قديم 2014-09-09, 21:39
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية iyad05
iyad05
:: سوفت ماسي ::
الحقيقة والمجاز 1

الحقيقة والمجاز 1

:
1- قال ابن العميد :
قامت تُظللني من الشمس نفس أحب إليَّ من نفسي
قامت تظللني ومن عجب شمس تظللني من الشمس
2- وقال البحتري يصف مبارزة الفتح بن خاقان لأسد :
فلم أرَ ضرغامين أصدق منكمـا عراكا إذا الهيابة النكـس كـذبـا
هزبر مشى يبغي هزبرا وأغلب من القوم يعشى باسل الوجه أغلبا
3- وقال المتنبي وقد سقط مطر على سيف الدولة :
لعيني كـل يوم منك حـظ تحـير منـه في أمـر عُجاب
حمالة الحسام على حسام وموقع ذا السحاب على سَحَاب
4- وقال البحتري :
إذا العين راحت وهي عين على الجوى فليس بسر ما تسر الأضالع
البحث :
انظر إلى الشطر الأخير في البيتين ، تجد أن كلمة "الشمس" استعملت في معنيين أحدهما المعنى الحقيقي للشمس التي تعرفها ، وهي التي تظهر في المشرق صبحا وتختفي عند الغروب مساء ، والثاني إنسان وضاء الوجه يشبه الشمس في التلألؤ ، وهذا المعنى غير حقيقي ، وإذا أملت رأيت أن هناك صلة بين المعنى اصلي للشمس والمعنى العارض الذي استعملت فيه 0 وهذه العلاقة هي المشابهة ؛ لأن الشخص الوضيء الوجه يشبه الشمس في الإشراق ، ولا يمكن أن يلتبس عليك الأمر فتفهم من "شمس تظللني" المعنى الحقيقي للشمس ؛ لأن الشمس الحقيقية لا تظلل ، فكلمة تظللني إذا تمنع من إرادة المعنى الحقيقي ؛ ولهذا تسمى قرينة دالة على أن المعنى المقصود هو المعنى الجديد العارض 0
وإذا تأملت البيت الثاني للبحتري رأيت أن كلمة "هزبرا" الثانية يراد بها الأسد الحقيقي ، وأن كلمة "هزبر" الأولى يراد بها الممدوح الشجاع ، وهذا معنى غير حقيقي ، ورأيت أن العلاقة بين المعنى الحقيقي للأسد والمعنى العارض هي المشابهة في الشجاعة ، وأن القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي للأسد هي أن الحال المفهومة من سياق الكلام تدل على أن المقصود المعنى العارض ، ومثل ذلك يقال في "أغلب من القوم" و"باسل الوجه أغلبا" فإن الثانية تدل على المعنى الأصلي للأسد والأولى تدل على المعنى العارض وهو الرجل الشجاع ، والعلاقة المشابهة ، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هنا لفظية وهي "من القوم" 0
تستطيع بعد هذا البيان أن تدرك في البيت الثاني للمتنبي أن كلمة "حسام" الثانية استعملت في غير معناها الحقيقي لعلاقة المشابهة في تحمل الأخطار ، والقرينة تُفهم من المقام فهي حالية ، ومثل ذلك كلمة "سحاب" الأخيرة فإنها استعملت لتدل على سف الدولة لعلاقة المشابهة بينه وبين السحاب في الكرم ، والقرينة حالية أيضا 0
أما بيت البحتري فمعناه أن عين الإنسان إذا أصبحت بسبب بكائها جاسوسا على ما في النفس من وجد وحزن ، فإن ما تنطوي عليه النفس منهما لا يكون سرا مكتوما ، فأنت ترى أن كلمة "العين" الأولى استعملت في معناها الحقيقي وأن كلمة "عين" الثانية استعملت في الجاسوس وهو غير معناها الأصلي ؛ ولكن لأن العين جزء من الجاسوس وبها يعمل ، أطلقها وأراد الكل شأن العرب في إطلاق الجزء وإرادة الكل ، وأنت ترى أن العلاقة بين العين والجاسوس ليست المشابهة وإنما هي الجزئية والقرينة "على الجوى" فهي لفظية 0
ويتضح من كل ما ذكرنا أن الكلمات : شمس وهزبر وأغلب وحسام وسحاب وعين استعملت في غير معناها الحقيقي لعلاقة وارتباط بين المعنى الحقيقي والمعنى العارض وتسمى كل كلمة من هذه مجازا لغويا 0
القاعدة :
المجاز اللغوي هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينه مانعة من إرادة المعنى الحقيقي 0 والعلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهة وقد تكون غيرها ، والقرينة قد تكون لفظية وقد تكون حالية 0
نموذج
1- قال أبو الطيب حين مرض بالحمى بمصر :
فإن أمرض فما مرض اصطباري وإن أحمم فما حمَّ اعتزامي
2- وقال حينما أنذر السحاب بالمطر وكان مع ممدوحه :
تعرض لي السحاب وقد قفلنا فقلت إليك إن معي السحابا
3- وقال آخر :
بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وقومي وإن ضنوا عليّ كراما
قديم 2014-12-08, 17:34
رقم المشاركة : 2  
SaaDTR
:: سوفت جديد ::
افتراضي رد: الحقيقة والمجاز 1
Thanksssssssssss
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


الحقيقة والمجاز 1


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 16:09
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc