خرج آلاف الأشخاص من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، مساء أول أمس (الأحد) بمدريد، في مظاهرة حاشدة احتجاجا على السياسات الاقتصادية للحكومة، مطالبين بإصلاحات عاجلة .
وبعد مرور شهرين على انطلاق أول مظاهرة لهم، خرج «الغاضبون» في مظاهرات حاشدة في العاصمة الإسبانية للمطالبة ب»ديمقراطية حقيقية»، وللاحتجاج على مخلفات الأزمة الاقتصادية التي تشد الخناق على البلد، والتي أدت على الخصوص إلى ارتفاع في نسبة معدل البطالة إلى أكثر من 21 في المائة من السكان النشيطين.
وقطع مئات المتظاهرين، خلال شهر واحد، مئات الكيلومترات انطلاقا من مدن مدريد وبرشلونة ومالقة وفالنسيا وبيلباو وغاليسيا وإكستريمادورا، وشكلوا تجمعات شعبية في كل بلدة إلى أن بلغوا مساء السبت الماضي مدريد، ليبدؤوا أول أمس (الأحد) احتجاجاتهم بوسط العاصمة. وكان بعض المتظاهرين بدؤوا مسيرتهم قبل 34 يوما وساروا لأكثر من 650 كيلومترا من مدينة كاديز في الجنوب الغربي الإسباني.
وقد تم، في المكان، وضع حواجز أمنية مشددة لتتبع مجريات الأحداث.
وخلال هذه المظاهرة، رفع المحتجون شعارات مناوئة للسياسة المالية الإسبانية، وللطبقة السياسية التي اتهموها بالفساد واللامبالاة، وكذا للقرارات الاقتصادية التقشفية التي اتخذتها الحكومة الاشتراكية، داعين إلى إرساء «ديمقراطية حقيقية».
وقالت حركة 15 ماي، التي أطلقت على نفسها اسم «الغاضبون» ونشأت منذ شهرين بمدريد قبل أن تنتشر في كافة أرجاء البلاد، إن على البنوك والحكومات التي تسببت في هذه الأوضاع أن تعلم أننا ضد الإجراءات وتخفيض الميزانية».
كما يتعرض النظام الانتخابي الإسباني إلى انتقادات شديدة من قبل الحركة ذاتها التي تدين الثنائية الحزبية في البلد، سيما بعد أن أثبتت محدوديتها.
وخرج عدد من المتظاهرين عن المسيرة الرئيسية ليقوموا برش رشاشات الأصباغ على البنوك التي يتهمونها بالاشتراك مع الشركات الكبرى بالتسبب في الأزمة الاقتصادية. وتشهد إسبانيا ركودا اقتصاديا عميقا أرهق البلاد منذ بداية الأزمة المالية العالمية في عام 2008، والذي جعلها تسجل أعلى معدلات البطالة في أوربا.
ويقول المتظاهرون إنهم غاضبون لفشل السياسيين في حل أزمة البطالة المتصاعدة في إسبانيا، ويتهمونهم بالفساد واللامبالاة وعدم الكفاءة.
وكانت الحركة (الغاضبون) ظهرت بعد اعتصام للمحتجين في ساحة «بويرتا ديل سول» بمدريد في منتصف ماي الماضي، احتجاجا على معاناة الناس العاديين سوء الوضع الاقتصادي.
وجرت إزالة المخيم البدائي للمعتصمين في 12 يونيو الماضي، غير أن الحركة نفذت بعد ذلك سلسلة من الاحتجاجات شارك فيها نحو 200 ألف محتج في أنحاء مختلفة من إسبانيا في 19 يونيو الماضي. كما عمد المحتجون إلى منع المحضرين من تنفيذ أوامر بطرد السكان من منازلهم المرهونة للبنوك والتي لم يستطيعوا سداد أقساطها.
وتصل نسبة البطالة في إسبانيا إلى 21 في المائة، وتتضاعف هذه النسبة في أوساط الشباب، ويطالب المحتجون منذ أسابيع السياسيين بالاستماع إلى مطالبهم.
وتعد نسبة البطالة في إسبانيا الأسوأ بين 17 دولة الأعضاء في منطقة الأورو، إذ تصل بين صفوف الشباب من أعمار 19 إلى 35 سنة إلى نسبة 35 في المائة .
وتعاني إسبانيا أيضا عجزا كبيرا في الميزانية، كما تكافح من أجل إقناع المستثمرين بأنها قادرة على التعامل مع أزمة مديونيتها وأنها لا تحتاج إلى حزمة إنقاذ مالي مثل اليونان وإيرلندا والبرتغال.
إذا رأيت شخصاً يسامحك گثيرا ,,فأعلـــم:
أنه يحترمك لـدرجة كبيرة ولا يريد أن يخسرك,فلا تتمادى في أخطاءك.
2011-07-27, 21:33
"الغاضبون" يتظاهرون بمدريد
