قديم 2011-06-09, 01:30
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية hicham27
hicham27
.:: مؤسس و مدير الموقع ::.
  • Morocco
جدل بين علماء الأزهر حول الدعوة باستبدال أذان المساجد بالإشارات الضوئية

جدل بين علماء الأزهر حول الدعوة باستبدال أذان المساجد بالإشارات الضوئية


جدل بين علماء الأزهر حول الدعوة لاستبدال أذان المساجد بالإشارات الضوئية:confused::eek:






جدد استنكار الحركة الإسلامية في فلسطين مطالبة إسرائيل لها بخفض صوت الأذان في مآذن القدس، الجدل الديني في الأوساط الأزهرية في مصر حول استبدال أذان المساجد بإشارات ضوئية، خاصة بعد التجربة الفرنسية بالاستعاضة عن الأذان بمصباح يصدر ضوءا أخضر من مئذنة المسجد في أوقات الصلوات الخمس. وبينما اعتبر علماء أزهريون أن الابتداع في العبادات ليس مقبولا في الإسلام، وأنه من المفترض أن يصل الأذان إلى كل مسلم سواء كان مستيقظا أو نائما، وأن أي شيء يتعلق بالعبادات لا بد أن ينقل كما هو من الشريعة الإسلامية، قال آخرون إن فكرة استبدال الأذان جائزة من وجهة النظر الشرعية ولا عيب فيها.

ويرجع سبب تجدد فكرة استبدال الأذان بالإشارات الضوئية إلى مقترح قدمته المخابرات الإسرائيلية في القدس للهيئات الإسلامية في فلسطين، يتضمن ربط مكبرات الصوت في عدد من المساجد بالبلدية الاحتلالية للقدس ليتحكم في مستوى صوت الأذان، وسبب ذلك أن «المستوطنين غاضبون من صوت الأذان الذي تصدح به مآذن القدس وعلى رأسها مآذن المسجد الأقصى».

ويشار إلى أن فكرة الاستعاضة عن الأذان بإشارات ضوئية كانت وما زالت من مطالب المصريين، خاصة بعد استباحة منابر المساجد من قبل أصوات ينتفي عنها معنى جمال الصوت في الأذان، بعدما صعد أطفال صغار وأشخاص لا يجيدون الأذان إلى المنابر، فضلا عن قيام بعض المساجد بتقديم أكثر من أذان قبل صلاة الفجر بأصوات عالية، مما يحدث لغطا بين المصلين في تحديد موعد أذان الفجر. وأقرت وزارة الأوقاف المصرية فكرة «الأذان الموحد» داخل القاهرة، وبدأت تطبيقه في عدد من مساجد أحياء مصر الجديدة ومدينة نصر (شرق القاهرة) خلال شهر رمضان الماضي، لتوحيد صوت الأذان حتى تقضي على الأصوات غير المقبولة التي تصدر من بعض المساجد، ولتبتعد عن فكرة استبدال الأذان بالإشارات الضوئية خاصة بعد رفض مجمع البحوث الإسلامية للفكرة من قبل. لكن فكرة الأذان الموحد لم يتم تعميمها، وعانت من مشكلات كثيرة في تطبيقها، واضطرت وزارة الأوقاف إلى وقفها بعد أن ظل وزير الأوقاف المصري السابق الدكتور محمود حمدي زقزوق يحارب داخل البرلمان المصري للانتصار لفكرة الأذان الموحد.

والعام الماضي، أثارت فرنسا حفيظة المسلمين داخلها باستبدال ومضات ضوئية بالأذان، بعد أن استبدلت بعض المساجد فيها بالأذان إشارات ضوئية خضراء. وكان مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر بالقاهرة قد أعلن عدم شرعية تغيير الأذان باستخدام ومضات ضوئية. وشدد على أن إلغاء الأذان يسبب ألما في النفوس المسلمة لارتباطه في وجدانهم بدخول وقت الصلاة، والتنبيه بوجوب أدائها.

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء عدد من علماء الأزهر للتعرف على وجهة نظرهم في استبدال أذان المساجد بإشارات ضوئية.. حيث استنكر الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، فكرة استبدال شيء آخر بالأذان، قائلا «أي شيء يتعلق بالعبادات لا بد أن ينقل كما هو من الشريعة، فلكل دين دعوة خاصة لإقامة الشعائر الخاصة بها، ففي الكنائس تدق الأجراس في إشارة لبدء الصلاة». وأضاف الدكتور بيومي «إن الابتداع في العبادات ليس مقبولا في الإسلام، والمفروض أن يصل الأذان إلى كل مسلم حي سواء كان مستيقظا أو نائما، وإنه إذا تم استبدال إشارات ضوئية به فكيف يتسنى على المسلم أن يتنبه إلى وقت الصلاة؟».

وأوضح الدكتور بيومي أن المقصود من الأذان إيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين بالذات في قوله «حي على الصلاة»، و«حي على الفلاح» فكل منهما تعنى أقبلوا على الصلاة، لذلك لا توجد أي وسيلة أخرى تؤدي الغرض من الأذان، وبالتالي أي شيء أخر غيره يعتبر مرفوضا.

