قديم 2015-01-09, 20:17
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية iyad05
iyad05
:: سوفت ماسي ::
افتراضي مصرع البرامكة على يد الرشيد: لغز من ألغاز التاريخ الإسلامي

مصرع البرامكة على يد الرشيد: لغز من ألغاز التاريخ الإسلامي

لفت نظرَنا أحدُ كبار الأدباء إلى عبارة وردت في كتاب التاج المنسوب للجاحظ، والمطبوع في مصر، وهي تدل على أن أحد الحجيج كان يطوف بالكعبة في سنة قبل السنة التي أوقع فيها الرشيد بالبرامكة بكثير، فسمعه وهو ممسك بأهداب الكعبة الشريفة، يدعو الله عليهم، ويسأله التوفيق في الخلاص منهم، بعبارة تنم على غيظه وحقده، وكان بين حين وآخر يسمع بكاءه وشهيقه وهو في حالة الاستغاثة بالله.

نفسية الفضل بين الرشيد وجعفر
لقد كان الفضل وزيرًا للرشيد، وكان لديه من الأسباب التي تدعوه للوشاية بالبرامكة ما تجمَّع على مدى السنين بفعل البرامكة أنفسهم، قال يومًا لصديق: قد جرت الرياح بما أشتهى وها أنا أوشك أن أفوز ببغيتي فأقضي على البرامكة وأسقطهم عن عرش عزهم وأبيد ما شادوا وشاد لهم الزمان من مجدهم وفخرهم، وأبني لنفسي على أنقاض دولتهم دولة تحجب دولة الرشيد وتخنى على ذكرى هؤلاء البغاة. من هم البرامكة؟ أليسوا طغمة من الأعجام اندست في صدر الخلافة العربية كالسم، والتفَّت حول بني العباس التفاف الأرقم فزاحمت أهل الدولة بالمناكب وتمكنت بالحيلة تارةً وبالمظالم طورًا من الخطط والمراتب؟ لقد أحاطوا بالرشيد إحاطة السوار بالمعصم وتسلطوا على جميع الأعمال وسدوا في وجهي أبواب التقدم، أيحسبني هارون مخلصًا له؟ كيف أنسى معاملة قومك لأبي؛ إذ كان جزاؤه من أخيك الهادي بعد الخدمة الصادقة جابية عسل مسموم فمات ليومه! كيف أنسى ذلك الشيخ المظلوم الذي لا يزال منذ خمس عشرة سنة في بئر بنيت عليه قبة، يُدلى عليه في كل يوم رغيف خبز وكوز ماء (هو قوب بن داود)؟

كيف أنسى ما صنعه ذووك وصنعتَه ببني أمية وقد استأصلت شأفتهم ونبشت قبرهم.

كيف أنسى أولئك التسعين أميرًا الذين علَّم السفاح أعضاءهم بالعدد وبسط عليهم الأنطاع فأكل وشرب وهو يسمع أنينهم ويقول: لم تطربني قط نغمة أوتار كما تطربني هذه الحشرجة وهذا الأنين. ثم صلبهم في بستانه ينظر إلى جثثهم البالية، ولما تأذى جلساؤه من روائحهم أجاب: لَهذا عندي أطيب من شم المسك والعنبر.

ولما لم ينج من بني أمية إلا الرضيع أو من هرب إلى الأندلس لم يكتف بهذا، بل اتبعهم بإغراء البرامكة أصحابك، وحرم عليهم الاستقلال بالسلطة وإدارة شئونهم ولو بعيدًا عن الأوطان! الآن فسأرد كيدك إلى نحرك، قد أوغرت صدرك على البرامكة وهم عماد ملكك، فإذا فزت بالمراد وأهلكتهم تملكت على الوزارة، ومكنت بني أمية من الأندلس، فأدركك كيفما شئت، ولا عبأت بك، وإني لا أدع دمًا زكيًّا هريق بإغراء ذويك هدرًا، ولا أنثني عن الأخذ بثأري منك وتحقيق أمانيَّ لو سفكت من الدماء أبحرًا، وقتلت من الأبرياء رجالًا ونساءً وشيوخًا وأطفالًا!

من أسباب السخط تحول الشعراء عن الرشيد إلى البرامكة
من أسباب السخط أن معظم الشعراء كانوا يقصدون البرامكة ويمدحونهم كما لو كانوا هم الخلفاء، وكانوا يدخلون الشعراء عليهم بطريقة فيها غموض وتمثيل. وإليك نموذجًا.

فيقول ياسر: مولاي، بالباب أعرابي يلتمس المثول بين يدي الأمير. فيأذن له جعفر بالدخول فتدور بينهما المحاورة التالية:

الأعرابي: السلام على أمير المؤمنين.

