لا يختلف اثنان على أن مجيد بوقرة هو أحد ركائز منتخب الجزائر بعدما لعب دوراً فاعلاً في تأهل الخضر إلى كأس العالم FIFA

مرتين على التوالي حيث ستكون نهائيات البرازيل 2014 المحطة الثانية في العرس العالمي للمدافع ذو الحادية والثلاثين من

العمر والذي يأمل بأن يقود منتخب بلاده لتحقيق الإنجاز والتأهل من مرحلة المجموعات للمرة الأولى بتاريخه.

ولكن طموح بوقرة ورفاقه سيصطدم بثلاث منتخبات قوية في المجموعة الثامنة في البرازيل 2014 حيث أوقعت القرعة

أبناء المدرب وحيد خليلودزيتش بمواجهة روسيا وكوريا الجنوبية وبلجيكا التي سيلتقيها المنتخب الجزائري في

باكورة مشواره في بيلو هوريزونتي يوم الثلاثاء 17 يونيو/حزيران المقبل.

في الجزء الثاني من المقابلة الحصرية مع موقعFIFA.com، يتحدث بوقرة عن المشاركة في جنوب أفريقيا 2010

بالإضافة لغيابه عن المنتخب الجزائري وطموح الخضر في البرازيل 2014 وأهمية المسؤولية الإجتماعية.

موقع FIFA.com: مجيد، لنتحدث قليلاً عن المنتخب الجزائري. ما رأيك بما حققه المنتخب الجزائري خلال الأعوام الأربع الأخيرة؟
مجيد بوقرة:لدينا اتحاد جيد يبدي اهتمام كبير باللعبة وبكل صراحة تغيرت الأمور إلى الأفضل خلال السنوات

الست أو السبع الأخيرة حيث أصبح هناك اهتمام أكبر باللاعبين وتم إنشاء مركز خاص للإهتمام بالمنتخبات الوطنية.

بالإضافة إلى ذلك، لدينا العديد من اللاعبين الجيدين المحترفين في أوروبا كما أن المدرب وحيد خليلودزيتش

قام بعمل جيد وقام ببناء فريق جديد. لدينا الآن العديد من اللاعبين الصغار وجيل جديد يمكنه أن يواصل

تحقيق المزيد من النجاحات لأربع سنوات مقبلة.

غبت عن المنتخب لفترة بسبب الإصابة ثم عدت للمشاركة مع المنتخب من جديد. كيف نجحت في تحقيق

العودة القوية للمنتخب بعد الإصابة؟
لقد افتقدت المشاركة مع المنتخب بسبب هذا الإصابة خصوصاً اللعب في الجزائر أمام الجماهير الغفيرة

التي تحب كرة القدم وتشجع بشغف كبير. عندما تدخل أرض الملعب يجب أن تبذل كل ما لديك من أجل رد

الجميل لهذه الجماهير. لقد افتقدت المنتخب في تلك الفترة وهو الدافع الذي جعلني أعمل بشكل أكبر من

أجل تحقيق عودة قوية ونجحت في ذلك.

ما برأيك السبب وراء خروج المنتخب الجزائري من كأس الأمم الأفريقية 2013 مبكراً؟ هل كان لغيابك

تأثير خصوصاً على خط الدفاع؟
لا أعتقد أن غيابي كان هو السبب وراء الخروج من البطولة. كان هناك العديد من اللاعبين الشباب الذين

يفتقدون للخبرة وفي هكذا بطولات عامل الخبرة مهم جداً وقد غبت عن البطولة إلى جانب عدد من لاعبي

الخبرة الذين كان وجودهم سيجعل الأمر مختلفاً. اللاعب الذي يملك خبرة المشاركة في البطولات يمكنه

أن يتحدث للاعبين الشباب ويساعدهم في مواجهة أي مشاكل ويبرز لهم الأمور الجيدة والأمور السيئة وهو ما كان ينقصنا في تلك البطولة.

هدفنا هو التأهل من مرحلة المجموعات ونريد أن ندخل التاريخ لأن منتخب الجزائر لم يسبق له

أن تأهل إلى الدور الثاني من كأس العالم. لا يوجد لدينا أي شيء لنخسره.

مجيد بوقرة

تألقت مع المنتخب الجزائري في كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA وخصوصاً في مباراة إنجلترا.

ما هي ذكرياتك عن البطولة وعن تلك المباراة تحديداً؟
لقد كانت مباراة رائعة جداً أمام جمهور غفير ملأ المدرجات وكان أمر رائع أن ألعب بحضور الجمهور الإنجليزي.

كان الجو مميزاً وكانت مباراة جيدة. لقد كنا فخورين بأننا لعبنا كرة قدم جيدة وقدّمنا مستوى مميز

أمام المنتخب الإنجليزي الذي يعتبر من كبار اللعبة. لم يكن يتوقع أحد تلك النتيجة وكان الجميع يتصور

بأننا سنخسر المباراة. أظهرنا في تلك المباراة مستوى كرة القدم الجزائرية وبصراحة بعد تلك المباراة

كان هناك بعض الندم لدينا لأنه كان بإمكاننا أن نحقق نتائج أفضل في البطولة بشكل عام. لقد كنا

خائفين لأن كأس العالم هي بطولة كبيرة ولكننا حصلنا على خبرة جيدة في النهاية ستفيدنا في البرازيل.

بالحديث عن البرازيل، سيخوض منتخب الجزائر كأس العالم للمرة الثانية بعد شهر تقريباً. كيف ترى

حظوظ المنتخب في البطولة؟ وما هي حظوظ الخضر في التأهل من المجموعة الثامنة؟
هدفنا هو التأهل من مرحلة المجموعات ونريد أن ندخل التاريخ لأن منتخب الجزائر لم يسبق له أن تأهل إلى الدور الثاني

من كأس العالم. لا يوجد لدينا أي شيء لنخسره. الشعب الجزائري ينتظر منا الكثير حيث أنه يتمنى أن نذهب إلى

البرازيل ونعكس مدى تطور اللعبة في الجزائر بالإضافة إلى تقديم صورة جيدة عن اللعب النظيف. بالنسبة لبعض اللاعبين،

ستكون المشاركة هي الأولى في بطولة كبيرة وبالتالي يقع على عاتقنا نحن اللاعبين الكبار أصحاب الخبرة

مسؤولية إضافية تتمثل بتوجيه النصائح إلى هؤلاء اللاعبين لتقديم كل ما لديهم والأهم هو الإستمتاع بكرة القدم.

أي مباراة هي الأصعب وما هي المباراة الأهم بنظرك؟
المباريات الثلاث ستكون صعبة بالنسبة لنا حيث أن المنتخبات الثلاث التي وقعنا معها تملك مستوى كبير

وبالتالي لا يجب أن نستهين بأي منتخب ويجب أن نبذل قصارى جهدنا في كل مباراة لتقديم الأفضل.

تم تعيينك سفيراً للنوايا الحسنة لليونيسيف في الجزائر. ما أهمية هذا الأمر بالنسبة لك؟
أعتقد أن الأمر أكثر من جيد بالنسبة لي حيث أنني حصلت بذلك على فرصة لمساعدة الأطفال وإيصال رسالة

إيجابية لأن كرة القدم يجب أن تقدّم أمثلة إيجابية للمجتمع. عندما تكون لاعباً مشهوراً يجب أن تستغل الأمر

من أجل إيصال رسائل إيجابية لصغار السن وهو أمر أكثر من مميز. لقد حضرت عدد من الأحداث التي نظمتها

اليونيسيف في الجزائر وأنا سعيد لمساهمتي في هذا الأمر. لقد قمت أيضاً بتأسيس مؤسسة بوقرة الإجتماعية

والتي تعني بمساعدة الصغار وذوي الإحتياجات الخاصة والعائلات الفقيرة.

إلى أي مدى تلعب كرة القدم دوراً إيجابياً على الصعيد الإجتماعي خصوصاً خارج الملعب؟

بالنسبة لي الأمر بمثابة التزام لأنه في كرة القدم هناك الكثير من الإستخدامات الإيجابية للمجتمع. إذا كنت لاعب

كرة قدم يجب أن تستخدم صورتك لشيء إيجابي لأن كرة القدم لعبة جميلة ويحبها الملايين حول العالم. شخصياً

أحترم كل لاعبي كرة القدم الذين يساهمون إيجابياً بنشر اللعبة بالإضافة إلى الدور الذي يلعبونه اجتماعياً. هناك الكثير

من اللاعبين الذين بدأوا حياتهم من الأحياء الفقيرة وبالتالي هم يشعرون بالمسؤولية اتجاه مجتمعاتهم وهو أمر يظهر

مدى قوة كرة القدم في أيامنا هذه.