قديم 2010-12-23, 09:22
رقم المشاركة : 1  
adda
:: سوفت مميز ::
الإمتحــــــان الرهيـــب

الإمتحــــــان الرهيـــب



"الامتحــــــان ... الرهيـــب "





كثيرا ما تعيش البيوت أزمة طاحنة
حينما يقترب موعد الامتحانات تعلن فيها حالة الطوارئ
الكل مستنفر ومستعد
والجميع في حالة التأهب القصوى ...



وهذا جهد مشكور ...
وعمل مأجور إذا صلحت النية ...
وخلُص المقصد لله رب العالمين .




ولكن من منا استعدَّ لذلك الامتحان الرهيب الذي خلقنا الله تعالى من أجله ...

وما هي أوجه الاختلاف بين الامتحانين ؟؟!!





امتحان الدنيا في كتاب معين أو في ضرب من ضروب العلم ..

أما امتحان الآخرة ففي كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ..


(( ويقولون يا ويلتنا مالِ هذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها
ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربُّكَ أحدا ))
فالصغائر مكتوبة والكبائر مدوَّنة :: (( وكُلُّ صغيرٍ وكبيرٍ مُسْتَطَر)).




وامتحان الدنيا في مكان معدّ للامتحان .. الكراسي مريحة .. والمكيفات باردة ..

أما امتحان الآخرة : فالجو رهيب... والموقف عصيب.... الأهوال عظيمة ....
والقلوب واجفة ....

(( يوماً يجعلُ الولدانَ شيبا )).





المراقب في امتحان الدنيا مخلوق مثلك ..

أما الرقيب على امتحان الآخرة -- ولله المثل الأعلى --
فهو الذي لا يضل ولا ينسى وقد أحاط بكل شيء علما.





وامتحان الدنيا النجاح فيه شبه مضمون ... ونسب النجاح عالية ...

أما امتحان الآخرة فالناجحون فيه قليل.




والنجاح في امتحان الدنيا يرتقي بالإنسان مرتبة أو يفوز فيه بشهادة ...

أما النجاح في امتحان الآخرة ففيه الزحزحة عن النار والدخول إلى الجنة ..


(( فمن زُحْزِحَ عنِ النَّارِ وأُدخِلَ الجنَّةَ فقد فاز وما الحياةُ الدنيا إلا متاعُ الغُرور ))


يقول عليه الصلاة والسلام ::
{{{{ في الجنة مئة درجة أعدّها الله للمجاهدين في سبيله ،
ما بين كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض ..
فإذا سألتم الله فسَلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنّة ،
وفوقه عرش الرحمن }}}}





والرسوب في امتحان الدنيا خسارة لدرجة أو تأخر في مرحلة أو مرتبة
من دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة ...

أما الرسوب في امتحان الآخرة فخسارة إلى الأبد

(( قُل إنَّ الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك
هو الخسران المبين )).





وفي امتحان الدنيا أسوأ ما يحصل أن يرسب الطالب ...
وغالبا ما يكون لديه فرصة أخرى

أما امتحان الآخرة ... فلا فرصة ثانية ولا كرّة آتية .
عندئذ ينادي المفرّط والخاسر :
(( ربِّ ارجعون ))
لمَ أيُّها الغافل ؟ : (( لعلِّي أعملُ صالحاً فيما تركتُ ))
فهل يُجاب له سؤاله ويحقق له أملهُ ؟؟ ...
(( كلا إنها كلمةٌ هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يُبعثون ))
وعندما يخفقون في الاختبار .. ويدخلون النار ويصلون سعيراً ينادون :
(( وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعملُ ))
فيأتيهم التقريع والتوبيخ :
(( أولم نُعَمِّركُم ما يتذكّرُ فيه من تَذَكَّرَ وجاءكُمُ النَّذير ))
وينتهي المشهد بقوله تعالى : (( فذوقوا فما للظالمين من نصير ))







حذااااارِ مـــــــن الدنـــيـــــــــــــا ::



يقول أحدهم :
{ من تفكّر في عواقب الدنيا أخذ الحذر ..
ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر ..
وما أعجبَ من يوقن بأمر ثم ينساه ..
ويخشى الناس والله أحقُّ أن يخشاه ..}



ولله در الشاعر إذ يقول :

تزوّد من حيـــاتـــك للمعـــادِ وقــم للــه واجمــع خيــر زادِ
ولا تـركـن إلى الدنيـا كثيـرا فــإنَّ الـمــالَ يُجمــعُ لـلـنـفـــادِ
أترضى أن تكونَ رفيقَ قـومٍ لهـــم زادٌ وأنـــتَ بـغـيــرِ زادِ



لا والله ما نرضى ، واللهَ نسألُ خير الــــــــزاد...
يقول الله تعالى : (( وتزوَّدوا فإنَّ خيــرَ الزَّادِ التَّقوى واتّقونِ يا أولي الألباب))



إذا استغنى الناس بالدنيا ....
فاستغنِ أنتَ بالله ..



وإذا فـرحـــوا بالدنيــا ....
فافــرح أنـــــت بـالله ...



وإذا أنِسوا بأصحابهم .....
فاجعل أنيسك هوالله ..


تودد إلى الله تعالى بالافتقار والانكسار ..
يمنحك العزّة والرفعة .


إذا رأيتم الناس مشغولين بأمر الدنيا ...
فاشتغلوا أنتم بأمر الآخرة ..


وإذا رأيتم الناس قد اشتغلوا بتزيين ظواهرهم .. فاشتغلوا أنتم بتزيين بواطنكم ...


وإذا رأيتم الناس قد اشتغلوا بعمارة البساتين والقصور ...
فاشتغلوا أنتم بعمارة القبور ..


وإذا رأيتم الناس قد اشتغلوا بعيوب الناس ... فاشتغلوا أنتم بعيوب أنفسكم ...


واتخذوا من هذه الدنيا زاداً يوصلكم إلى الآخرة ..
فإنما الدنيا مزرعة الآخرة .





يقــــــــــــول أحــــــــــدهــــــــــم ::



{ ســــار المتقــــون ورَجَعنـــا .. ونَجَــوا مــن الأشـــراك ووقفنـــا ..

ســـار القـــوم علــى رواحـــل الصـــدق .. فعبقــت قلــوبهــم بعبيــر القُــرب ..

البكـــاءُ دأبُهُــــم .. والجــــوعُ طعــامهـــم .. والصمـــــتُ كــلامُهُـــــم ..

جـنَّ عليهـم الليـل فرآهـم سـاهـرين .. وهبّــت ريـاحُ الأسحـارِ فمـالـوا مستغفـريـن ..}






(المصدر " كتاب ( همسة في أذن فتاة )
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


الإمتحــــــان الرهيـــب


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:00
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc