قديم 2016-09-30, 09:04
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية iyad05
iyad05
:: سوفت ماسي ::
افتراضي كيف كانت الثورة الثقافية في الصين ؟

كيف كانت الثورة الثقافية في الصين ؟



بين عامي 1966 و1976، ثار الشباب الصيني في محاولة لتطهير البلاد من “الحرس القديم” بما في ذلك: الأزياء والثقافة والعادات والأفكار القديمة.

في عام 1966، دعا ماو تسي تونغ لبدء الثورة الثقافية في اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي. وقد حث على تشكيل “الحرس الأحمر” لمعاقبة مسئولي الحزب وأي شخص آخر تظهر عليه ميول برجوازية.

وقد لجأ ماو إلى تلك الخطوة للتخلص من خصومه في الحزب الشيوعي في أعقاب الفشل الذريع لما عرف بسياسات القفزة الكبرى إلى الأمام (خطة وضعها تسي تونغ لتحويل الصين من بلد زراعي إلى بلد صناعي). فقد أدرك ماو أن باقي قيادات الحزب تسعى لتهميشه، فسارع إلى مناشدة أنصاره للانضمام إليه في الثورة الثقافية.

كان أول من استجاب لدعوته هم الطلاب، الذين نظموا أنفسهم في المجموعات الأولى من الحرس الأحمر، ثم لحق بهم العمال والجنود.

كانت أولى الأماكن التي استهدفها الحرس الأحمر هي المعابد البوذية والكنائس والمساجد، كما جرى إحراق النصوص المقدسة والتماثيل الدينية وغيرها من التحف. فقد كان يتم استهداف أي معلم يقترن بحقبة ما قبل الثورة.

خلال حملتهم تلك، بدأ الحرس الأحمر إعدام الأشخاص الذين اعتبرهم “مناهضين للثورة” أو “برجوازيين”. كما نفذ الحرس ما عرف وقتئذ بـ “جلسات تعذيب” حيث كانوا يعذبون الأشخاص المتهمين بحملهم لأفكار رأسمالية (في العادة كانوا مدرسين ورهبانًا ومثقفين آخرين). وقد لقي العديد من الأشخاص حتفهم في تلك الجلسات أو انتهى بهم المطاف في معسكرات إعادة تأهيل لسنوات.

بحلول فبراير من عام 1967، انجرفت الصين نحو الفوضى. وتحدث بعض جنرالات الجيش صراحة ضد توسع الثورة الثقافية، وبلغ الأمر حد اقتتال مجموعات الحرس الأحمر مع بعضهم البعض في الشوارع. وقد شجعت زوجة ماو، جيانغ كينغ، الحرس الأحمر على نزع سلاح جيش التحرير الشعبي، بل ويمكن أن يحل محله إذا اقتضت الضرورة.

بحلول ديسمبر عام 1968، أدرك ماو أن الثورة الثقافية بدأت تخرج عن نطاق السيطرة، فقد كان الاقتصاد الصيني – الضعيف أصلاً بفعل فشل خطة القفزة الكبرى إلى الأمام– ينهار انهيارًا مخيفًا. ولمواجهة ذلك، دعا ماو إلى “حركة الهجرة إلى الريف”، حيث تم إرسال عائلات من المدينة للعيش في المزارع والتعلم من الفلاحين. وقد استهدف من ذلك توسيع انتشار الحرس الأحمر للحد من الفوضى التي ضربت البلاد.

بانحسار حدة العنف في الشوارع، تمحورت الثورة الثقافية في السنوات الستة أو السبعة التالية حول الصراع على السلطة بين قيادات الحزب الشيوعي. بحلول 1971، شن ماو ونائبه، لين بياو، محاولات اغتيال متبادلة. وقد حاول بياو الفرار هو وأسرته إلى الاتحاد السوفياتي، إلا أن طائرته تحطمت، حيث يعتقد أن مسئولين صينيين أو سوفييت قد أسقطوها.

وبتقدم ماو في العمر وتدهور حالته الصحية، سيطرت زوجته وثلاثة من المقربين منها سموا وقتها “عصابة الأربعة” على وسائل الإعلام الصينية، وبدأت بتوجيهها لشن حملات تشويه ضد المعتدلين في البلاد.


تبعات الثورة الثقافية

طوال عقد الثورة الثقافية، لم تفتح المدارس الصينية أبوابها مما ترك جيلاً بأكمله دون تعليم رسمي، في الوقت الذي استهدف فيه المتعلمون والأساتذة باحتجازهم في معسكرات إعادة التأهيل. ومن لم يتعرض للقتل جرى نفيه للأرياف للعمل كفلاح أو عامل.

وقد تم تدمير كل أنواع التحف والأعمال الفنية الموجودة في المتاحف والمنازل باعتبارها ترمز إلى “حقبة التفكير القديم”. كما أحرقت نصوص تاريخية ودينية لا تقدر بثمن وتحولت إلى رماد.

لا يُعرف عدد ضحايا الثورة الثقافية، ولكن قد يصل إلى مئات الآلاف على الأقل إن لم يكن ملايين.

يحمل تاريخ الصين الشيوعية في ثناياه أخطاء مريعة، حيث تعتبر الثورة الثقافية من بين أسوأ تلك الأحداث، ليس بسبب عدد الضحايا الضخم فقط، ولكن بسبب تدمير تراث ثقافي تاريخي ضخم أيضًا.


إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


كيف كانت الثورة الثقافية في الصين ؟


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 14:06
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc