قديم 2013-06-26, 11:41
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية يونس
يونس
:: سوفت ماسي ::
  • Algeria
هل يتركوا فرصة لمصر؟ -صالح عوض-

هل يتركوا فرصة لمصر؟ -صالح عوض-

لن يترك الغرب فرصة لمصر لتلتقط أنفاسها وتقوم بدورها الطبيعي في منطقة تعج بتعقيدات واشتباكات ليس من السهل توصيفها فضلا عن معالجتها.. هذا معلوم من السياسة بالضرورة؛ ولكن ما ينبغي ان لا يكون مقبولا بحال من الأحوال ان يساهم مصريون بوعي او غير وعي في هذا المخطط الغربي.
داخليا تواجه مصر تحدي 30 جوان الحالي، وما يمكن ان يسفر عنه من احتمالات الاصطدام بين التيار الاسلامي والتيار الليبرالي بتعدد مشاربه.. وان متابعة التصريحات والمواقف بين الفريقين تشير إلى ان كلا منهما يكون وصل في قراره لتصفية الآخر، فلا العلمانيين يقبلون بحكم الإخوان والاسلاميين ولا الاسلاميين يقدرون على استيعاب القوى المخالفة.
وخارجيا، تواجه مصر قضية النيل وسد النهضة الإثيوبي الذي يرى فيه المصريون خطرا حقيقيا على مستقبلهم الوجودي.. وهناك ليبيا الممزقة على مليشيات وسلاح من كل نوع يتدفق إلى مصر، حيث أيادي مجموعات عقائدية او عصابات تجار السلاح.. وهناك السودان المشروع الحاضر لتفجير يلقي بظلاله الأمنية والاستراتيجية على مصر.
في مواجهة هذا كله، يقف الإخوان المسلمون على رأس الهرم السياسي في المؤسسة التنفيذية والتشريعية، وقد امتد سلطانهم إلى المحافظين والوزارات وكبار الموظفين رغم انهم لازالوا يقولون انهم لا يحكمون كما يكرر سماحة المرشد العام.. يقف الإخوان المسلمون بعقلية الحزب والطائفة، ولم يستطيعوا بعد ان يكسروا قوالب الأداء الحزبي ويتطوروا إلى مستوى أداء الحكم.. لم يتحول الإخوان من رجال تنظيم ودعوة إلى رجال دولة، ولم يشعر الإخوان بعد انهم انتقلوا من حالة الابتلاء والتردد والمعارضة إلى حالة الحكم والسيادة، وهذا ما يجعلهم في حالة من القلق والتردد القاتل.
ظن الإخوان انهم بإرضاء امريكا يمكنهم الاستمرار في الحكم، وظن الإخوان انه بمقدورهم الضحك على الأمريكان او كسب صمت الأمريكان عنهم إن هم أمنوا اسرائيل والتزموا بكامب ديفد، ويعتقد الإخوان انه بمقدار تحركهم على مستوى القضايا الاجتماعية والمالية يمكنهم اقناع الشعب المصري.. ولهذا كله نرى التصريحات والمواقف التي يعلنها الإخوان والتي تتنافى مع ما يجب ان يصرح به المسلم الجاد او السياسي المحنك، فكيف يستوي أمر المسلم ان هو اعطى اسرائيل الأمان؟!!
الإخوان اليوم في الحكم وهم ملزمون بتأمل تجارب الحكم حولهم، وفيما قبلهم ليستخلصوا العبر في كيفية التعامل الدولي، وهنا تصدع الحقيقة القوية انه لابد من التأكد بأن الأمريكان ليس لهم صديق ولا حليف، واقرب الأمثلة مبارك المرمي في السجن الآن والذي كان أحرص الناس على رضى الأمريكان.. وكيف ساعد الأمريكان في خلعه.

والإخوان ملزمون بدوافع عديدة وضمن حسابات كثيرة ان يخرجوا من هذا الاضطراب والقلق والدوخان في معترك اقليمي ومحلي.. انهم ملزمون ان يفتحوا اخطر ملف، انه ملف كامب ديفد ويشرعوا الرايات نحو القدس، وهذا الموقف بالإضافة إلى انه موقف حضاري عقائدي، فهو كذلك موقف سياسي ناضج.. وهو وحده الذي سيرد على كل التحديات وسيرتقي بأداء الإخوان ويوحد الشعب حولهم، فهل يلتقط الإخوان المسلمون الفرصة، وهل يكون مرسي زعيم العرب.. الكرة في ملعب الإخوان ولن يتهاون معهم أحد إن هم خسروا الجولة.
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


هل يتركوا فرصة لمصر؟ -صالح عوض-


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:58
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc