قديم 2013-07-14, 10:13
رقم المشاركة : 1  
samirino
:: سوفت ماسي ::
افتراضي الانحدار الإعلامي يُهدد مستقبل الكرة المصرية..!

الانحدار الإعلامي يُهدد مستقبل الكرة المصرية..!

الانحدار الإعلامي يُهدد مستقبل الكرة المصرية..!

انتهاك حرمانية كرة أم الدنيا يتم بغباء منظم !!





لم تكن الحالة المضطربة التي وصلت إليها الكرة المصرية وآلت مؤخراً إلى إلغاء الدوري المصري وغموض مصير الكرة بشكل عام هي نتاج لتخبط إداري من قبل القائمين على الكرة المصرية فقط ، بل أن الإعلام الرياضي المصري يتحمل جزءً كبيراً من هذا الانهيار الوشيك لكرة البلاد التي طالما ارتبط اسمها بالألقاب والإنجازات الكروية الأفريقية والعربية وأحيانا العالمية .

فمنذ قيام الثورة المصرية في يناير من عام 2011 الماضي وأخذ الإعلام الرياضي المصري مساراً مختلفاً عما اعتاده قبل ذلك التاريخ ، وبدأت السياسة تأخذ حيزاً كبيراً من البرامج الرياضية ولم يخجل الإعلاميون من الإعلان عن توجهاتهم السياسية على الملأ بشكل خرج تماماً عن نطاق المهنية والشرف الإعلامي بل وخرج حتى عن مسمى برامجهم الرياضية .

بكل تأكيد هناك بعض من الإعلاميين الذين استطاعوا الحفاظ على هويتهم الرياضية ورفضوا الانسياق وراء تلك الموجة السياسية والتزموا بمباديء المهنة احتراماً لأنفسهم ولمشاهديهم ، لكن وبالواقعية التامة فهؤلاء مثلوا نسبة ضئيلة من حجم الإعلام الرياضي الذي بدى على إثر ذلك وكأنه يُقدم مزيجاً سياسياً رياضياً بتوجهات معينة تجاهلت كل أعراف الحيادية التي نصت عليها مباديء تلك المهنة السامية .

هؤلاء ونتيجة لجهلهم بقواعد ومباديء المهنة وكون الصدفة خدمة الكثيرين منهم في أن يصلوا إلى ما هم عليه الآن من مكانة مرموقة بين الوسط الرياضي المصري مثلوا سبباً رئيسياً في الانهيار الذي باتت على أعتابه كرة أم الدنيا ، بعدما رسخوا مباديء ليس لها علاقة بالإعلام مطلقاً لدى بعض الشباب الإعلامي الصاعد على المستويين المرئي والمقروء ولدى الجماهير أيضاً ، ما جعل الأمر بمثابة الخطر الذي يُنذر بكارثة حقيقية ستنال قريباً من الكرة المصرية .

فقلما عزيزي القاريء أن تجد من بين أساطير الإعلام المصري الزائفة من امهتن المهنة عن دراسة حقيقية ، وهو سبب كافي لأن يُوضح لك ما وصل إليه حال الإعلام الرياضي المصري الآن ، فمعظم الإعلاميين بالوسط الرياضي المصري الآن يعولون كثيراً على سيرهم الذاتية كلاعبين سابقين لقطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك أو غيرهما من أجل الوصول إلى بيوت المشاهدين عبر قنوات لا يهتم أصحابها كثيراً بما سيتم تقديمه من مضمون عبرها بقدر اهتمامهم بما سيجمعوه من مكاسب من وراءها .

ومن الحجج والإدعاءات التي رسخها هؤلاء الإعلاميون كمباديء ومداخيل للتعمق في السياسة وتوجيه المشاهدين نحو وجهة نظرهم في هذا الصدد أن ظروف البلاد تتطلب منهم أن يتماشوا معها ، وأنه من غير المعقول أن تكون البلاد غارقة في السياسة وهم في واد آخر ، وبطبيعة الحال فهذه مفاهيم مغلوطة تماماً ، فلم تكن أبداً كرة القدم لصيقة يوما ما بالسياسة مهما كانت الظروف المحيطة بأجوائها ، ولم نر يوماً الإعلام الرياضي في مختلف البلدان العربية التي تعيش حالات مماثلة لمصر على المستوى السياسي على غرار تونس ولبنان والعراق وليبيا وغيرها يُفعل بها هذا الخلط الغريب ، ولم يحث الفيفا أحداً من قبل على اقتران السياسة بالرياضة من أجل التماشي مع الأجواء المحيطة بها بل أن شعاره يطالب الجميع دائماً بالابتعاد عن أي أجواء سياسية قد تجعل من الكرة التي طالما كان لها أدوار بارزة في توحيد الشعوب سبباً للتفرقة .

هؤلاء الإعلاميون الذين فلسفوا مناهجاً خاصة بهم وحاولوا تلقينها للمتلقيين وإقناعهم بضرورتها لم يدركوا للحظات أنهم كانوا وسيكونون أحد أسباب انهيار الوسيلة الوحيدة التي تمكنت ذات يوم من توحيد المصريين في أسوأ الظروف بل ومازالت بإمكانها كونها دائماً كانت في ركن بعيد تماماً عن شوائب سياسية أو طائفية ، وذلك من خلال تكريس حالة التفرقة والانقسام التي تعاني منه مصر الآن سياسياً عبر الوسيلة الوحيدة القادرة على تضميد تلك الجراح خاصةً وأن جمهور كرة القدم هو جمهور يُمثل كل الطوائف والفئات السياسية والدينية .

ولم تتوقف الجرائم غير المهنية للإعلاميين المقصودين عند هذا الحد بل أنهم راحوا يفرقون بين لاعبي كرة القدم ويقسمونهم حسب توجهاتهم ليزيدوا من الطين بلة بكل سذاجة وعدم مسئوولية ليتشفوا في من يكرهونه من الأحزاب السياسية عن طريق الممثلين لها من لاعبي كرة القدم .

تلك الحالة التي استمرت منذ ثورة يناير الماضية ومازالت حتى الآن تُمارس من هؤلاء لم تجد حتى الآن من يتفطن لها من القائمين على الرياضة ، ويقف أمامها بحزم وقوة لإيقاف المهازل التي يمكن أن تتسبب في سرطنة الكرة المصرية والقضاء على وسيلة بإمكانها دون غيرها توحيد شعباً ربما يظل منقسماً لسنوات وسنوات .

نهايةً : بات الإعلام الرياضي المصري في حاجة ماسة إلى استئصال الورم الخبيث الذي انتشر بين قواعده ، وبات في حاجة أيضاً إلى ثورة حتمية لتغيير الوجوه وتصحيح المسار من أجل كرة قدم نظيفة !



goal
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


الانحدار الإعلامي يُهدد مستقبل الكرة المصرية..!


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 14:24
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc