قديم 2012-09-10, 21:15
رقم المشاركة : 1  
samirino
:: سوفت ماسي ::
افتراضي كيف يصل منتخب لبنان إلى المونديال !

كيف يصل منتخب لبنان إلى المونديال !

كيف يصل منتخب لبنان إلى المونديال !



منتخب لبنان لكرة القدم إلى الدور الحاسم لتصفيات مونديال البرازيل 2014... هل هي حقيقة أم حلم !
لا يكاد المرء يصدق أن هذا الأمر تحقق في تاريخ الكرة اللبنانية للمرة الأولى وقد تكون الأخيرة في عهدنا الحديث إذا ما استمرت العقلية المدمرة تتغلغل في المجتمع الرياضي، ومع انطلاق التصفيات في القرن الماضي ومشاركة منتخب لبنان بها في فترة الثمانينات للمرة الأولى، وللعلم فقد خاض التصفيات لمونديال المكسيك 1986 ووقع في مجموعة تضم العراق وقطر والأردن وخاض 4 مباريات إذ خسر أمام العراق 0 – 6 و 0 – 6 وأمام قطر 0 -7 و 0 – 8 وانسحب أمام الأردن، وانسحب بالتالي من التصفيات وشُطبت نتائجه، ويا لها من نتائج مشرفة آنذاك لأن اربعة اندية تمنعت عن ارسال لاعبيها ومن بينها الصفاء والانصار ودارت ما يسمونه باللهجة اللبنانية "الكومبينات" اي الألاعيب على المدرب البلغاري تيودور وقتها وفشل المنتخب فشلا ذريعاً بعدما جلب اللاعبون العار لبلدهم وقبضوا ثمن هزائهم مسبقاً.
وفي التصفيات التالية لمونديال 1994 في الولايات المتحدة الأميركية خاض منتخب لبنان التصفيات تحت قيادة المدير الفني الوطني عدنان الشرقي بعد تجنيس جمال طه (مصري) وبابكين ماليكيان (أرميني) لعب المنتخب إلى جانب كوريا الجنوبية والبحرين والهند وهونغ كونغ وحل ثالثاً بعد مرحلتي ذهاب وإياب. وشارك في تصفيات مونديال فرنسا 1998 بعد تجنيس عدد من اللاعبين من بينهم كيفورك قره بتيان وارمين اكديبيشيان وكوركين ينكيبيريان وأخفق المنتخب تحت لواء الويلزي تيري يوراث في تخطي الدور الأول وحلّ ثانياً خلف الكويت وأمام سنغافورة. وفي تصفيات مونديال 2002 في كوريا واليابان خرج المنتخب من الدور الأول في مجموعة ضمت تايلاند وباكستان وسريلانكا وفي تصفيات 2006 حل ثانياً في مجموعته خلف كوريا الجنوبية وأمام فيتنام والمالديف وبدأ الانحدار في المستوى في تصفيات مونديال 2010 حين خرج صفر اليدين وبلا نقاط بعد 6 خسارات أمام السعودية وأوزبكستان وسنغافورة.
وجاءت تصفيات مونديال البرازيل 2014 ودخلها منتخب لبنان باستحياء وفاز على بنغلادش الضعيفة 4 – 0 في بيروت في التصفيات التمهيدية وخسر في داكا 0 – 2 وتأهل، بقدرة قادر، تحت قيادة المدرب اميل رستم الذي طلب اعفاؤه من مهمة المتابعة في التصفيات وأوكلت المهمة إلى الألماني ثيو بوكير الذي سبق له أن خلف الكرواتي جوزيب سكوبلار عام 2001 واشرف على المنتخب اللبناني كما درّب نادي الحكمة ووصل معه إلى نهائي بطولة لبنان لكرة القدم عام 2000 وخسر اللقب لمصلحة النجمة.

إذاً فالمدرب التي أوكلت اليه المهمة من أهل "مكة" وهو أدرى بشعابها وبخفايا كرة القدم اللبنانية وخبايا الالاعيب التي لا تخفى على احد في ظل وطن مثل لبنان قد تتشعب فيه امور كثيرة سواء في الرياضة أو السياسة أو غيرها نظراً لطبيعة الفسيفساء التي يبنى عليها هذا البلد الصغير المميز بكينونته الفريدة. والذي اذا اردت أن تنجح في أمر من أمورك الحياتية لا بد من التدليس والاسترضاء والا اذا كنت صادقاً وجاداً في نواياك انصبت عليك الحراب ورفعت السيوف.. والأقلام المسمومة.
وعمل بوكير على جمع شمل اللاعبين واسترضاء بعض المعتكفين أمثال رضا عنتر ويوسف واصف محمد المحترفين في الصين والامارات و(الدوري الألماني سابقاً) وأدخل عناصر جديدة وشابة وما يزال.. إلا أن بلغ مرحلة حاسمة ووصل بقطاره إلى محطة لم يسبق الوصول اليها من قبل وهي المرحلة النهائية التي تؤهل مباشرة إلى المونديال أو تمنح منتخباً من منتخباتها فرصة خوض لقاء مصيري مع منتخب من أميركا الجنوبية لبلوغ المونديال. وكما قال برنارد شو: "الرجل القوي يعمل والضعيف يتمنى".


