انتهت "غزوة الثأر" بين الجزائر وألمانيا في البرازيل، وحصل الذي حصل، وبعيدا عن النصر والهزيمة، يجب دعم منتخب شرّف الجزائريين وكلّ العرب والمسلمين في مونديال بلاد السامبا، وقد اصطفّ واحتشد وراء هذا الفريق الشاب مشجعين من مختلف الأقطاب، ومنهم من رفع يافطة: افتخر يا عربي، ورفع آخرون: كلنا جزائريون.
لقد نجح المنتخب الجزائري في توحيد الصوت العربي في الكثير من البلدان الشقيقة والصديقة، ونجح في صناعة الحدث عبر بلدان غربية كذلك، وأعاد الفرحة للملايين عبر مختلف البقاع، وشيء جميل أن يلتفّ هؤلاء وأولئك حول منتخب لم يعد يمثل الجزائر وحدها، بل أصبح ممثلا لكلّ العرب!
لكن، كم كان أجمل، لو التفّ كلّ العرب والمسلمين، والتقوا وتوحدوا واتفقوا، ليس فقط حول كرة القدم والمونديال، ولكن حول القضايا العربية العادلة والمصيرية!
كم هو جميل لو تأثر سياسيو العرب بلاعبي الفريق الجزائري، فأحرزوا انتصارات مشابهة لتلك الانتصارات الكروية على روسيا وكوريا، ومن خلالهما التأهل لدور يليق بعزة وتاريخ العرب والمسلمين!
كم هو جميل لو انتصر العرب في قضية غزة وتوحّدوا في مواجهة رياح "الربيع العربي" وأنقذوا تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن من "المخطط" الذي استباح دماء الأشقاء الفرقاء!
كم هو جميل لو انتصر العرب في "حروبهم" السابقة واللاحقة على إسرائيل وانتصروا على "السفارة في العمارة" وعلى زحف موجة التطبيع، وانتصروا على الخوف و"التخويف بالشيطان"!
آه، لو توحّد العرب فردّوا الاعتبار لجامعتهم العربية، وردّوا الاعتبار لتاريخهم وحضارتهم وكبريائهم، وثأروا لانكساراتهم وانهزامهم التي صنعتها تارة الأـسلحة الفاسدة وتارة أخرى أغاني أمّ كلثوم وتارة أخرى الخيانة!
آه، لو وضع كلّ العرب والمسلمين أيديهم في أيدي بعضهم البعض، وثأروا لما حدث بفلسطين والعراق والسودان ولما يحصل للجالية العربية والمسلمة في الكثير من البلدان الغربية!
آه، لو توحّد العرب، شعوبا وحكاما، حول كلمة واحدة تعيد زمن صلاح الدين الأيوبي وعمر المختار وصدام حسين وهواري بومدين وياسر عرفات وجمال عبد الناصر، فتعود معهم الثقة بالنفس والكلمة التي إذا خرجت كالرصاصة من بيت النار لا تعود!
مؤازرة الجزائر في المونديال، من طرف الإخوان العرب والمسلمين، بُشرى جميلة قد تحيي الضمائر وتعيد القاطرة إلى السكـّة، شريطة أن لا تبقى "الانتفاضة" رياضية فقط وإلى الأبد!
2014-07-01, 23:30
رد: افتخر يا عربي! لو توحّد العرب
