حامت أسعار الذهب قبيل فتح الأسواق الأوروبية بالقرب من أعلى مستوى لها في ستة أشهر بينما غلب التداول الضعيف على الأسواق وذلك مع انتظار المستثمرين قرار اللجنة الفيدرالية المفتوحة (لجنة السياسة النقدية) بالبنك المركزي الأمريكي الخاص بشأن خطط تحفيزية، هذا بجانب انتظار قرار المحكمة الدستورية العليا الألمانية بخصوص آلية الاستقرار الأوروبي.
الذهب سجل ساعة كتابة التقرير مستوى 1736.61$للأونصة بعد أن حقق الأعلى عند 1737.89$للأونصة و الأدنى 1734.77$
و كان الذهب قد ارتفع قليلا في نهاية معاملات الأمس بعد أن حذرت مؤسسة موديز بأنها قد تتجه إلى خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة وهو ما دفع بتراجع الدولار قليلا ومدعما أسعار الذهب في الأسواق.
الغريب في الأمر أن هنالك خلل ما في الأسواق و حالة من تخبط المستثمرين، يلاحظ ارتفاعات لأسواق الأسهم العالمية بدءاً من آسيا مرورا بأوروبا و انتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية وفي نفس الوقت هنالك ارتفاع لأسعار الذهب بينما يتم التخلي عن الدولار الأمريكي و التمسك باليورو على سبيل المثال في الوقت الذي لم تخرج فيه المنطقة الأوروبية من أزمتها بعد.
هذا الخلل يعطي بوضوح تصور عن إمكانية فك الارتباط بين بعض العملات أو السلع و معنويات المستثمرين، فكان إبان اندلاع الأزمة المالية العالمية في أواخر عام 2008 نشأت علاقة ارتباط بين تدهور معنويات المستثمرين و الإقبال على الدولار الأمريكي و الين الياباني كعملات ملاذ آمن و تم ترك الذهب الذي يعتبر الملاذ الآمن الحقيقي وقت الأزمات (من وجهة النظر الكلاسيكية).
انتقالا إلى أهم أحداث اليوم وهو بدء اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك الفيدرالي الأمريكي – البنك المركزي- و الأسواق تسعر ذلك الحدث على أن البنك قد يتجه إلى تطبيق موجة ثالثة من سياسة التخفيف الكمي خاصة بعد تقرير الوظائف الشهري الذي جاء بأسوأ من التوقعات.
الحدث الآخر وهو قرار المحكمة الدستورية الألمانية بشأن مدى دستورية آلية الاستقرار الآوروبي و الذي قد يضع الأسواق على حافة السقوط ما إذا تم الحكم بعدم الدستورية، لكن الأسواق قامت بتسعير ذلك الحدث على أن المحكمة سوف تجيز دستورية الآلية.
2012-09-12, 17:33
الذهب بين الملاذ الآمن و معنويات المستثمرين
