كثير من الناس عندما يضعون رؤوسهم على الوسادة لا ينامون بل
يتألمون وإذا تقلبوا على الفراش كأنهم على الجمر يتقلبون وبناره يكتوون
فتصير الوسادة كأنها مقصلة لقطع الرؤوس أو سجن يفتح ليوضع الرأس بين قضبانه و جدرانه فيصطدم الرأس ويشج.
ويصير صوف الوسادة أو ريشها وحريرها كأنه جمر تغلي عليه الرؤوس
فتنصهر وتذوب من شدة الغليان فيحرم صاحبها نعمة ولذة وطعم النوم
وهناك من إذا وضع رأسه على الوسادة يغرق في نوم هنيء ويسبح على
فراش كأنه أمواج حانية تداعب جسده المنهك أو يصير الفراش
كأنه سحابة يحلق بها صاحبها نحو عالم جميل من الأحلام الوردية
لتربطه ثمة علاقة ود وصداقة بين هذا والوسادة.
أو كأن الوسادة صارت مركبا للأماني أو فرسا يمتطيه ليحلق نحو
فضاءا واسعا ليشعر أنه من أسعد وأهنئ الناس وأريحهم بال
فيشتاق للوسادة ويحن للقاء جديد
بينما يفر ذاك من الوسادة ويتوجس منها خيفة فصارت بعبع يطل
عليه كلما أراد أن يأوي لفراشه لأنه يستحيل أن يستغني عنها لهذا