فيرد عليه أحد أعضاء مجلس الوزير قائلًا: اخفض عليك ما تقول.

الأعرابي: السلام على الوزير جعفر سلطان الخلافة وعماد الملة.جعفر: (دون أن يظهر شخصيته للأعرابي) نحن يا أخا العرب ندماء جعفر، لمَ أتيت من صدر البادية إلى الحاضرة وجشمت نفسك؟الأعرابي: قصدت الأماجد الأنجاد، الذين اشتهر فضلهم في الورى حتى فاق ذكرهم الخلفاء والأمراء.جعفر: ومن هم يا أخا العرب هؤلاء الذين ذكرتهم؟الأعرابي: البرامكة الأمجاد الذين ملكوا الرقاب بجودهم.جعفر: إنهم خلق كثير فهل أفرزت منهم أحدًا؟الأعرابي: سلطان الدولة العباسية جعفر!جعفر: ولِمَ قصدته دون سواه؟الأعرابي: لإحسانه ومعروفه وكرمه، وقد قلت فيهم شعرًا لم يقله أحد قبلي.جعفر: أنشدنا أبياتك، فإن كانت تصلح أن تلقاه بها أشرنا عليك بلقائه، وإلا أجزناك سرًّا وصرفناك دون أن يعلم بقدومك أحد.الأعرابي:

قبائلُ من أقصَى وأدنَى تجمَّعتْ فهنَّ على آل الوزيرِ كلول تمرُّ ركابُ السفر تثني عليهم عليها من الخيرِ الكثيرِ حُمول فأنتَ جبينُ المُلكِ بل أنت سمعُه وأنت لسانُ المُلك حيثُ يقول وللمُلك ميزانٌ يداكَ تُقيمُه يزولُ مع الإحسانِ حيثُ يَزول جعفر: أنا جعفر، سل ما تشاء، فقد أحسنت.الأعرابي: سألتك بالله إنك هو؟!جعفر: أنا هو!الأعرابي: فأقلني يا أيها الأمير!جعفر: أقالك الله! اذكر حاجتك!الأعرابي: عشرة آلاف درهم.جعفر: ازدريت بنا وبنفسك! تعطى عشرة آلاف في عشرة آلاف!
وكان ياسر خادمًا خائنًا أهداه الرشيد للبرامكة يتجسس عليهم فينقل إليه هذه الأخبار، ويروي كل ما يراه في بستان البرامكة وقصورهم التي كانت تتلألأ منها الأنوار في الليل، ولا ينقطع منها القادمون في النهار للعطاء ولعب الشطرنج، وكان الرشيد أول من لعب الشطرنج من خلفاء بني العباس، وللرشيد والمأمون أخبار ونكات كثيرة في الشطرنج كقولهم: «أقدم الرخ. أصنع معك دورًا. خذ الغزالة ثم الفرس!»

قل للحبيب وقعت في الفخ أودت بشاهك ضربة الرخِّ
انتهاز جعفر فرصة تهذيبه للمأمون
وكان الرشيد قد اختار جعفرًا لتثقيف المأمون الذي كان يقول الشعر، ومنه:

«أرض مربعة حمراء من أَدَمِ» ما بين إلفَينِ معروفَين بالكرَمِ تذاكرا الحرب فاحتالا لها فِطَنًا بغير أن يأثمَا فيها بسَفكِ دم هذا يُغِيرُ عَلى هذا وَذاكَ عَلى هذا يُغير وعين الحَزم لم تَنَم فانظر إلى فِطنٍ صالت بمعرفة في عسكرينِ بلا طَبلٍ ولا عَلَم
وكان جعفر يلاعبه الشطرنج ويقول: أقر لك بالغلبة، ولك الدست؛ أي لك الفوز، وقد يقول له: «غدًا تقام لك البيعة بالخلافة»، ويعزز البشرى بقوله: «لقد زانك الله بالخلال الشريفة، والهمة العالية، والفهم الثاقب، وأفاض عليك من نعمائة كنوزًا لا تفنيها الأيام.»

وكان هذا التحريض بالطبع ضد الرشيد الذي جعل الأمين ولي عهده.

دخل علوية المجنون يومًا على المأمون وهو يرقص ويصفق بيديه ويغني بهذين البيتين:

عُذيري من الإنسانِ لا إنْ جَفَوتُه صَفَا لِي ولا إنْ صِرتُ طَوْع يديه وإني لَمُشتاقٌ إلى ظلِّ صاحبٍ يَرُوقُ ويَصْفُو إنْ كَدرتُ عليه
فقال المأمون: خذ الإمارة وأعطني هذا الصاحب.