فيما أشار الدكتور عطية عبد الموجود، الأستاذ في كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، إلى أن عبادة الأذان وردت بألفاظها وكيفيتها، ولا يجوز أن يستعاض عنها بأي شيء كان. وقال الدكتور عبد الموجود إن «الشريعة الإسلامية جاءت بتكاليف شرعية محددة وألفاظ معينة وبصيغ محصورة، ولا يقبل من المسلم أن يستبدلها أو يغيرها أو ينقص منها، وإلا فقد غير ما أمر الله به وتصبح عبادته باطلة، فيجب على المسلم أن يكون حريصا خاصة في ما يخص العبادات».

وأوضح الدكتور عادل عبد الله، خطيب مسجد «عباد الرحمن» في حي مدينة نصر شرق القاهرة، أن قصة الأذان في الإسلام معروفة، حين تشاور الصحابة حول كيفية الإعلام بوقت الصلاة، فانتظر النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى جاءه أحد الصحابة يخبره بأنه رأى رؤية في منامه عن الأذان وجاءت فيها ألفاظ الأذان المعروفة، وتصادف أن رأى عمر بن الخطاب الرؤية نفسها، فقال لهما الرسول «لقد تراءت رؤياكم واتفقت»، ثم عاد النبي في اليوم التالي وطلب من بلال بن رباح حفظ هذه الصيغة، فخرج إلى أعلى المسجد ونادي بها أمام الناس. ويضيف الدكتور عبد الله «رفع الأذان موحى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذكر هذه الرؤى، فلا يجوز تبديله أو تغييره بضوء أو إشارات مهما كانت الظروف، ومهما كان الواقع الذي يبث فيه الأذان، فالأذان لا ينقطع إطلاقا كما أن الطواف لا ينقطع أيضا».

ويؤكد الشيخ علي عبد الخالق، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، على أن الأذان معناه في اللغة الإعلان بدخول وقت الصلاة، وشرعا الإعلان بدخوله بطريقة مخصوصة، كما أن الثابت في وجدان الأمة الإسلامية أن الصلاة مرتبطة بالأذان للإعلان عن دخول وقت الصلاة، وكذلك الإقامة لأدائها. وقال الشيخ عبد الخالق «مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر أعلن من قبل عدم شرعية تغيير الأذان في الدول غير الإسلامية باستخدام ومضات ضوئية، وشدد على أن إلغاء الأذان يسبب ألما في النفوس المسلمة لارتباطه في وجدانهم بدخول وقت الصلاة والتنبيه بوجوب أدائها».

وكشف الشيخ فؤاد عبد العظيم، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، عن خطة لإزالة الميكروفونات المنتشرة في الزوايا (وهي مساجد صغيرة تأخذ أحكام المساجد الكبيرة تماما) التي تحمل أصوات أشخاص غير تابعين للوزارة يقولون ما يحلو لهم، مضيفا أن فكرة الأذان الموحد جاءت للحد من الأصوات غير اللائقة التي تؤذن للصلاة، مستبعدا مجرد تفكير الوزارة في إحلال أي إشارات ضوئية محل الأذان.

في المقابل، أيد الدكتور عيد عبد اللطيف، الأستاذ في جامعة الأزهر، فكرة استبدال ومضات ضوئية بالأذان، قائلا «وضع علامة معينة إيذانا بدخول وقت الصلاة لا شيء فيه وجائز شرعا، ما دامت صيغة الأذان المعروفة سوف ترفع في داخل المسجد».

وأضاف أنه من الممكن أن تقال صيغة الأذان داخل المسجد ويعلن عن دخول وقت الصلاة لمن هم خارجه بواسطة الضوء، كما يحدث في شهر رمضان من إنارة المآذن عند صلاة المغرب حتى يعلم الشخص البعيد جدا الذي لا يسمع الأذان فيعرف أن وقت الإفطار قد حل فيفطر، وكذا تطفأ المآذن عند وقت الإمساك فيعرف الصائم فيمسك عن الطعام والشراب.

وأكد الشيخ هاني الصباغ، من علماء الأزهر، على أن الإشعاع الضوئي سينبعث من المئذنة المرتفعة فوق المسجد وسيكون أكثر وضوحا ليلا مع صلوات المغرب والعشاء والفجر، وهي الأوقات التي يتضرر منها الأهالي، قائلا «الفكرة مستحبة من وجهة النظر الشرعية ولا عيب فيها». وتابع الصباغ «الأذان الضوئي لا يشبه ما تعتمده بعض الأديان الأخرى، في الإشارة إلى مواعيد صلواتها، مثل الأجراس بالنسبة للمسيحيين، والبوق بالنسبة لليهود».

وكان بعض المطالبات قد وصلت إلى وزارة الأوقاف المصرية بالحد من الأصوات غير المقبولة خاصة في أذاني العشاء والفجر، وقال محمد مصباح (الذي يقطن في حي مدينة نصر شرق القاهرة) «إننا نعاني من الأصوات غير المقبولة خاصة من الأطفال، الذين يقومون بأداء الأذان دون دراية منهم بآدابه وسلوكياته».

وأضاف أن بعض المؤذنين يقومون بأداء التواشيح قبل صلاة الفجر بأوقات طويلة ويقولون جملا ليست لها علاقة بما أقره الإسلام، لافتا إلى أن فكرة الومضات الضوئية قد تكون حلا أمثل للقضاء على الذين يسيئون للأذان، بعد عدم توفيق وزارة الأوقاف في إقرار وتعميم الأذان الموحد على مستوى جميع المساجد.
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


جدل بين علماء الأزهر حول الدعوة باستبدال أذان المساجد بالإشارات الضوئية


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 16:00
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc