قديم 2013-06-26, 12:15
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية يونس
يونس
:: سوفت ماسي ::
  • Algeria
فتاوى ‬الجهاد ‬الأكبر!‬ -جمال لعلامي-

فتاوى ‬الجهاد ‬الأكبر!‬ -جمال لعلامي-

بعض ‬العلماء ‬والمشايخ ‬العرب ‬والمسلمين -‬دون ‬أن ‬نذكرهم ‬بالإسم- ‬لأن ‬لحمهم ‬مسموم ‬مثلما ‬يُقال، ‬يفتون ‬بجواز "‬الجهاد" ‬في ‬سوريا‬العربية ‬المسلمة، ‬فصدّقوا ‬أو ‬لا‬تصدّقوا!‬
من يُجاهد من؟ ومن يستبيح دم من؟ وهل وصل الهوان بالأمة العربية إلى "جهاد" علمائها في ما بينهم؟ ولكم أن تتصوّروا مظهر أحد المشايخ الأجلاء، وهو يُفتي بـ"الجهاد" في سوريا، قبل أن تتناقل الوكالات أن صاحب الفتوى طار إلى عاصمة الضباب لقضاء عطلة الصيف وسط الحسناوات، ‬فلا ‬حول ‬ولا ‬قوة ‬إلاّ ‬بالله ‬العليّ ‬العظيم!‬
الآن فقط يحقّ لإسرائيل وأمريكا وكلّ الغرب أن ينام قرير العينين، مطمئنا على ماضيه ومستقبله، فعلماء الأمة العربية والإسلامية، يفتون بالجهاد في الأراضي العربية التي حرّرها صلاح الدين الأيوبي من الفرنجة، الفاتح الذي قال ذات يوم عندما شعر بالخديعة: سمعتي أغلى من ‬حياتي!‬
علماؤنا ومشايخنا لا يفتون بالجهاد في إسرائيل، ولا بمقاطعة إسرائيل سياسيا واقتصاديا ورياضيا، ولا يقفون مع القضية الفلسطينية، ظالمة أو مظلومة، ولا يفتون بالأنظمة "الديكتاتورية" عندما يكونون يأكلون في غلتها، ولكنهم يسبون ملتها عندما تسقط أو تكاد تسقط!
هؤلاء العلماء -وحاشا العلماء- تركونا خلال سنوات الجمر و"المأساة الوطنية" ندفع الثمن بالدم والنفس والنفيس، ولم يخرج منهم عالم رشيد يُفتي ببطلان قطع الرؤوس واستباحة الدماء والأعراض وترويع الآمنين، وكان ذلك باسم "جهاد" نفذه إرهابيون لا دين ولا ملّة لهم!
"‬الجهاد" ‬هو ‬الذي ‬استباح ‬دم ‬عالم ‬من ‬علماء ‬الأمة، ‬من ‬وزن ‬الشيخ ‬سعيد ‬رمضان ‬البوطي، ‬و"‬الجهاد" ‬هو ‬الذي ‬يُطيل ‬الاقتتال ‬بين ‬الأشقاء ‬الفرقاء ‬في ‬سوريا ‬الجريحة ‬والمجروحة ‬لفتاوى ‬هؤلاء ‬وأولئك!‬
العرب والمسلمون، وسوريا، جزء من هذه الأمة المرعوبة والمسلوبة و"المحلوبة" والمعطوبة، في حاجة إلى جهاد يُعيد لها الاعتبار ويرد لها كبرياءها وكرامتها ووحدتها وهيبتها وسمعتها التي ضاعت برحيل صنـّاع الملاحم والبطولات ومُخرجي الفتاوى التي لا تركب الفتنة!
..وامصيبتاه، على أمة انخرط فيلق من علمائها في "فتوى" التكسير و"التبوير" والتفكيك وضرب أركان الأمة بالموالاة والتبعية والخرف والهرج والتهريج، وحاشا العلماء والمشايخ، فنحن لا نملك حقّ انتقادهم وطاقة تقييمهم، لكننا نشخـّص الداء من زاويته السياسية المفضوحة!
نحن بحاجة ماسة إلى علماء "يكفرون" التكفيريين، ويفتون بجهاد النفس العربية والإسلامية الأمارة بالسوء، وقتل التفكير في الفتنة النائمة، لعن الله من أيقظها، ونحن جميعا بحاجة إلى مشايخ يُجاهدون خرفهم وتخريفهم والبذرة السياسية المتسللة إلى دواخلهم بما يجعلهم تابعين ‬وليسوا ‬متبوعين!‬
ليس غريبا لو دعا بعض المتهوّرين والغضبانين إلى الإسراع في "الحجر" على بعض العلماء ممّن بلغ بهم السنّ عتيّا، ومنهم من ضيّع بوصلة الاتجاهات فأضحى يضرب خبط عشواء، ولذلك تتصاعد فتاوى تحليل انتحار الأمة وضرب "رجالها الواقفون" وتقويض البقية الباقية من المواقف والمبادئ ‬التي ‬مازالت ‬شوكة ‬في ‬حلق "‬أصدقاء ‬وحلفاء" ‬علماء.. ‬شعراء ‬بلاط ‬النظام ‬العالمي ‬الجديد!
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


فتاوى ‬الجهاد ‬الأكبر!‬ -جمال لعلامي-


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:45
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc