قديم 2013-07-10, 12:29
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية يونس
يونس
:: سوفت ماسي ::
  • Algeria
افتراضي فركوس يهدد الدولة الوطنية؟

فركوس يهدد الدولة الوطنية؟

لقد عمدت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى تغيير برنامج تكوين الأئمة الذي يعود إلى عام 2010 وما أدخل على البرنامج الجديد هو إضفاء شحنة من المقررات الخاصة بالوطنية التي كانت غائبة أو ضعيفة النبرة في خطابنا المسجدي ولقد تلت هذه الخطوة توزيع ما تم جمعه من نماذج النصوص التي تناولت البعد الوطني في الشريعة الإسلامية والتي صاغتها أقلام من مثل الشيخ عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي ومفدي زكريا ومولود قسم وغيرهم كثير

*

ولكن لحد الآن لم يتبين بعد ما إذا وجدت هذه الأفكار العقول التي تستوعبها حتى يمكن أن تبلغها بالشكل المطلوب والمقبول علما بأن هذه الخطوة قد أقدمت عليها المملكة العربية السعودية ونظمت لها دورات تدريبية أشرف عليها مختصون رصدت لها إمكانات معتبرة ولكن للأسف الشديد لازال المواطن الجزائري على قطيعة مع الخطابات بعدما صدم أمام الأفعال التي تتناقض مع الوطنية والدين معا وما يعمق ذلك أكثر هو ما يروجه بعض من ينتسبون للسلفية وفي مقدمتهم الشيخ فركوس حينما يطعن في الحديث الشريف "حب الوطن من الإيمان" ويرفض الاحتجاج به على أساس أنه حديث موضوع مكذوب ومختلق عن النبي (ص) وفي موضع آخر من كتابه "تحري السداد.." يحذر من التركيز على مبدإ الوطنية التي هي من بنات العلمانية ومن أن قاعدة الولاء والبراء هي المرجع في كل شيء يخص حياة المسلم وهي من لوازم الشهادة، وبالتالي كيف يمكن أن نتعامل مع هذا الطرح الذي جاء في سياق لا يزيد إلا في تعميق حالة الاغتراب والسقوط في حبل الاستلاب.

رغم اهتمام الدكتور بتراث الشيخ عبد الحميد بن باديس والعمل على نشره والتعليق على بعض ما نشر له إلا أنه لم يشرب من كأس الوطنية التي شرب منها السيخ ابن باديس وربما كان يكيف الرجوع فقط لمقاله الشهير "لمن أعيش؟" والذي أقر فيه بأنه يعيش لله وللجزائر في تكامل تام بين الاثنين إلا أن الشيخ فركوس رغم ما يبدو عليه من اعتدال ومرونة في الحوار إلا أنه في بعض المسائل المعروضة عليه ينساق وراء الغلو في تفسيراته وشروحاته المتعلقة بالحياة المدنية التي لم يفقه العديد من علماء الشريعة ما بينها وبين الحياة العقائدية من اتصال، وعليه قد يترتب عن ذلك ضرب لاستقرار وانسجام وتماسك المجتمع، كيف لا والشيخ فركوس يقول عن إخواننا الإباضيين ردا على سؤال جاءه من أحد المواطنين من غرداية يطلب منه توضيح رأيه حول المذهب الإباضي فكان ختام رده بعد الشرح والإبانة والطعن في أهل الديانة من المعتزلة وغيرهم بالقول "ولا يخفى أن الإباضية قد خالفوا عقيدة جماعة الإسلام الذين اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين..."، فبالله عليكم ألا يدعو مثل هذا الكلام إلى الفتنة والصدام ويتعارض مع التوصيات التي خرج بها ملتقى الأمن الفكري المنظم من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف سنة 2010 بسيدي عقبة - بسكرة - حيث نص على أن الأمن الفكري هو الانسجام القائم بين ما يؤمن به الشعب وبين ما يعيشه وما يتطلع إليه ومن أن ذلك يتحقق بإستناده إلى مرجعية عقدية واحدة يؤمن بها المجتمع على تعدد نسيجه الثقافي والسياسي .. والسؤال إذن ما هي الإجراءات التي تتخذ ضد من يعبث بالأمن الفكري والديني الذي يهدد الدولة الوطنية وبالخصوص أننا بتنا نشاهد الحروب الطائفية والمذهبية عادت من جديد تتصدر المشهد الدموي في عالمنا العربي والإسلامي بسبب غياب ثقافة الائتلاف؟
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


فركوس يهدد الدولة الوطنية؟


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:44
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc