قديم 2016-07-21, 09:34
رقم المشاركة : 1  
ابو ساره
:: سوفت مميز ::
  • Egypt
New أهمية العفة ومكانتها في الإسلام

أهمية العفة ومكانتها في الإسلام





أهمية العفة ومكانتها في الإسلام

عباد الله : إن خلق العفة له أهمية بالغة في ديننا الحنيف؛ لأن الهدف من بعثته صلى الله عليه وسلم غرس صالح الأخلاق في أفراد المجتمع.

والعفة تعنى: الكف عن المحرمات والمنهيات؛ وعدم التطلع إلى ما في أيدي الغير. يقول ابن فارس في مادة :” (عف) العين والفاء أصلان صحيحان: أحدُهما الكفُّ عن القبيح، والآخر دالٌّ على قلّة شيء.” (معجم مقاييس اللغة)؛ ويقول الإمام النووي: ” أما العفاف والعفة؛ فهو التنزه عما لا يباح، والكف عنه، والغنى هنا غنى النفس، والاستغناء عن الناس، وعما في أيديهم.” (شرح مسلم) .

“وحد العفة أن تغض بصرك وجميع جوارحك عن الأجسام التي لا تحل لك، فما عدا هذا فهو عهر، وما نقص حتى يمسك عما أحل الله تعالى فهو ضعف وعجز “. (الأخلاق والسير ابن حزم)

” ولا يكون الإنسان تامّ العفّة حتّى يكون عفيف اليد واللّسان والسّمع والبصر فمن عدمها في اللّسان السّخرية، والتّجسّس والغيبة والهمز والنّميمة والتّنابز بالألقاب، ومن عدمها في البصر: مدّ العين إلى المحارم وزينة الحياة الدّنيا المولّدة للشّهوات الرّديئة، ومن عدمها في السّمع: الإصغاء إلى المسموعات القبيحة. وعماد عفّة الجوارح كلّها ألا يطلقها صاحبها في شيء ممّا يختصّ بكلّ واحد منها إلّا فيما يسوّغه العقل والشّرع دون الشّهوة والهوى.” «الذريعة إلى مكارم الشريعة» .

ولأهمية العفة حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة؛ فعن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة ، وصدق الحديث ، وحسن الخليقة ، وعفة في طعمة »(أحمد والطبراني والبيهقي بإسناد حسن).

ولقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام على هذا الخلق القويم؛ فعن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: «سرّحتني أمّي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأتيته وقعدت فاستقبلني وقال: «من استغنى أغناه الله- عزّ وجلّ- ومن استعفّ أعفّه الله- عزّ وجلّ- ومن استكفى كفاه الله- عزّ وجلّ- ومن سأل وله قيمة أوقيّة، فقد ألحف» فقلت: ناقتي الياقوتة خير من أوقيّة فرجعت ولم أسأله».(أحمد وأبوداود والنسائي)؛

وعن أبي ذرّ- رضي الله عنه- قال: ركب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حمارا وأردفني خلفه وقال: «يا أبا ذرّ، أرأيت إن أصاب النّاس جوع شديد لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك، كيف تصنع؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «تعفّف» . (أحمد وأبوداود وابن ماجة والحاكم)

ولقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار لتحليهم بخلق العفة؛ فعن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: ” الْأَنْصَارُ أعِفَّةٌ صُبُرٌ ؛ وَإِنَّ النَّاسَ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الْأَمْرِ: مؤمنُهُم تَبَعُ مُؤمِنِهِمْ وفَاجِرُهُم تَبَعُ فاجِرِهِم”.(ابن حبان والطبراني والبيهقي)؛ وعن أبي طلحة الأنصاريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أقرأ قومك السّلام فإنّهم ما علمت أعفّة صبر»(أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي).

ومن أروع الأمثلة في العفة عند الصحابة عفة عبدالرحمن بن عوف مع سعد بن الربيع؛ ” فعن أنس، قال: قدم عبدالرحمن بن عوف فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله، فقال عبدالرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلنى على السوق. فخرج إلى السوق وتاجر حتى أصبح من أغنى أغنياء المدينة؛ يقول عبدالرحمن بن عوف: فلقد رأيتنى ولو رفعت حجرا لرجوت أن أصيب ذهبا وفضة.” (السيرة النبوية لابن كثير) ؛ فقد ضرب لنا سعد بن الربيع أروع الأمثلة في الإيثار والمواساة؛ وضرب لنا عبدالرحمن بن عوف أروع الأمثلة في العفة؛ وهذا تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم:” ومن يستعفف يعفّه الله، ومن يستغن يغنه الله.”(البخاري ومسلم)

أيها المسلمون: إن خلق العفة أساس كل فضيلة؛ فمنه تتفرع أخلاق كثيرة؛ يقول الإمام أبو حامد الغزالي:” وأما خلق العفة: فيصدر منه السخاء والحياء والصبر والمسامحة والقناعة والورع واللطافة والمساعدة والظرف وقلة الطمع. وأما ميلها إلى الإفراط أو التفريط: فيحصل منه الحرص والشره والوقاحة والخبث والتبذير والتقتير والرياء والهتكة والمجانة والعبث والملق والحسد والشماتة والتذلل للأغنياء واستحقار الفقراء وغير ذلك.

فأمهات محاسن الأخلاق هذه الفضائل الأربعة: وهي الحكمة، والشجاعة، والعفة، والعدل. والباقي فروعها. ولم يبلغ كمال الاعتدال في هذه الأربع إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس بعده متفاوتون في القرب والبعد منه. فكل من قرب منه في هذه الأخلاق فهو قريب من الله تعالى بقدر قربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وكل من جمع كمال هذه الأخلاق استحق أن يكون بين الخلق ملكاً مطاعاً يرجع الخلق كلهم إليه ويقتدون به في جميع الأفعال. ومن انفك عن هذه الأخلاق كلها واتصف بأضدادها استحق أن يخرج من بين البلاد والعباد فإنه قد قرب من الشيطان اللعين المبعد، فينبغي أن يبعد، كما أن الأول قريب من الملك المقرب فينبغي أن يقتدى به ويتقرب إليه؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبعث إلا ليتمم مكارم الأخلاق كما قال.”(إحياء علوم الدين)

أحبتي في الله: إن العفة كمال للدين؛ قال محمّد بن الحنفيّة- رحمه الله تعالى: «الكمال في ثلاثة: العفّة في الدّين، والصّبر على النّوائب، وحسن التّدبير في المعيشة» (أدب الدنيا والدين للماوردي)

ولأهمية العفة جعلت شرطاً في المناصب السيادية؛ قال أبو عمرو بن العلاء- رحمه الله تعالى-: «كان أهل الجاهليّة لا يسوّدون إلّا من كانت فيه ستّ خصال وتمامها في الإسلام سابعة: السّخاء، والنّجدة، والصّبر، والحلم، والبيان، والحسب، وفي الإسلام زيادة العفاف»؛ وهكذا ظهرت لنا أهمية ومكانة العفة في الإسلام.

قديم 2016-07-22, 09:56
رقم المشاركة : 2  
abdelkader16
:: سوفت جديد ::
  • Algeria
افتراضي رد: أهمية العفة ومكانتها في الإسلام
جزاك الله خير الجزاء
بارك الله فيك ونفع الله بك ورفع الله قدرك
اسال الله ان يجعله فى ميزان حسناتك
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


أهمية العفة ومكانتها في الإسلام


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 23:58
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc