاب هولندي صغير قام باطلاق النار عشوائيا على الناس في مجمع تجاري في هولندا).
فرد عليه معلق بالقول "تريستان لم يكن لديه آيباد في صغره ولم يكن مصابا بمرض التوحد...لذلك من الافضل عدم التسرع باطلاق الاحكام والانتظار...إذ ليس هناك من دراسة متكاملة بعد حول تأثير التقنية الحديثة او الآيباد على الاولاد بشكل ايجابي او سلبي وما يطلقه سبيتزر لا يعدو كونه رأي ولا نستطيع ان نبني عليه الكثير".....
"من قال ان الاولاد الذين لديهم آيباد لا يخرجون الى ضوء الشمس او يلعبون في الخارج؟...هذا هراء، إذ كل شيء جديد يندهش فيه المرء وبعد ذلك يصبح شيئا عاديا...لا تحملوا الامور اكثر مما يجب..".
فات الآوان
على موقع تويتر دار نقاش ايضا حول دور الاهل في تربية اولادهم حيث اصبح الاهل في موقع اضعف امام طلبات الاولاد. وحمل عدد من التغريدات النقد الشديد للاهل الذين يمشون مع كل صرعة جديدة ويلبون رغبات الاولاد من دون النظر الى ما قد يترتب من تبعات على اولادهم.
" ان ما يحصل جريمة بحق الاولاد حيث يجلس الناس في قاعة مكتظة احيانا وكل منشغل بجهاز بيده ولا يعير ألاخرين اي اهتمام ....والامر نفسه يحصل في المنزل كل منشغل خلف جهاز لوحده...صحيح ان هذا يخفف المشاكل العائلية ولكنه مع الوقت يفكك ارتباطها ايضا"...
"الامر سوف يؤدي مستقبلا الى عزلة اجتماعية رهيبة"...."دعوا الاولاد يلعبون مع بعضهم البعض في الخارج..في الهواء الطلق...دعوهم يمرنون ادمغتهم بجداول الضرب بدلا من استخدام الآلة الحاسبة...الدماغ مثل العضلات يحتاج الى تمرين"...."كلنا نعلم ان هذه التقنية اصبحت ضرورية في حياتنا اليومية ولا ضير من تنظيم استخدامنا لها، كي لا ترتد سلبا علينا وعلى الاجيال الصاعدة..."...
2013-06-22, 22:34
ابعدوا الصغار عن الآيباد والكومبيوتر
