قديم 2013-06-17, 13:28
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية يونس
يونس
:: سوفت ماسي ::
  • Algeria
افتراضي حسين لقرع "الفقهاء وأمريكا لتأجيج الفتنة"

حسين لقرع "الفقهاء وأمريكا لتأجيج الفتنة"


يبدو أن كل الآمال التي عُلّقت على "مؤتمر جنيف 2" لوضع خارطة طريق لحل سلمي عمَلي للأزمة السورية، قد تبدّدت بعد أن قرر الاتحاد الأوربي رفع الحظر عن تسليح المعارضة العلمانية السورية، وقررت الولاياتُ المتحدة إرسالَ أسلحة نوعية متطورة إليها، وفي مقدمتها صواريخ فتّاكة مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدروع والدبابات وهذا لشل الجيش السوري وحرمانه من نقاط تفوّقه، وتمكين المعارضة من استعادة زمام المبادرة إثر خسارتها الفادحة في القصير .

* *وتزامنت "النجدة" العسكرية لأوربا والولايات المتحدة للمعارضة العلمانية السورية، مع صدور عدة "فتاوى" لعلماء وفقهاء تدعو إلى "الجهاد؟" في سوريا، وفي مقدمتهم فضيلة الشيخ القرضاوي، وكذا الشيخان العريفي ومحمد حسان، إذ يُتوقع الآن، أن يهرع آلاف السلفيين في العالم، إلى " نجدة " المعارضة الإسلامية في سوريا .

** وحينما يلتقي المددُ العسكري مع المدد البشري، فإن ذلك سيعني بوضوح، أن المعارك التي بدأت تخفتُ في الأيام الماضية في سوريا، ستتأجج بشكل أكثر ضراوة في الأسابيع القليلة القادمة، بعد أن تصل الأسلحة الغربية الجديدة ومددُ المقاتلين السلفيين وتعيد المعارضة المسلحة تنظيم صفوفها . وفي نفس الوقت، نتوقع أن تصل أسلحة روسية وإيرانية إضافية إلى الحليف السوري، وستحتدم المعارك على أكثر من محور .

** وبالنتيجة، سيسقط المزيدُ من الضحايا وتُخرّب "بقايا" المدن والبلدات السورية، وسيضطرّ المزيد من السوريين إلى هجرة بيوتهم وأملاكهم، ما يعمِّق الجرحَ السوري وركام الأحقاد ويُبعد التسوية السلمية أكثر وأكثر حتى تصبح شبه مستحيلة، وفي نفس الوقت، قد لا يتحقق الحسمُ العسكري بالضرورة لصالح طرف على آخر، فتضعف أكثر الدولة السورية وتسير نحو التفكك والانقسام على أساس طائفي أو ربما الصوْملة واضمحلال الدولة تماماً، وتمتدّ نيرانُ الفوضى والحرب المذهبية البغيضة إلى دول عديدة في المنطقة.

** الأزمة السورية مقبلة على التعفّن، والآمال في حل سلمي تتبدد بسرعة، وعوض الدفع باتجاه هذا الحل، نجد أطرافاً داخلية وإقليمية ودولية عديدة تصرّ على التعفين وتصبّ الزيت على النار .

** وإذا كان موقف أوروبا والولايات المتحدة مفهوماً باعتبارها تبحث عن مصالحها، وفي مقدمتها حماية الكيان الصهيوني وضمان التفوّق الدائم له بشتى السبل ومنها إضعاف سوريا ثم إيران في مرحلة لاحقة، فما بالُ بعض الأنظمة العربية والإسلامية "الشقيقة" تصرّ على خراب سوريا عوض مساعدتها على الخروج من مأزقها بأخف الأضرار، وما بالُ القرضاوي وباقي الشيوخ لا يتورَّعون عن اصدار "الفتاوى" تلو الأخرى، بوجوب "الجهاد" في سوريا بدل أن يدعوا إلى التعقّل وتغليب لغة الحكمة والجنوح إلى السلم؟

** سوريا ليست بحاجة إلى أسلحة تتدفق على هذا الطرف أو ذاك، ولا إلى مقاتلين ومزيد من التناحر، بل بحاجة ملحّة وعاجلة إلى وقف الاقتتال الأعمى والشروع في التفاوض لإيجاد مخرج سلمي مشرِّف للجميع، يحقن الدماء ويسمح بتضميد الجراح وإعادة بناء ما تهدّم..

** لقد قلناها ونعيدها: لسنا مع نظام الأسد الذي أمعن في كبت أنفاس شعبه وقمع انتفاضته بوحشية، ولكننا أيضاً لسنا مع معارضةٍ مسلحة تتقاطع مصالحُها مع أمريكا والغرب وإسرائيل، ولو أفتاها الفقهاءُ وأفتوها.

إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


حسين لقرع "الفقهاء وأمريكا لتأجيج الفتنة"


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc