الجميل يأسف للمواجهات في مصر: مشكلة الثورات العربية في هويتها
الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل عن أسفه للاشتباكات التي وقعت بين أقباط وقوات أمن وشرطة في مصر اول من أمس وأدت الى مقتل وجرح العشرات، مؤكداً أن «شعار الوحدة والحرية لا يكفي اذا لم يقترن بإعطاء كل ذي حق حقه».
ووصف في حديث لـ «ال بي سي» أمس، الاشتباكات بأنها «أحداث مقلقة إن على الصعيد المصري او العربي»، مشيراً الى ان «مصر في طليعة المنادين بالحرية ويجب ان تكون مثالاً لبقية الانظمة العربية». وقال: «ننتظر من مصر التي هي دائماً رائدة بالاصلاحات، ان تعبد الطريق لنظام عربي جديد يحقق العدل والمساواة ويستوعب كل مكونات المجتمع، وان تكون مصر مثالاً لمعالجة كل الاحداث والتناقضات التي تحصل في العالم العربي، وكي تكون الثورات ربيعاً حقيقياً»، مشيراً الى أن «المشكلة في الثورات العربية هي ان هويتها لم تتضح بعد»، وموضحاً ان «الاضطهاد الذي حصل في مصر كنا نشير اليه من قبل، في العراق ومع اقباط مصر وباقي الدول العربية».
وأكد الجميل ان «ما يهمنا هو الانسان العربي اياً كان دينه او مذهبه او انتماؤه»، معتبراً أن «قلق مسيحيي سورية قد يكون اقل من بقية الدول العربية»، مشدداً على ان «ما يطمئن المسيحيين هو وجود نظام عادل وفيه مساواة»، لافتاً الى «ان استبدال النظام الاستبدادي بنظام استبدادي آخر لا يحقق الاطمئنان».
«حزب الله»
وأعرب «حزب الله» في بيان أمس، عن «ألمه الشديد وحزنه العميق للأحداث التي جرت في مصر، وذهب ضحيتها العديد من أبناء الشعب المصري»، ورأى فيها «وجهاً من وجوه الفتنة التي يحيكها أعداء مصر والعرب والمسلمين والمسيحيين».
واعتبر الحزب أن «ما يجري هو جزء لا يتجزأ من المشروع الأميركي الهادف إلى التفتيت الشامل للمنطقة على أساس عرقي وديني وإثني»، داعياً «الإخوة في مصر إلى التنبّه إلى أخطار ما يحاك ضدهم ويناشدهم أن يعتمدوا الحوار وسيلة لحل المشاكل والأزمات».
وطالب النائب سامي الجميل في تصريح في المجلس النيابي أمس، الحكومة المصرية بـ «وضع حد لهذه الجرائم التي ترتكب وفتح حوار جدي مع أقباط مصر الذين يمثلون اليوم أكثر من عشرة في المئة من المجتمع المصري والذين لم يحصلوا في المجلس النيابي في مصر إلا على نسبة 1.97 من مقاعد المجلس». وقال: «عندما كنا نتكلم عن الأقليات في الشرق وانهم بحاجة الى ضمانات من أنظمة ديموقراطية، نحكي بالضبط عن هذا الموضوع، نطالب كل الأنظمة العربية بالحفاظ على الشراكة وبالحفاظ على كل التعددية وعلى كل الأقليات الموجودة على أراضيها وتعطيها القدرة بالتمثيل السياسي».
الى ذلك، أكّد العلامة السيّد علي فضل الله أنّ «الشّعب المصريّ قادر على تجاوز الأزمة الجديدة التي تصبّ في خدمة الكيان الصّهيوني»، وقال: «نخشى فعلاً من دخول جهاتٍ معادية على الخطّ لحرف الثّورة عن مسارها، في ظلِّ الحديث في العالم العربيّ عن أنَّ الرّبيع العربيّ دخل في متاهات الفتنة الدّاخليّة والحرب الأهليّة».
ورأى في بيان أمس، أن «ما يحدث في مصر في هذه الأيام من سفك للدماء البريئة، ومن خروج للأحداث عن طورها السياسي ودخولها في المتاهات الطائفيّة، يبعث على القلق، ويثير المخاوف الكبرى لدى شعوب العالم العربيّ والإسلامي التي استبشرت خيراً بالثّورة المصريّة في سلميّة حركتها وفي عناوينها الوطنيّة التي استطاعت أن تقهر الفتنة، وتسقط كلَّ المراهنات التي أثارها النظام وغيره في البداية، على أنّ هذه الثّورة محكومة بالفشل، وأنَّها ستقع فريسة العنوان الطّائفيّ».
2011-10-11, 00:43