أما الأمين فقد غلت في صدره مراجل البغضاء ضد المأمون لذكائه، وكان المأمون أكبر من الأمين بستة أشهر، ولكن قُدِّم الأمين على المأمون بإغراء أمه زبيدة؛ لأن المأمون أولى بالتقدم لسنه وذكائه وعظيم استعداده. وكان جعفر يؤيد المأمون. وكل هذه الدسائس علم بها الرشيد فكانت من أهم أسباب حقده على البرامكة وحنقه عليهم.

وقد كان جعفر على حق في تفضيل المأمون على الأمين؛ لأن المأمون كان يُؤثر العلم على الجهل، والتحلي بالفضائل على ركوب المعاصي، ويقضي أيام صباه في تحصيل العلوم والمعارف، وقد حذق النظم والنثر وارتجال الخطب.

أما الأمين فكان ينقاد إلى أهوائه ويقضي شبابه في الهذر واللعب ومقاتلة الديكة والأكباش، وكأنه أحد أشراف الإنجليز في القرن السادس عشر، أو أعيان الترك في مصر. قال إبراهيم بن المهدي يصفه: دخلت عليه يومًا فإذا هو يتطلع إلى دجلة بالشباك، وكان في وسط القصر بركة عظيمة لها منخرق للماء إلى دجلة، وفي المنخرق شباك حديد، فسلمت عليه وهو مقبل على الماء والخدم والغلمان قد انتشروا إلى تفتيش الماء في البركة وهو كالواله، فقال لي — وقد ثنيت بالسلام عليه وكررت: لا ندري يا عماه فمقرطتي قد ذهبت من البركة إلى دجلة.

فخرجت وأنا آيس من فلاحه. وقد صدق فأله.

ومن أقوال الأمين: «شُرب كاس وشم آس ونوم بلا نعاس أحب إليَّ من مداراة الناس.» وأظن أن هذه العبارة هي التي أضافوا إليها: «نحن بني العباس، نجلس على الكراسي!»

أما أمُّ المأمون فماتت، وأم الأمين فبقيت مسلطة على الأمور، وقد رُبي المأمون في حجر جعفر كما قدمت، وكان هذا سببًا في عطف جعفر عليه وإعداده للملك، فكان كأخيه ليبلغ غايته في عهده.

الدور الذي لعبه ياسر
وكان قصر الحلية قصر الرشيد ببغداد، وبحذائه في الجانب الآخر قصور البرامكة بينها وبينه عرض دجلة، وقد زين جعفر بعض جدرانه بهذه الحكمة: «وإن القرابة تقطع والمعروف يكفي، وما رأيت كتقارب القلوب.»

وكان ياسر أحد خونة خدم الرشيد اطلع على كل ما كان لجعفر من الأسرار ونقلها، ومنها أسرار العلوي، وهو رجل من أنصار حق الخليفة وأعوان عدله، افترى عليه المغتابون، فتقدموا إليه بطلب العفو بقول أبي العتاهية:

ألا شافعٌ عند الخليفةِ يَشْفعُ فيدفع عنِّي شرَّ ما أتوقعُ وإني على عِظَمِ الرجاءِ لخائفٌ كأني على رأسِ الأسنَّة تُشرعُ فهل آمنٌ يُمسي ويُصبح عائذًا بعدل أميرِ المؤمنين يروَّع
وبقوله أيضًا:

كم أُمنَّى بغدٍ بعد غدٍ ينفدُ العمرُ ولا ألْقَى غدًا
وقيل: إن الرشيد سمع صوتًا يناديه:

يا بن هاشم هل أردتم منذ توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم!
وتقدم إليه آخر بقوله:

يا رشيدَ الأمرِ أرشدني إلى وجهِ نُجْحٍ لا عَدِمتَ الرَّشَدَا أَعِنِ المظلومَ وارحمْ صَوتَهُ رافعًا نحوكَ يَدْعوكَ يَدَا
وكان لسان حال الرشيد يقول:

أرى عقارب السعاية والحسد تدب إلى مهادنا من كل جانب، فهذا الفضل بن الربيع عدو لنا وبنو قحطة إخواننا من أعظم الساعين بنا.
وكان أعظم ما يخافه أن يقلب جعفر نظام الملك بعد موته ويجعل المأمون خليفة، وكان قد كلف ياسرًا أن يحضر إطلاق سراح العلوي ليشي بجعفر عن ذلك لديه، فإن ياسرًا وهو جاسوس الرشيد على جعفر نقل إلى الرشيد رغبة جعفر في تهذيب المأمون على طريقة خاصة، ونقل إليه بغض المأمون للأمين، ولما أطلق جعفر سراح العلوي كرمًا منه ورأفةً، صوَّر ياسر هذه الحادثة كأنها مدبرة، والمقصود منها إحداث دعوة شديدة ضد الرشيد، وأراد الرشيد أن يكون ياسر شاهد إثبات على جعفر لدى إنزال العقاب به.