فلسفة.. ومنظّرون


وما بين فترة التحضير للمرحلة الحاسمة والدخول الجدي في المباريات خرجت أصوات من رحم الكرة اللبنانية والاتحاد تنظر على المدرب الألماني كونها كانت ذات باع طويل في كؤوس العالم وشؤونها وشجونها، ومنهم من جيّر الانتصار الذي تحقق لشخصه الكريم ! وما أكثرهم في الوسط الرياضي اللبناني والتاريخ يشهد على أحد رؤوساء نادٍ بيروتي حين كان يتابع مباراة لفريقه منتصف التسعينات وقام ولم يقعد حين طرد الحكم احد لاعبي فريقه وبعد طول انتظار قام وصرخ على الملاْ للحكم: "عيب يا حكم عليك بإعادته إلى الملعب" ظناً منه أن قوانين كرة القدم مثل قوانين كرة اليد..؟ وهناك أمثال وأمثال كثيرة ومن بينها صحافيون يلجؤون حين تتفتق عبقريتهم وتتحرك غرائزهم إلى شن هجوم لاذع على مدرب قدير وخبير ألماني كلنا يعرف أن بين بلاده وبين بلدنا في عالم كرة القدم ما صنعه الحداد وشتان المقارنة بين تحضير اللاعب في ألمانيا وتحضيره في لبنان، وقد يحلو للبعض أن يحاول التفلسف عبر الصحف ووسائل الأعلام على التكتيك التدريبي والخطط والاستراتيجية وعملية انتقاء اللاعبين والتبديلات التي حصلت والخطة الموضوعة هل هي 4 – 4 2 - أم 3 – 5 - 2 أم غيرها ولو أن أحدهم وقف أمام المدرب بوكير وأعطاه الكرة وقال له داعبها على قدميك 3 مرات لفشل واحمر خجلاً.. فكفى بصحافة البلد أن تتهجم بدون أن تنتقد نقداً موضوعياً، لأنه يوجد العديد من الصحافيين الرياضيين الصفر الذين يجيدون نقل البارودة من كتف إلى أخرى، ولأن خبراء كرة القدم في لبنان باتوا نادرين ونادرين جداً وأذكر من بين هؤلاء الجهابذة المتفلسفين لاعب دولي سابق ومدرب حالي أنه أفضل من بيليه !
ولا بد أن نعترف للمدير الفني الألماني بوكير ولو بشيء من التواضع بخبرته في التدريب ومدرسته الألمانية الذي تخرج منها، لأنه لا وجه للمقارنة بين لبنان وألمانيا كروياً، وان اختلفنا أو ابتعدت وجهات النظر في عملية انتقاء اللاعبين، فالبعض يقول انه يختار لاعبيه من نادٍ واحد أو انه يقبض من والد أحد اللاعبين ليضمه إلى صفوف المنتخب.. فبالله عليكم ما هذه الترهات وهل هكذا نبني منتخباً أم نساهم في تدمير الهيكل على رؤوس قاطنيه.
وكما قال الشاعر أبو العلاء المعري:
ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً تجاهلت حتى ظُن إني جاهل
وهذه عينه على ما يجري في لبنان وفي كواليس كرة القدم اللبنانية، فيا أيها اللبنانيون لا تنتظروا وصول منتخبكم إلى مونديال 2014 لأن النوايا ليست طيبة ولن يصل أي منتخب إذا ما كان العمل الجدي مرفقاً بحسن النوايا والتوكل وحسن التبصر والفهم والوعي بما ينطق به اللسان. وصدق أحد الحكماء حين قال "لا غنى كالعقل, ولا ميراث كالأدب, ولا فقر كالجهل".
ولأن عقلية بعض اللاعبين هي عقلية رجعية متخلفة في عالم كرة القدم أصلاً لن تمر كرة القدم في لبنان على سلام إلا إذا تراجع البعض عن تفكيره المقيت ولن يصل منتخب لبنان إلى أي محفل عالمي إلا إذا توقف البعض عن التفلسف لا إبداء النقد البناء، فهناك نقد يبني ويوصل رسالة وهناك نقد تجريحي يأتي من فراغ فكري، كالطبل الذي يعجبك من الخارج ولكنه من الداخل أجوف لا تسمع إلا صدى صوته الذي يذهب أدراج الرياح.
وكما قال الفيلسوف الإغريقي أرسطو: "الجاهل يؤكد, والعالم يُشكك, والعاقل يتروى".
فعلى من يرغب بالوصول إلى كأس العالم لا بد له أن يبرمج أفكاره ويستعمل العقل والحكمة ويتروى بالصبر والأناة ويدع كلُ يعمل في مجال اختصاصه حتى تتكامل أجزاء القطار الذي لا يسير إلا إذا كان يضم كل وحداته وكان مهيأً بالوقود ويوضع على السكة السليمة حتى يصل بركابه إلى محطة الأمان وإلى ما تشتهيه الأنفس.. وإلا على كرة القدم ومنتخباتها السلام.


إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


كيف يصل منتخب لبنان إلى المونديال !


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 23:22
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc