اتهمت إسرائيل مدير فرع منظمة خيرية في قطاع غزة بتسليم ملايين الدولارات من المساعدات الأجنبية إلى الجناح العسكري لحركة حماس التي تدير القطاع.
وقال جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إن نحو 60 في المئة من ميزانية المساعدات السنوية المقدمة من منظمة "وورلد فيشن" الأمريكية قد حول إلى الحركة الإسلامية.
وأضاف إن حماس جندت رئيس فرع المنظمة الخيرية في غزة، محمد حلبي، للعمل لصالحها منذ أكثر من عقد.
ولكن حركة حماس نفت أن يكون محمد الحلبي على تواصل مع الحركة.
ووصف المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، في تصريح صحفي عبر صفحته على "فيس بوك" مساء الخميس، الاتهامات التي نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن جهاز "الشاباك" الإسرائيلي حول الحلبي بأنها "ادعاءات كاذبة".
وقال القانوع: "محمد الحلبي ليس له اتصال أو تواصل مع حركة حماس"، مشيراً إلى أن الهدف من اعتقاله التنكيل بأبناء شعبنا الفلسطيني على المعابر الإسرائيلية وتشديد الحصار ومنع المنظمات الدولية من تقديم خدماتها الإنسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقالت منظمة وورلد فيشن إنه ليس لديها سبب معقول يدفعها للاعتقاد بأن تلك المزاعم كانت صحيحة.
بيد أنها أضافت أنها أجرت تدقيقا حسابيا معتادا لبرامجها في غزة، لكنها "صدمت" بالتكاليف.
وقال المنظمة في بيان أصدرته "سنراجع الأدلة المقدمة إلينا وسنتخذ الإجراءات المناسبة بناء عليها".
وتصنف إسرائيل وعدد من الدول حماس كجماعة إرهابية.
ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، قوله "ليس لدينا أي صلة بحلبي، لذا فأن كل الاتهامات الإسرائيلية باطلة وتهدف إلى قمع شعبنا".
وقال جهاز الشاباك إن حلبي اعتقل في معبر إيريز الحدودي في يونيو/حزيران وقد أتهم بتمويل الإرهاب.
وأضاف إن أموال المساعدات قد حولت الى حماس وجناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام، وتصل قيمتها إلى نحو 7.2 مليون دولار سنويا.



واوضح الجهاز في بيانه أن حلبي أقام مشاريع "وهمية كانت عبارة عن غطاء لتحويل الأموال إلى حماس ومحفزا لزيادة المبالغ المالية التي حولت إلى فرع "ورلد فيشن" في قطاع غزة".
ومن ضمن المشاريع والجمعيات التي أقامها حلبي كان مشروع إقامة دفيئات للمزارعين ومشروع ترميم الأراضي الزراعية ومشروع تقديم المساعدة النفسية والصحية لسكان قطاع غزة ومشروع دعم للصيادين ومشروع دعم للمكفوفين وجمعيات للمزارعين والخ. وشكلت جميع تلك المشاريع والجمعيات غطاء لتحويل أموال إلى حماس، بحسب البيان.
واتهم بيان الشاباك حلبي "بتحويل الأموال التي خصصتها المنظمة الخيرية للجمعيات الزراعية وللمشاريع المختلفة إلى حماس بطرق مختلفة بما فيها تسجيل كاذب لعناصر حماس كأنهم موظفي المنظمة وإصدار فواتير مزورة حيث تم تحويل تلك الأموال نقدا إلى حماس. كما حولت شيكات أصدرتها المنظمة الخيرية إلى عناصر حماس".
وقال جهاز الأمن الإسرائيلي إن هذه الأموال استخدمت في "تعزيز الجناح العسكري لحركة حماس بما في ذلك حفر الأنفاق ... إنشاء مواقع عسكرية، بما فيها موقع سمي "فلسطين". وتم بناء هذا الموقع العسكري خلال عام 2015 حيث وصلت جميع الأموال التي صرفت على ذلك من تبرعات مالية أجنبية. كما تم صرف تلك الأموال على شراء الأسلحة".
وأوضح إن احدى القواعد كانت بكلفة 80 ألف اخذت من تبرعات منظمات خيرية بريطانية.
ولا يوجد أي دليل على أن المركز العام للمنظمة الخيرية المسيحية كان على دراية بالأفعال المنسوبة إلى مدير فرعها في غزة.
وقال بيان الشاباك إن تحقيقاته مع حلبي كشفت "معلومات كثيرة عن أشخاص آخرين في قطاع غزة استغلوا عملهم في منظمات إنسانية ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة من أجل العمل لصالح حماس".