وقد حاول بعض المؤرخين أن يحصي أشخاص تلك الحادثة التاريخية فإذا هم:

هارون الرشيد: وهو الخليفة الذي أوقع بالبرامكة، وكان في أوج مجده.
المأمون: وكان أكبر من الأمين وكان أجدر منه بالملك وتربى عند جعفر.
الأمين: وهو ابن زبيدة، وكانت مستولية على قلب الرشيد.
زبيدة: هذه هي التي أوغرت قلب الرشيد ضد المأمون والبرامكة.
جعفر البرمكي: ابن يحيى، كان وزير الرشيد الأول وصديقه.
يحيى البرمكي والفضل بن يحيى: من أمراء الدولة.
أبو النواس: شاعر جعفر المنقطع له.
أبو العتاهية: شاعر كان في أول أمره خليعًا، ثم تاب وتصوف وتنسك.
الأصمعي: راوية وأديب يتقرب إلى الخليفة تارةً ولجعفر طورًا.
أشجع: أحد الشعراء الذين مدحوا الأمير والوزير.
مسلم بن الوليد: وكان شاعرًا ونديمًا.
إبراهيم الموصلي: كان مغنيًا، وهو من أئمة الفن، وهو ابن إسحاق.
إسحاق: وكان فاضلًا حتى إن الرشيد أراد أن يقلده القضاء.
أبو يوسف: قاضي الرشيد.
جبريل بن بختيشوع: كان طبيب الرشيد، وهو الذي علم أنه مريض بالسكر.
ما شاء الله اليهودي: (منجم) هو الذي كان يضع له الطوالع.
أحمد بن محمد النهاوندي: وكان عرافًا ويفسر أحلام الرشيد.
مسرور العبد: خصي، رئيس الخدم والغلمان، ولم يكن جلادًا.
عبد الصمد علي: عم العباس بن محمد.
العباس: عم سليمان بن المنصور.
سليمان: عم هارون.
عبد الملك بن صالح: من كبراء بني هاشم.
عبد الملك بن مالك: صاحب الشرطة لعهد الرشيد وجعفر.


وبهذه المناسبة نقول إن كلمة Sureté الفرنسية، وهي مصلحة الأمن العام، أصلها عربي، وهي «الشرطة»، وهم رجال الأمن.

هرثمة بن أعين: أمير جند الرشيد.
العباس بن محمد: عم أبيه، جليسه ومستشاره.
مروان بن أبي حفصة: شاعر الرشيد.
الفضل: من آل الربيع، حاجبه ومحرضه على البرامكة.
معاوية المحدث الضرير: كان يؤاكله وتبكيه في بعض الأحيان مواعظه؛ لأنه كان مخلصًا.
ابن أبي عيينه وابن الأعرابي: وكانا أديبين يهديان للرشيد كتبهم.
زياد بن أبي الخطاب: كان كاتب الرشيد.
يوسف بن القاسم: كان صاحب ديوان الإنشاء.
سحر وضياء وخنث: وهن جوارٍ محظيات، أهداهن الفضل بن الربيع للرشيد.
محمد بن القاسم بن الرشيد: وسماه المؤتمن.
محمد البيدق: وسمي كذلك لقصره، وكان ينشد للرشيد أشعار المحدثين.
الفضل بن سهل: خليل المأمون، وكان لا يصبر على فراقه.
حميد بن معيوب: أمير أساطيل الرشيد.
إسماعيل بن جامع القرشي: مغني الرشيد أيضًا.
فليح بن أبي العوراء: مغنٍ للرشيد.
مخارق: مغنٍ للرشيد.
سليم بن سلام: مغنٍ للرشيد.
ابن محرز: مغنٍ للرشيد.
الزبير بن رحاق: مغنٍ أيضًا.
أبو زكار: مغنٍ أعمى للرشيد.
منصور زلزل: عواد الرشيد.
برسوم الزامر: ناياتي الرشيد.
جعفر: الطبال.
الغريض: ينقر على الدف.
عيسى أبو قريش: صيدلاني، كان حجامًا للخيزران.
يحيى بن ماسويه ويوحنا بن ماسويه: طبيبان للرشيد.
إسماعيل بن نوبخت: جليس للبرامكة.
إسماعيل بن يحيى الهاشمي: من أمراء أسرة الرشيد.

وظاهر من هذا البيان أن أعظم رجال الدولة، رجال قصر الرشيد، قد اشتركوا في تلك المأساة، ولم تكن خالية من النساء، من زبيدة فنازلًا حتى المحظيات والجواري!
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


مصرع البرامكة على يد الرشيد: لغز من ألغاز التاريخ الإسلامي


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 00:04
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc