قديم 2013-06-15, 17:44
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية يونس
يونس
:: سوفت ماسي ::
  • Algeria
افتراضي تبعات سياسة بريطانيا لا يتحمّلها الإسلام

تبعات سياسة بريطانيا لا يتحمّلها الإسلام

بقلم الأستاذ الفاضل: حسين لقرع

حينما يزعم رئيسُ الوزراء البريطاني الأسبق أن "المشكلة تكمن في الإسلام الذي يأمر أتباعه بالجهاد ضد أتباع باقي الديانات"، وبهذه الصيغة المطلقة، فإنه يقوم في الواقع بتبرير تصاعد أعمال الكراهية ضد المسلمين ومساجدهم في المملكة، حتى أنها تجاوزت تسعين ومائة جريمة عنصرية بعد أسبوع واحد من مقتل الجندي البريطاني في لندن بالساطور على يد مسلمين اثنين.

بلير الذي شارك مع بوش في جريمة غزو العراق بعد فبْركة أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، يريد بهذا التصريح المتجنّي أن يُبعد تماماً أية مسؤولية عن نتائج السياسة العوجاء لبلده، من خلال مهاجمة الآخرين ومعتقداتهم، تلك السياسة التي كان أحدَ صناعها حينما كان رئيساً للوزراء.

بريطانيا ساهمت مع فرنسا في تقسيم الوطن العربي واحتلاله بموجب اتفاقية "سايكس بيكو" في عام 1916م، وهو التقسيم الذي لايزال سائداً إلى الآن لإبقاء العرب في حالة ضعف ووهن فلا تقوم لهم قائمة، كما أصدرت "وعد بلفور" سنة 1917م، ومنحت فلسطينَ لمن لا يستحقها، وساهمت بذلك في إقامة ما يُسمّى "دولة إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية بعد تشريد شعبها، وبقيت تؤازر هذا الكيانَ اللقيط وتقوّيه على العرب منذ 1948 إلى الآن، وساهمت مع أمريكا في حروبها ضد العرب والمسلمين، ومنها غزو أفغانستان واحتلاله في أكتوبر 2001 ثم غزو العراق في مارس 2003، والمساهمة في تدميره وقتل مئات الآلاف من أبنائه، ثم المشاركة مع "الناتو" في ضرب ليبيا وقتل الآلاف من أبنائها.. وصولاً إلى دعم المعارضة السورية بكل الأشكال ومنها مدّها بالسلاح خِفية، قبل أن تساهم في قرار الاتحاد الأوروبي الأخير برفع الحظر عن تزويد المعارضة بأحدث الأسلحة، ما يعني أنها تدق مسماراً في نعش مؤتمر "جنيف 2" قبل أن يبدأ وتمدّد عمر الأزمة السورية أشهراً أو سنوات أخرى.

لقد ارتكبت بريطانيا بحق العرب والمسلمين جرائمَ كثيرة وشاركت في قتل الملايين من أبنائهم لعقود طويلة، وهي تصرّ على تبني نفس السياسة المعادية لهم، ومع ذلك كله لا يرى بلير أي عوَج في سياسة بلده، ولا يحمّلها أدنى مسؤولية في ردود أفعال المسلمين تجاهها، وآخرها جريمة قتل الجندي بساطور في لندن.

لقد قلنا إن هذه الجريمة الوحشية، التي ارتكبها مسلمان فقط وليس 2.5 مليون مسلم يعيش ببريطانيا، مُدانة وغير مبرّرة وتشكل إساءة بليغة للإسلام والمسلمين وتمنح ذريعة إضافية لمتصيِّدي هكذا أخطاء لمواصلة حملتهم التشويهية القذرة ضد الإسلام وكل أتباعه بشكل تعميمي مقصود، ولكن يجب القولُ كذلك إن السياسة العدوانية البريطانية ضد العرب والمسلمين، ولاسيما في العقدين الماضيين، مُدانة أيضاً؛ فهي ظالمة جائرة متغطرسة، مليئة بالعجرفة والتعالي على العرب والمسلمين واحتقارهم، ومن ثمة، فإنها تتحمل جزءاً من مسؤولية ما حدث لجنديِّها في لندن.

المشكلة ليست في الإسلام وتعاليمه كما يزعم بلير؛ بل تكمن في السياسة الظالمة والعدوانية لبلده ضد العرب والمسلمين على مرّ التاريخ، وإذا اخطأ بعض المتعصبين، فالإسلام لا يتحمل المسؤولية، وما على بريطانيا إلا أن تعيد النظرَ في سياستها تجاه 1.7 مليار مسلم، وأن تعاملهم بما يستحقون من إنصاف واحترام.* * *
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


تبعات سياسة بريطانيا لا يتحمّلها الإسلام


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:46
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc