قديم 2013-07-03, 18:29
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية يونس
يونس
:: سوفت ماسي ::
  • Algeria
فراق بين الإخوان والأمريكان-صالح عوض-

فراق بين الإخوان والأمريكان-صالح عوض-

لن اقول مثلما قال صديقي الأستاذ الكبير حبيب راشدين بأن الإخوان فشلوا في التمكين للأمريكان.. ولكني بلا تردد أقول: إن الأمريكان لم يعودوا متحمسين لبقاء الإخوان في الحكم..
القصة طويلة بين الإخوان والأمريكان، وهي لم تكن دوما على وتيرة واحدة، بل شهدت شدا ورخيا واقترابا وابتعادا، ولكن في كل الأحوال لم يعلن الإخوان حربهم في أي مرحلة على الأمريكان.. فيما يمكن أن يسجل المراقب أن تفاهمات كبيرة على الأقل ميدانيا حصلت بينهم والأمريكان في أفغانستان عندما كانت الحرب على الروس الشيوعيين وكذلك في العراق عندما دخل الإخوان المسلمون في العراق في مجلس الحكم الذي شكله الحاكم الأمريكي "برايمر" بعد سقوط العراق تحت الاحتلال الأمريكي.
وفي مصر يكون بعض من قيادة الإخوان التقى بالأمريكان في مصر وفي واشنطن لتطمين الأمريكان على عدة ملفات أولها الحفاظ على كامب ديفد وأمن إسرائيل.. والكلام نفسه ينسحب على الإخوان في أكثر من مكان، حيث حافظت الحركة على خط سياسي ينآى بها عن الصدام بالسياسات الأمريكية والأنظمة العربية ذات الصلة بالأمريكان.
صحيح تكون الإدارة الأمريكية تضع الإخوان في مواقع طلب الود، ولكن أيضا حركة الإخوان حركة مغرية على صعيد قوتها الشعبية المنتشرة في الوطن العربي، حيث تمثل التيار الأوسع في الساحة السياسية.. فهي بهذا الاعتبار ليس بالضرورة تكون على وفاق دائم مع الأمريكان.. والمسألة تخضع لحسابات ومصالح.
وقد أنتج هذا التوافق تقدما سلسا إلى حد ما لانتصار هذه الحركة الكبيرة في الترتيبات السياسية في المنطقة لاسيما مصر وتونس وتركيا.. إلا إن تطور الأوضاع الإقليمية على الصعيد الأمني والاستراتيجي، دعا الأمريكان إلى إعادة النظر في حضور الإخوان على المسرح الإقليمي، وفي الوقت نفسه حاول الإخوان أن يبنوا دولتهم وفق فلسفتهم هم واظهروا أن لهم أجندة خاصة بهم قد تلتقي أو تفترق عن السياسات الأمريكية..
جاءت الأزمة السورية لتبعثر العلاقات وتشكل خريطة سياسية جديدة للقوى السياسية ومواقفها.. وكان التحالف الكبير ضد النظام السوري قد أصبح إلى حد ما تحالفا إخوانيا يترأسه أردوغان ومشيخة قطر والقرضاوي.. وهنا لابد من الانتباه أن الأمريكان ليس لهم حليف ولا صديق.. إن لديهم أصدقاء مقاولين لهم مهمات يتبخرون بمجرد انتهائها أو بمجرد انتفاخهم عن الحجم المراد للأداة المنفذة.. وكذلك بمجرد ما يمثل الأصدقاء عبءا على السياسة الأمريكية تلتهمهم أداة الإقصاء من المسرح السياسي بلا رحمة .

لقد كان صمود الدولة السورية أمام الهجوم متعدد الجنسيات كارثيا في نتيجته على زعماء الحرب على سوريا، لأنهم بدأوا يجنون ثمن حضورهم القتالي بانتفاخ أدوارهم الإقليمية، ولعل بعضهم أخذته السكرة إلى تجاوز حدود المهمة أمريكيا، وهذا غير مقبول البتة.. فبدأ التحرش بأردوغان والتضييق عليه لإشغاله بملفاته الداخلية، وعصفت الإدارة الأمريكية بشيخ قطر وبتجاوزاته، ولعل ما يشاع عن الموقف من الشيخ القرضاوي ومؤسسات إخوانية في قطر ليس بعيدا عن الموضوع، ولعل تصريح نائب المرشد العام للإخوان بأن أمريكا تتآمر على الرئيس مرسي بكل قوة يشير إلى ما آلت إليه العلاقة بين الإخوان والأمريكان.. فهل وجد الأمريكان رهانا جديدا في جبهة التمرد المصرية يمكن التعويل عليه.. حتى الآن هناك اضطراب في خيارات الأمريكان، وهناك انتظار لما تنتهي إليه الأوضاع.. وإن استطاع الإخوان حسم الجولة سريعا سيعود إليهم الأمريكان، أما إذا وهنت قوتهم وترددوا فإن الأمريكان يكونون قد حسموا أمرهم ضد الإخوان.. فهل حينذاك سيسير الإخوان في عكس اتجاه السياسة الأمريكية، وإلى أي مدى سيصمدون؟
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


فراق بين الإخوان والأمريكان-صالح عوض-


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 17:58
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc