تزامن وجود بوتفليقة في باريس للتداوي مع مظاهرة محتشمة قادها مغتربون وغلمان يرفعون شعار "فال دوغراس" لكل الناس.. وهذه المظاهرة التي تم التحضير لها على مواقع التواصل الاجتماعي تزامنت أيضا مع حديث المصادر المطلعة حول إطلاق جارنا العزيز في المغرب قمرا اصطناعيا فرنسيا يعمل لصالحه ويتميز بدقة لا تتجاوز نصف المتر في عملية مسح للأراضي الجزائرية فلماذا تفضل علينا إذن باريس أصحاب فاس والرباط ومكناس، وتتجاهل أصحاب دوڤراس الذين يبسطون لفاف الفراش ويرفعون المظلات ويدقون الأجراس؟!
مستشفى فال دوڤراس العسكري الفرنسي
الأرجح أن تسمية مستشفى فال دوڤراس الباريسي بهذا الاسم تعود لجنرال فرنسي، فالفرنسيون من عادتهم إطلاق أسماء مشاهيرهم العسكريين على منشآتهم ومركباتهم كجان دارك وكليمنصو! وهذا المستشفى الذي يرقد فيه كبار الشخصيات زاره بوتفليقة في مرضه الأول والثاني.
وعندما تخرج شرذمة متكونة من جزائريين أمام مقر السفارة في باريس وهي ترفع شعار فال دوڤراس للجميع في وقت يتزامن فيه وجود الرئيس في فرنسا، فإن ذلك يمثل نذالة بكل المواصفات قد تجعل بوتفليقة يذكر ما قاله له أحد الخليجيين "ربي يعينك على حكمهم"!
رؤساء العرب يداوون في الخارج
فحسني مبارك الذي أطاح به الشارع المصري كان قد عالج في ألمانيا والراحل ياسر عرفات عالج في باريس قبيل وفاته هناك، ورئيس وزراء أثيوبيا زيناوي عالج في بلجيكا أيضا قبيل أن يلقى نفس المصير .
ومع ذلك لم يخرج مواطن واحد مغترب من الجالية المقيمة في الخارج أو الجالية الوطنية في الداخل !
بعض التفسيرات ذهبت إلى اعتبار التظاهر محاولة للفت انتباه السلطات بأن العلاج في الخارج يقتصر على جماعة المسؤولين والمبجلين وأصحاب الحقوق .. وليس الواجبات بالضرورة .
ودليلهم على ذلك أن المظاهرة الباريسية تزامنت مع مظاهرة عاصمية أمام مستشفى مصطفى الجامعي رفعت شعار مصطفى للجميع.. وهدفها كما هو ظاهر هو لفت انتباه السلطات أيضا حول مستوى الرداءة الذي وصل إليه القطاع وكيف يستفيد الأقوياء، من أرقى خدمات القطاع العمومي بالمجان ويحرم منه باقي الخلق الذين يجبرون في نهاية المطاف ما بين الموت المحتوم أو حتى رهن الأثاث أو البيت؟ !
المظاهرة الباريسية المخزية
المشكلة في المظاهرة الباريسية المخزية حتى مع عدم الانسياق الشعبي وراءها أنها تعكس حالة تبعية شبه مطلقة للجانب الفرنسي تكاد تصل حد الخيانة وقد تتجاوز بكثير حدود رفع مطالب بالذهاب إلى فرنسا كوطن بديل كما فعل بعض شباب باب الوادي أثناء زيارة شيراك الرسمية للجزائر وتتجاوز بكثير حدود رفع الراية الفرنسية بدل الراية الوطنية كتعبير عن حالة غضب (وعطب) فكري! فهذا أمر بعكس حالة حب جماعي "لفافا" تتجاوز طبقة المسؤولين لتمتد داخل الأوساط الشعبية حتى نأت بنفسها عن ذلك في مكابرة لم تعد تخفى على أحد لا يشبهها إلا التدين المظهري كعملة رائجة هذه الأيام؟ فكيف نفسر إذن الموقف إذا كانت فرنسا الاستعمارية والاستقلالية تكن عداء مقيتا للجزائر والجزائريين ويبادلونها الحب؟ !
صنع الاستخبارات الفرنسية
الهجوم على قاعدة تيڤنتورين الغازية في إليزي تبث بالوقائع والأسماء بأنه من صنع الاستخبارات الفرنسية تخطيطا وتنفيذا الرأس المدبر وقد قتل في القاعدة وتم نعيه على مستوى رسمي وتنكيس العلم الفرنسي في بلدته ينتمي للأقدام السوداء من الذين عاشوا في السينغال ويعرفون الجنوب مترا مترا وشبرا شبرا. والهدف كان جر البلاد إلى حرب فرنسا في مالي عن طريق تهديد حقولها النفطية. وحديث المصادر المطلعة (الجزائرية) عن صفقة فرنسية تمت خلال زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند للمغرب مؤخرا توجت بتزويد المغرب بقمر صناعي عسكري بإمكان مسح الأراضي الجزائرية بدقة متناهية، وهولاند هذا الذي زار الجزائر قبل ذلك تمكن من افتكاك موافقة بالسماح باستخدام المجال الجوي الجزائري في الحرب على مالي، دون أن يستخدمه عمليا وهو ما خلق حالة شد ومد داخل الأحزاب بين رافض ومؤيد يشبه نفس الموقف الذي انجر على غياب الرئيس في عطلة علاجية ومرضية .
يعكس حصول المغرب على قمر صناعي عسكري وضعا اجتماعيا واقتصاديا أقرب إلى وضع ذلك العريان الذي يحمل في أصبعه خاتما من ذهب !
هو نظام عميل دائم وموثوق به عند الغرب يصبح معه القمر الصناعي المغربي المزعوم أداة في يدهم لخدمة أغراضهم، ويبقى الرباط مجرد خماس متهم بالتجسس على أقرب الناس، مع أن فرنسا تعرف كل من يقيم في فال دوغراس وفي عين أمناس أكثر مما نعلم نحن الذين تقيم بجوارها؟
2013-05-28, 22:22
