الظاهر أن الرئيس المصري محمد مرسي كسب متعاطفين في الجزائر أكثر من مصر. ربما لأن الجزائريين حولوا الندية القائمة بينهم وبين المصريين في مجال كرة القدم إلى السياسة. وعليه، فهم يناصرون مرسي اعتقادا منهم أنه يلعب ضد الأهلي والزمالك ومنتخب الفراعنة... لذلك المصريون يتظاهرون ضده، ووجب على الجزائريين آليا أن يقفوا معه.
والمصيبة أن وضع مرسي الحالي لا يبشر بالخير إذا لعب “الخضر” في مواجهة الفراعنة بمناسبة مباراة السد المؤهلة لكأس العالم. أولا، لأنه من الصعب عليه ضمان أمن المنتخب الوطني وأي منتخب آخر يحل بالقاهرة، ليس بسبب أنصار المنتخب المصري ولا بسبب المعارضة السياسية... بل لأن مصالح الأمن هناك تجاوزتها الأحداث ولم يعد بمقدورها التمييز بين المواطن الصالح الذي يجب حمايته ومنحه حرياته الفردية، والمواطن المنحرف الذي يهدد أمن غيره وأمن ضيوف مصر والذي يجب توقيفه حتى يستعيد هذا البلد الذي يعيش أصلا من السياحة، الراحة والاطمئنان.
وإذا زدنا إلى تدهور الوضع الأمني هناك، شوفينية الجزائريين تجاه صورة يفترض أن يتجاوزوها تجاه الشعوب العربية التي عرفت ثورات ضد حكامها، فهذا قد يعمق الأزمة بين أنصار “الخضر” وأنصار “الفراعنة” مثلما تعمقت منذ فترة بينهم وبين أنصار المنتخب الليبي وأدى إلى انسحاب الجزائر من كأس إفريقيا للمحليين.
وتضاف هذه الوضعية إلى الخسائر الجانبية لتأخر عملية التغيير عندنا، بل وإيهام الجزائريين بأن المستقبل هو في الاستمرارية على حالنا. وبالتالي لم يعد الجزائريون برمجة عقولهم لتكييفها مع التطورات الحاصلة حولهم. وهذا ما يسمى السير عكس اتجاه التاريخ، مع أن الجزائر تعودت على السير دائما في نفس اتجاه التاريخ مهما كانت القوة التي تحاول منعهم من ذلك.
فليسرع حكامنا إذن لإعادة إلحاقنا بالتاريخ والذهنية الجديدة السائدة عند جيراننا... وذلك لا يعني عودتنا إلى سنوات الدم والدمار.
2013-07-04, 17:44
