وصف سلمان رشدي -الكاتب البريطاني من أصول هندية، صاحب رواية ''آيات شيطانية'' الذي أهدرت إيران دمه- الفيلم الأمريكي المسيء إلى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بأنه ''فيلم ضعيف ولا يعبر عن شيء سوى الحقد''، معتبرا أنه ''من الصعب إعادة نشر الكتاب (آيات شيطانية) في المرحلة الحالية''، لاعتقاده بأنها تشهد مناخاً من الخوف والعصبية.
ذكر رشدي الذي أثار موجات غضب بين المسلمين عند نشر كتابه ''آيات شيطانية'' منذ سنوات، أنه قضى حياته منذ صدور فتوى الإمام آية الله الخميني في 20 منزل أمن وفي حراسة الشرطة البريطانية خوفاً من تبعات هذه الفتوى.
وأشار سلمان رشدي في حوار أجرته معه جريدة ''ذا تايمز'' البريطانية، إلى أن الفتوى الإيرانية بدأت في الخبو، لكنها عادت إلى الظهور مرة أخرى الأسبوع الماضي، بعد الفيلم المسيء وبعد أن تم رفع قيمة تنفيذها عن طريق مؤسسة ''خورداد'' الإيرانية لتصل إلى 3,3 مليون دولار.
وبخصوص الفيلم المسيء إلى الإسلام، اعتبر صاحب ''آيات شيطانية''.. ''الرد الطبيعي على مثل هذا الفيلم الفاشل هو تجاهله والنظر إليه على أن مكانه الطبيعي هو سلة القمامة، ومن الواضح أن مكان الفيلم الطبيعي سلة المهملات، فهو فيلم ضعيف ولا يعبر عن شيء سوى الحقد من جانب منتجيه، غير أن الرد على مثل هذا العمل بهذا النوع من العنف سخيف وغير لائق''.
قتيل في باكستان واحتجاجات متواصلة في عدة بلدان
تواصلت لليوم السابع على التوالي المظاهرات المنددة بالفيلم المسيء إلى الإسلام، خاصة في أفغانستان التي شهدت مظاهرات عنيفة. وفي باكستان سقط قتيل والعديد من الجرحى في مواجهات بين متظاهرين غاضبين والشرطة، أما في العاصمة الأندونيسية جاكارتا فوقعت اشتباكات لأول مرة بين المتظاهرين وقوات الأمن، بعد أن قذف متظاهرون قنابل المولوتوف باتجاه السفارة الأمريكية.
ورغم الاحتلال، خرج في رام الله مئات الفلسطينيين في مظاهرات للتنديد بالفيلم المسيء إلى الإسلام. كما احتشد مئات الطلبة بجامعة صنعاء اليمنية مطالبين بطرد السفير الأمريكي ومقاطعة المنتجات الأمريكية. أما في لبنان، فخرج الآلاف من اللبنانيين في مظاهرات بالضاحية الجنوبية لبيروت للاحتجاج على الفيلم المسيء إلى الإسلام استجابة لدعوة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وفي فرنسا، قام الحزب اليميني ''الاتحاد من أجل حركة شعبية'' الذي كان يقوده الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي، بدعوة فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي الحالي إلى طرد المهاجرين غير الشرعيين الذين شاركوا في المظاهرات المنددة بالفيلم المسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
من جهة أخرى، تحدث مسؤول عسكري في السلاح الجوي الليبي أن حوالي 20 طائرة أمريكية من دون طيار جابت الأجواء الليبية طيلة 24 ساعة متواصلة منذ عدة أيام، موضحا أن المسؤولين الأمريكيين قد بدأوا في تقليص عدد طائراتهم، واعتمدوا على أربع طائرات الأحد الماضي.
وفي السياق، أقال وزير الداخلية الليبية اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين على خلفية مقتل السفير الأمريكي في بنغازي الثلاثاء الماضي.
أما في تونس، فتحفظ وزير السياحة إلياس فخفاخ على قرار الولايات المتحدة بتخفيض عدد أفراد بعثتها الدبلوماسية، وقال إنه قرار ''نوعا ما مستفز''، وقد جاء ذلك بعد إجلاء واشنطن لنحو 100 مواطن أمريكي من تونس عقب اقتحام محتجين غاضبين محيط السفارة يوم الجمعة الفارط خلال المظاهرات المنددة بالفيلم المسيء إلى الإسلام.
فيلم قطري عن الرسول بـ450 مليون دولار
قررت شركة قابضة قطرية البدء في إنتاج فيلم عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من ثلاثة أجزاء بتكلفة تقدر بـ450 مليون دولار. ولفتت الشركة إلى أن هذا الفيلم سبق وأن تم الإعلان عن بدء إنتاجه عام 2009 في إطار الجهود لصد المحاولات المغرضة لتشويه سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أجل تعزيز التقارب والتفاهم مع غير المسلمين، منوهة إلى أن الفيلم سيكون باللغة الإنجليزية ليكون موجهاً نحو الشريحة المستهدفة منه من المتحدثين بهذه اللغة، فيما ستتم ترجمته لأكثـر من لغة لتعميم الفائدة.