قديم 2016-08-28, 21:26
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية iyad05
iyad05
:: سوفت ماسي ::
افتراضي دراسة: كثرة الواجبات المنزلية تؤثر سلبا على أداء الطلاب

دراسة: كثرة الواجبات المنزلية تؤثر سلبا على أداء الطلاب



” قضاء الكثير من الوقت في إنجاز الواجبات المنزلية لا يرفع بالضرورة من نسبة النجاح في الاختبارات المدرسية، بل يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية. “

تلكم خلاصة مقال نشر في صحيفة هافينكتون بوست حول أثر الواجبات المنزلية على أداء الطلاب، مستندة إلى نتائج دراسة تحليلية للباحث هاريس كوبر Harris Cooper، أستاذ التربية بجامعة ديك Duke University قام من خلالها بدراسة مقارنة ل 180 دراسة سابقة كانت قد تناولت الموضوع نفسه. و حسب نتائج هذه الدراسة فإن الطلبة الذين يدرسون في ظل أنظمة تعليمية تولي أهمية كبيرة للواجبات المنزلية، يحصلون على مراتب متأخرة في نتائج البرنامج العالمي لتقييم الطلبة Program for International Student Assessment التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ، و الذي تُنظم اختباراته كل ثلاث سنوات منذ سنة 2000 م، و النتيجة ذاتها تنطبق على الاختبارات التي تنظم على المستوى المحلي.

الدراسة نفسها أكدت إلى جانب ما سبق، أن الواجبات المنزلية يمكن أن تؤثر إيجابيا في أداء طلبة المرحلة المتوسطة شريطة اقترانها بمساعدة الغير حين الإنجاز، غير أن أثرها الحقيقي في الدعم و التقوية لا يظهر إلا ابتداء من سن الخامسة عشر و هو ما يوافق بداية المرحلة الثانوية.

من جانب آخر، أفاد جيرالد لوتوندر Gerald le Tendre من جامعة ولاية بنسلفانيا، أن الواجبات المنزلية مازالت تستخدم كاستراتيجية لاستدراك مالم يتم التطرق له في الفصل الدراسي نظرا لضيق الوقت، بدلا من أداء دورها الرئيسي كوسيلة لتحسين أداء الطلبة و دفعهم للتميز.

أما هاريس كوبر Harris Cooper، فالمدة الزمنية المخصصة للواجبات المنزلية – بالنسبة إليه – لا يجب في جميع الأحوال أن تتجاوز 10 إلى 15 دقيقة كحد أقصى في المرحلة الابتدائية، و هي المدة نفسها التي يجب ألا تتجاوزها الحصص الإضافية في المراحل الدراسية الأخرى، و ذلك لإتاحة الفرصة للطلاب لممارسة أنشطة موازية كالرياضة و الموسيقى… و التي لا تقل أهمية عن المواد الأخرى في التنمية الذاتية للطالب.

من جهة أخرى، تؤثر الواجبات المنزلية سلبا على الجانب العلائقي في الأسرة، فحسب الكاتبة heather shumaker، يجب أن يكون اللعب و المرح جزءا لا يتجزأ من عملية التعلم، و هو الأمر الذي لا يتوفر في أوقات إنجاز الواجبات المنزلية، كما أن هذه الأخيرة تؤخر أيضا تطوير الشعور بالمسؤولية، حيث غالبا ما يتقمص الآباء دور الشرطي الذي يسهر على إنجاز الواجب يشتى الوسائل، وهو موقف غير تربوي يتحول معه الأطفال إلى خبراء في المراوغة و الاستفزاز، حيث لا يستشعرون أي تحفيز لأداء هذا العمل الشاق، الذي يمكن اعتباره -حسب الكاتبة دائما- بمثابة اختلاس من وقت الطفل الذي كان من المفترض تمضيته في اللعب و التواصل الأسري، باعتبارهما عاملين مهمين في تنمية شخصية سوية و قوية، قادرة على مجابهة مصاعب الحياة ككل و ليس فقط تحديات الدراسة.



يذكر أن جمعية التربية الوطنية والرابطة الوطنية للآباء والمعلمين في الولايات المتحدة الأمريكية توصيان بتطبيق “قاعدة 10 دقائق”: و التي تعني 10 دقائق لطلاب الصف الأول كحد أقصى للواجبات المنزلية في اليوم، 20 دقيقة لطلاب الصف الثاني، 30 دقيقة لطلاب الصف الثالث… على أن تصل المدة الزمنية في نهاية المرحلة الثانوية إلى 120 دقيقة كحد أقصى موصى به، مع إعفاء طلبة رياض الأطفال بشكل كلي من الواجبات المنزلية كما هو مبين في المبيان التالي:



كما أن دولا كفرنسا تجاوزت التوصية إلى تقنين الواجبات المنزلية، حيث يمنع تكليف تلاميذ المستويين الأول و الثاني ابتدائي بأي واجب منزلي، كما يجب ألا تتجاوز المدة الزمنية التي يستغرقها الطالب في الإنجاز 20 إلى 30 دقيقة بالنسبة للمستويات الأخرى، على أن يكون الطفل قادرا على إنجاز واجباته دون الحاجة لمساعدة أولياء الأمور، و ذلك بغية تحقيق المساواة بين جميع الطلبة فيما يخص شروط التحصيل الدراسي، علما أن المتابعة الأسرية، و توفر الآباء على مستوى دراسي يسمح لهم بمساعدة أطفالهم، شرطان لا يتوفران بالضرورة للجميع، غير أن هذه القوانين نادرا ما يتم احترامها نظرا للضغوطات التي تمارس من طرف الآباء على المدرسين لإعطاء واجبات منزلية للطلاب، حيث غالبا ما يتم الربط التلقائي بين نجاح الطالب و عدد الواجبات المنزلية التي يقوم بإنجازها، و هو الأمر الذي تفنده الدراسات العلمية المنجزة في هذا الإطار.

إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


دراسة: كثرة الواجبات المنزلية تؤثر سلبا على أداء الطلاب


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:20
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc