قديم 2016-07-04, 13:53
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية iyad05
iyad05
:: سوفت ماسي ::
افتراضي التنشيط البيداغوجي المتمركز حول المتعلم/ة

التنشيط البيداغوجي المتمركز حول المتعلم/ة

تعتبر مقاربة " تعلم التعلم " بوصفها مقاربة بيداغوجية متمركزة حول المتعلم، بديلا للمقاربات البيداغوجية المتمركزة على الأستاذ والبرنامج المدرسي، فقد أثبتت التجربة محدودية هذه الطرق وعدم نجاعتها، فضلا عن كونها تتعارض مع المعطيات والحقائق التي أسفرت عنها الأبحاث العلمية الحديثة حول موضوع التعلم، والهدف الأساسي لهذه المقاربة يتلخص في مساعدة المتعلم على تحقيق النجاح في تعلمه، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا انخرط بصفة كلية في سيرورة عملية التعلم، بناء، وتوظيفا، وتقويما، بمعنى أن يكون فاعلا في اكتساب تعلماته عبر مختلف مراحلها وأنشطتها، وهذا لا يتحقق أيضا إلا إذا توفرت الشروط التالية:

- تنظيم فضاء التعلم:
وذلك بتنظيم فضاء الفصل المدرسي بشكل يساعد على الانتباه والتواصل الجيد بين أفراده ( أستاذ / متعلم، ومتعلم / متعلم )، وأفضل صيغة لتنظيم جلوس المتعلمين تلائم القسم المدرسي المغربي هي الجلوس وفق شكل U مزدوج(أنضر الشكل التالي):



( يسمح هذا التنظيم بالانتقال من وضعية مجموعة الفصل إلى وضعية
المجموعات الصغرى والعكس بسرعة ومرونة )

- التهييئ السيكولوجي:
ويتم ذلك بجعل المتعلم ينخرط انخراطا كليا وبشكل إرادي في سيرورة عملية التعلم، وذلك بإقناعه بأهمية ما يتعلمه وتحفيزه وتشجيعه، والابتعاد كليا عن الإكراه والضغط بجميع أشكاله.

- منهجية التنشيط:
المقاربة الأكثر ملاءمة لتنشيط الفصل المدرسي هي مقاربة "التعلم ضمن مجموعات عمل" أو ما يطلق عليه "بيداغوجيا المجموعات"، ولذلك يجب على الأستاذ أن يعتمدها كمنهجية أساسية في عملية التنشيط، سواء كان الأمر يتعلق بقسم من مستوى واحد أو مشترك، وتقتضي هذه المقاربة وضع المتعلمين في وضعية مجموعات عمل، أي في وضعية تعلم جماعي، ليقوم المتعلم ببناء ذاتي لمعارفه في تفاعل مع أفراد مجموعته، بحيث تكون كل مجموعة عبارة عن ورشة صغيرة من أطفال متعاونين، مما سيجعلهم نشطين وفاعلين خلال عملية التعلم، وذلك باعتبار المجموعة الفضاء الأمثل لتعويد الأطفال على اتخاذ القرار، وبالتالي لتحمل المسؤولية والاعتماد على الذات أثناء عملية التعلم، وتوفر المجموعة أيضا الآلية التي تنخرط فيها جهود أفرادها للبحث والإبداع والابتكار، فتصبح بذلك "منظومة" قادرة على تفعيل القدرات الكامنة لدى أفرادها وعلى تعديلها في آن واحد، أما الأستاذ فيجب أن يرتكز دوره على الدعم اللوجستيكي، والتحفيز، والمساعدة حين يحتاجها المتعلم، على أن يحرص على عدم تقديم المعرفة جاهزة قبل أن يستنفذ المتعلمون كل محاولاتهم الذاتية كأفراد في البداية، ثم كمجموعات عمل صغيرة متعاونة بعد ذلك.
لقد بينت الدراسات )فيكوتسكي Vygotsky) أنه في مجموعتين تتوفر فيهما نفس الشروط بحيث لا تختلفان إلا في طريقة العمل، فإن الأطفال الذين يشتغلون جماعيا يحققون تقدما أكبر من الذي يحققه المشتغلون فرادى، وليس ذلك بسبب اقتداء بعضهم ببعض، بل إن الاختلاف في وجهات النظر يجبر الأفراد على إعادة تنظيم مقارباتهم المعرفية، وبذلك تنتج حركية العمل الجماعي تقدما معرفيا فرديا، فالنمو المعرفي وفق هذه المقاربة يأخذ "طبيعة اجتماعية في المقام الأول"، لأن كل واحد سيحاول إثبات وجهة نظره أمام الآخرين ومن هنا جاءت عبارة "التفاعل الاجتماعي المعرفي".

القسم المشترك

لا يختلف القسم العادي عن القسم متعدد المستويات في المقاربة البيداغوجية المتمركزة حول المتعلم إلا في تنظيم فضاء القسم، فإذا كان تنظيم الفضاء في القسم العادي يتم على الشكل المحدد سابقا، فإن تنظيم فضاء القسم المشترك يجب أن يراعى فيه تباين المتعلمين من حيث مستواهم التكويني الذي تتراوح مدته بين سنة وخمس سنوات، ولهذا يجب الفصل بين مستوياته فصلا تاما أثناء تنظيم جلوسهم، لينتظموا على شكل مجموعات مستقلة بوسائلها الديداكتيكية (السبورة – الجداريات ..)، وتحتل مواقع متباعدة في القسم قدر الإمكان، مع المحافظة على عدد أفراد المجموعات الصغرى فيها بحيث لا ينبغي أن يتعدى أربعة أطفال، أما منهجية التنشيط فلا تختلف في شيء عن المنهجية المعتمدة في القسم العادي، وفيما يلي صيغة تقريبية لكيفية تنظيم جلوس المتعلمين في "القسم المشترك".



إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


التنشيط البيداغوجي المتمركز حول المتعلم/ة


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 16:32
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc