قديم 2013-08-06, 00:43
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية يونس
يونس
:: سوفت ماسي ::
  • Algeria
الإسلام غير مرغوب فيه-عبد العالي رزاقي-

الإسلام غير مرغوب فيه-عبد العالي رزاقي-

حين تضامنت الشعوب العربية مع الجيش المصري أثناء هزيمته مع الكيان الصهيوني في 5 جوان 1967م التي سميت بـ"النكبة" اقترح محمد حسنين هيكل على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأن يسمي الهزيمة بـ"النكسة" حتى لا تؤثر على مسار المؤسسة العسكرية.
وحين اعترف كبار المفكرين العرب وفي مقدمتهم محمد عمارة بأن "ما حدث في 3 يوليو 2013م هو انقلاب عسكري على التحول الديمقراطي الذي فتحت أبوابه ثورة 25 يناير 2011م" تدخل مرة هيكل للاستغراب ممن يسمون الأشياء بغير مسمياتها وكأن مصر اليوم تقود حربا ضد مصر العروبة والإسلام، فهل أخطأ المفكرون العرب والعلماء في اختيار مصر لهم مكانا للتعبير عن أفكارهم قبل الهزيمة أم أخطأت مصر في احتضانها للفكر التنويري العربي ورجالاته قبل ثورة 23 يوليو 1952م؟
.
أغنياء أمس وأثرياء اليوم
حين دعا عبد الحميد بن باديس إلى توحيد المثقفين في القطر الجزائري في 26 نوفمبر 1925م قائلا: "إن التعارف أساس التآلف الاتحاد شرط النجاح فهلموا إلى التعارف والاتحاد بتأسيس حزب ديني محض" لم يجد من يقف إلى جانبه سوى العلماء المصلحين لكنه بعد ستة أعوام من النقاش والجدال ظهر أحد الأغنياء وهو المدعو عمر إسماعيل ليعلن أنه خصص جائزة مالية قدرها 1000 فرنك (مليون دولار حاليا) لكل مثقف يتوصل إلى وضع أسس هذا الحزب الديني على أن يخصص مكافأة لميزانية هذه الجمعية في حين أن دعوة حسن ألبنا لم تحظ بمثل هذا الدعم، فهل كان موقف الرئيس الراحل هواري بومدين بمنح مصر في 10 أكتوبر 1973م شيكا على بياض لشراء الأسلحة من الاتحاد السوفيتي سابقا لدعم ثقافة التضامن العربي أم ثقافة الانقلابات العسكرية التي تحظى اليوم بدعم من أثرياء مصر ومثقفيها هي التي صارت سيدة الموقف.
التاريخ يقول لنا بأن الشيخ بن باديس تصدى للاندماج والتجنيس في الذكرى المئوية الأولى للاستعمار الاستيطاني الفرنسي للجزائر بفضل جمعيته ومواقفه التي وصلت إلى القسم المشهور "والله لو طلبت مني فرنسا أن أقول لا إله إلا الله لما قلتها" ويقول لنا بأن سيد قطب قال كذلك: "الإسلام الذي يريده الأمريكان وحلفاؤهم في الشرق الأوسط ليس هو الإسلام الذي يقاوم الاستعمار، وليس هو الإسلام الذي يقاوم الطغيان ولكنه الإسلام الذي يقاوم الشيوعية لأنهم لا يريدون للإسلام أن يحكم، إنهم يريدون إسلاما أمريكيا يستفتى في الوضوء ولا يستفتى في أوضاع المسلمين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية، إنها لمهزلة بل إنها لمأساة",
كانت مصر حاضنة لكبار العلماء والمفكرين العرب أمثال الأمير عبد الكريم الخطابي ومحمد أمين الحسيني ومحمد البشير الإبراهيمي والفضيل الورتيلاني ومحيي الدين القليبي ومحمد علال الفاسي، كان هؤلاء وغيرهم يقيمون المنتديات والجمعيات والصالونات الثقافية فمن منا لا يعرف رابطة الدفاع عن المغرب العربي برئاسة الخطابي وجمعية العلماء المسلمين برئاسة الإبراهيمي ودار الشورى برئاسة الزعيم الفلسطيني محمد علي الطاهر وجمعية الهداية الإسلامية برئاسة محمد الخضر حسين، ودار الفتح لمحب الدين الخطيب وغيرها (لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى كتاب المستشار عبد الله العقي : من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة).
مصر التي كانت حلم المثقف العربي صارت كابوسا لهذا المثقف العربي فالمرشد الثالث للإخوان المسلمين عمر التلمساني ( 1904-1986م) رد على اتهام الرئيس أنور السادات للإخوان بأنهم "جماعة فتنة" قائلا: "الشيء الطبيعي إزاء أي ظلم يقع علي من جهة أن أشكو صاحبه إليك بصفتك المرجع الأعلى للشاكين - بعد الله - وهاأنذا أتلقى الظلم منك فلا أملك أن أشكوك إلا إلى الله" لم يستطع السادات أن يتقبل ذلك فطلب منه سحب كلامه فأضاف التلمساني "إني لم أشكوك إلى ظالم وإنما شكوتك إلى رب عادل يعلم ما يقول" فلمن يا ترى يشكو الإخوان ظلم الجيش المصري المسلط عليهم؟
كان المثقف قبل ظهور "أشباه المثقفين" يقف مساندا الشعب وحتى الإمام يتقدمهم إذ يقول البشير الإبراهيمي"لا نرتضي إمامنا في الصف ما لم يكن أمامنا في الصف" فأين هم اليوم المثقفون الذين يحملون هم شعوبهم؟
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


الإسلام غير مرغوب فيه-عبد العالي رزاقي-


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:43
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc