انتقادات حادة لتعريض الضحايا من المواطنين للاستفزاز والتخويف
برامج الكاميرا الخفية تثير جدلاً بالمغرب
يتجدّد الجدل كل عام في رمضان حول برنامج "الكاميرا الخفية" الذي تبثه القنوات التلفزيونية المغربية، الأولى والثانية وقناة "ميدي واحد"، حيث لا تكاد تخلو حلقات "الكاميرا الخفية" من الأسباب التي تجعل منها مادة دسمة لمختلف التعليقات والانتقادات الحادة أحياناً.
وفيما أشاد البعض بالتقنيات الجديدة المستحدثة في برنامج "الكاميرا الخفية" بالقنوات المغربية، فإن الكثيرين انتقدوا طريقة حبكة قصة الحلقات، والمبالغة في "إفزاع" ضحايا المقالب الطريفة، فضلاً عن بث حلقات تَبيَّن أنها "مفبركة"، وبعلم مُسبق من المشاركين فيها. الأبطال "نجوم" والضحايا مواطنون
وتقدم القناة الأولى برنامجاً للكاميرا الخفية بعنوان "الكاميرا دارتها بيا"، بفكرة مفادها قلب الأدوار المعتادة، حيث لا يكون الفنان النجم كالعادة ضحيتها، بل إن "نجوم" الكوميديا يتقمصون أدواراً جديدة أحياناً تستفز ضحاياهم، وأحياناً يغلب الطابع الكوميدي على المواقف".
وبدورها تقدم القناة الثانية "دوزيم" رمضان هذه السنة برنامج الكاميرا الخفية تحت اسم "جار ومجرور"، حيث يكون الفنان هو الضحية بمقلب يشارك فيه زميله في المهنة، وهو البرنامج الذي نال أخيراً انتقادات عارمة بسبب ما أثير حول كون بعض الحلقات "مفبركة" وتمثيلية، وليست كاميرا خفية حقيقية.
وظهرت الحلقة التي وقع في فخها الممثل إدريس الروخ لكثير من المشاهدين بأنها تعرضت للتلاعب، حيث كانت بعض المشاهد تبرز أن ما تم بثه ليس سوى تمثيلاً ممنتجاً، وذلك من خلال رصد الكثير من الأخطاء التقنية التي تم كشفها عبر فيديو بُث لاحقاً على يوتيوب.
وتقدم قناة "ميدي واحد تي في" أيضاً برنامج الكاميرا الخفية "واقيلا هوا"، يُخضِع فيه الممثل "النجم" أناساً عاديين لمقالب طريفة وأحياناً "مخيفة"، مثلما حدث في حلقة تقمصت فيها الفنانة إلهام واعزيز، دور صاحبة منزل ترغب في بيعه لفائدة زبونة، فظهرت كأنها مصابة بمسٍّ جني، الشيء الذي خلق جواً من الفزع بين ضحايا هذا المقلب. تخويف واستفزاز
وقال الدكتور محجوب بن سعيد، الخبير في الاتصال، لـ"العربية نت"، إن القنوات المغربية باتت تحرص على إنتاج برنامج الكاميرا الخفية فقط بمناسبة رمضان، غير أن هذا المنتج المحلي تعتريه نواقص كثيرة على مستوى الشكل والمضمون.
وأضاف بن سعيد: "إذا كانت برامج الكاميرا الخفية في القنوات العالمية تعتمد على فكرة بسيطة، فيها لمسة إبداعية غير مكلفة مادياً وتقنياً، وغير مستفزة للمشاهد من حيث مواضيعها، وغير مسيئة للمشاركين فيها، فإن ذلك يختلف كثيراً فيما تبثه القنوات المغربية من برامج تهدف إلى الترفيه، ولكنها تتحول إلى التخويف والاستفزاز".
وأشار إلى أن حلقات "الكاميرا الخفية" المغربية تضع المشاركين في مواقف لا يحسدون عليها، تجعلهم يعانون من اضطرابات سلوكية فظيعة في لحظة يعتقدون فيها أن الأمر واقعي، بينما هو مقلب لم يراعِ الوضعية الصحية لضحية المقلب، وقدرته على تحمل مفاجآت لا علاقة لها بالفرجة والترفيه.
وأوضح أنه من جهة أخرى فإن الكاميرا الخفية تكشف جوانب كثيرة من نقائص الشخصية لدى من وقعوا فريسة لمقالبها، حيث يبرز العنف وردود الفعل المتشنجة، وانعدام برودة الأعصاب في التعامل مع مواقف حرجة.
2013-07-16, 19:21
المغاربة يهاجمون "الكاميرا الخفية" ويعتبرونها "مفبركة"
