من المؤسف أن نرى واحداً من كبار الأندية الأوروبية يعاني بشدة في السنوات القليلة الماضية فتتوالي الأكاذيب و "نفاق النفس" في المدفعجية الذي مايزال يبحث عن ذاته و استعادة توازنه في إنجلترا و أوروبا.. فربما اعتياده على الألقاب في السابق محلياً يدفعه للتفكير في حصد أولى التتويجات أوروبياً لكن لا هذا و هذاك تحقق مع الجيل الجديد الذي خلف روبيرت بيريس، باتريك فييرا و تيري هنري..
المشكل ربما يكمن في عناد المدير الفني أرسن فينجر و إصراره على تصعيد و استقدام اللاعبين الناشئين و هذا ما دفع الكثير من المحللين و الخبراء للسخرية منه من قبل و تقديم النصائح له الآن كما فعل السير أليكس فيرجسون و الدون فابيو كابيلو.. فالمطلوب ليس التغني بالتميز في اكتشاف المواهب الشابة بل حصد الألقاب و معانقة المجد الكروي و إلا فأودينيزي الإيطالي سيكون الأفضل بدون نقاش من هذا الجانب التجاري الذي احترفه الآن المدفعجية للضرورة القصوى بعد استغنائه عن أبرز نجومه هذا الصيف على الرغم من إصرار فينجر على الاحتفاظ بهم.
هنا سيختلف الناس حول ما إذا كان ذلك قراراً صائباً أم لا و لو أن أرسنال و أرسن فينجر هما من دفعا فابريجاس و نصري للبحث عن آفاق جديدة و خوض تجربة أفضل خارج عاصمة الضباب لندن.. و ربما قد تسبب في ذلك بشكل كبير ظهور قوى جديدة في سماء الكرة الانجليزية و الحديث هنا عن مانشستر سيتي الذي يسير نحو خطف المكانة المميزة التي كان يحظى بها أرسنال ضمن كبار الأندية الإنجليزية و الأوروبية.
فبعد انتزاعه المركز الثالث المؤهل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي من أرسنال في الأمتار الأخيرة.. نجح نادي الأثرياء العرب في تشكيل العقدة بالنسبة للمدير الفني الفرنسي أرسن فينجر الذي لا يمل من اكتشاف موهبة كروية جديدة حتى يخطفها السيتيزين نظراً لامكانياته المادية الكبيرة بالإضافة الى الطموح العالي الذي انبنى عليه مشروعه الكروي الضخم و هذا ما دفع جاييل كليشي و سمير نصري بالإضافة إلى إيمانويل أديبايور من قبلهما لاختيار اللعب بالقميص السماوي دون الحاجة لإعادة التفكير في هذا الأمر.. بل حتى القائد السابق باتريك فييرا فضّل العمل مع روبيرتو مانشيني في في ستاديوم أوف سيتي بدلاً من مجاورة فينجر في طاقمه الفني في الإمارات !!
و لعل الإنطلاقة القوية لمانشستر سيتي في الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في مقابل تعثرات أرسنال المتواصلة و الصدمات القوية التي يتلقاها يوماً بعد يوم برحيل واحد من نجومه أو بإصابة لاعب من تشكيلته الأساسية.. دليل واضح على أن أرسن فينجر يفكر جدياً في الإفصاح عن شعوره الحقيقي اتجاه مانشستر سيتي بعد كل ما حدث.. بعد أن أصبح جار الشياطين الحمر التهديد الأبرز للعملاقة و المنافس الشرس على مختلف المسابقات في الموسم الجديد و ليس ذلك الفريق الشاب الذي يسخر منه الجميع و يصفه بحضانة فينجر!.