قديم 2013-07-12, 10:30
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية يونس
يونس
:: سوفت ماسي ::
  • Algeria
اللغز في مشروع المجتمع المصري-شريف زرقي-

اللغز في مشروع المجتمع المصري-شريف زرقي-

*من يحاول فهم ما يجري في مصر لا يجب أن يذهب بعيدا في تحليله.. مصر التي تملك تنظيما “إخوانيا” قويا عمره ثمانية عقود.. عقود أظهر فيها “الإخوان” معارضة شرسة للسلطة وصلت في الكثير من الأحيان إلى حد المواجهة المسلحة وضرب الاقتصاد المصري في الصميم من خلال اغتيال السياح الأجانب. وبالموازاة تملك مصر مثقفين ونخبة وطبقة برجوازية متشبعة بالفكر الحداثي وعلى دراية بما يجري في الغرب من تحولات وتطورات في مجال الحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان والحق في المواطنة.
وقد نجحت ديكتاتورية جمال عبد الناصر وأفكاره الاشتراكية الممتزجة بالشعبوية في إخفاء هذا الصراع حيث كانت فلسفة النظام “توجه” كل طاقاتها نحو “العدو الصهيوني”، وهذا يساعدها كثيرا على ضمان الوحدة الوطنية.. نفس الشيء فعله أنور السادات إلى غاية التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد التي استعملها الإخوان “لتخوين” السادات وكانت نتيجة هذا الصراع اغتيال الرئيس أمام أنظار العالم.. ومن جهته بنى مبارك دولة بوليسية مستبدة عرفت مصر خلالها صراعا دمويا غير مسبوق بين الطرفين..
وبصرف النظر عن “تكفير” الإخوان للنظام ولجوء النظام إلى القمع الوحشي في حق المناضلين والناشطين الإسلاميين، فإن الصراع الآن بلغ أوجه بعد وصول حزب الحرية والعدالة إلى سدة الحكم وحدوث الانفصال والانفصام النهائي بين مشروع المجتمع الإسلامي الذي يريد الإخوان بناءه في مصر ومشروع المجتمع الحداثي الذي تتبناه جبهة الإنقاذ الذي أقسم المنتمون إليها على إسقاط مرسي بشتى الوسائل.
من هذا المنطلق كان لابد لهذا الصراع المرير أن يطفو على السطح وقد خرج بهذا الشكل غير المسبوق حيث لجأ “الإنقاذيون” إلى الشارع بأعداد هائلة ليتبعهم العسكر بعزل الرئيس وحل مجلس الشورى وفرض خارطة طريق بدايتها معروفة ونهايتها لا يعلم بها إلا الله.
ما حدث في مصر حدث بشكل آخر في الجزائر قبل عشريتين وهو مرشح لأن يحدث في بلدان أخرى إذا غاب الإجماع ووصل الصراع المرير إلى حد الاحتقان واستعمال السلاح.. شيء جميل أن يدخل بلد في عهد الديمقراطية وشيء أجمل أن تتكرس الممارسة الديمقراطية بشكل لا رجعة فيه، لكن مشكلة العالم العربي تكمن في “تناطح” مشروعي مجتمع متناقضين لا يلتقيان إلا عندما تتكرس الممارسة الديمقراطية ويقتنع كل طرف بضرورة بقاء الطرف الثاني، فلا أحد يستطيع اليوم أن يحكم مصر ولا الجزائر ولا تونس ولا أي بلد آخر ما لم يتفق الجميع على ضرورة التعايش في بلد يجب أن يسع الجميع.
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


اللغز في مشروع المجتمع المصري-شريف زرقي-


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:16
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc